|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُقارن الآباء بين لقاء الشعب مع الله في العهد القديم، ولقائهم معه في العهد الجديد. ففي العهد القديم أقام موسى للشعب حدودًا من كل ناحية حتى لا يصعدوا على الجبل أو يمسوا طرفه "كل من يمس الجبل يُقتل قتلًا، لا تمسه يد بل يُرجم رجمًا أو يُرْمَى رميًا، بهيمة كان أم إنسانًا لا يعيش" [12-13]... هكذا مُنعوا من الاقتراب إلى الجبل أو لمسه، من يلمسه يُقتل، بطريقة مؤلمة بالرجم أو الرمي، ولا يمسه إنسان من الشعب حتى لا يتنجس به.!! أما في العهد الجديد فجاء كلمة الله ذاته وجلس على الجبل (مت 5-7) والتف حوله الخطاة كأولاد له. إنه يفتح بابه للجميع طالبًا بنوتهم له.! في العهد القديم حدثت رعود وبروق وسحاب ثقيل وصوت بوق شديد جدًا حتى ارتعد كل الشعب في المحلة [16]... "قالوا لموسى: تكلم أنت معنا فنسمع، ولا يتكلم معنا الله لئلاَّ نموت" (20: 19)... أما في العهد الجديد فكان الرب يتكلم بصوت هادئ وديع ليجتذب الكل إليه. وكما يقول القديس أغسطينوس: [هناك أُعطيَ الناموس خارجيًا حتى يرتعب الأشرار، وهنا يُقدم بطريقة داخلية لتبريرهم ]. في القديم عامَل البشرية كأطفال صغار يسمعون الصوت المرهب لكي يخافوا، أما في العهد الجديد فيحدثنا كأبناء ناضجين يُريدنا أصدقاء وأحباء له. وإذ يُقارن القديس يوحنا الذهبي الفم بين الدعوتين في القديم حيث الحدود الضيقة والخوف والرعدة، وفي الجديد حيث الدعوة المفتوحة للجميع ويقول: [لقد دعانا للسماء، دعانا إلى مائدة الملك العظيم والعجيب، فهل نتلكأ ونتردد بدلًا من أن نسرع ونجري إليها؟! إذن أي رجاء لنا في خلاصنا؟ إننا لا نقدر أن نعتذر بضعفنا ولا نعتذر بطبيعتنا، لكن الكسل وحده هو الذي يجعلنا غير مستحقين!]. شكرًا لله الذي فتح أمامنا طريق الجبل المقدس وجعل كلمته تدعونا جميعًا بلا استثناء لا لنتسلم الشريعة منقوشة على لوحين من الحجر، إنما ليعطينا كلمته حيًا في داخلنا، ووصيته منقوشة في قلوبنا.! |
|