منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 08 - 2013, 08:26 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

" الأقباط يحصدون بركات الإضطهاد" مقال جديد لنيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس

" الأقباط يحصدون بركات الإضطهاد" مقال جديد لنيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس


الانبا مكاريوس

اسقف عام المنيا وابوقرقاص

26 / 8 /2013


في كل مرة تعرض فيها الأقباط في هذا الجيل لاضطهاد من أي نوع، علّق المسلمون والمسئولون بقولهم إنها "عقدة الاضطهاد" وأن الأمر مُغالى فيه، وأنه لا يعدو كونه خلافًا تقليديًا بين أبناء الوطن الواحد، مثلما يحدث في كل المجتمعات في العالم، وأن الأقباط إنما يستثمرون ذلك في الترويج لفكرة أنهم أقلية مضطهدة.

ولكن الذي حدث مؤخَّرًا يجعل هذا التوصيف يرتدّ على رؤوس "المروِّجين" له. وبينما ينتقد الداني والقاصي هذه السلوكيات التي تترجم الاضطهاد في أجلى صوره، ما بين وكالات الأنباء والقنوات والجرائد والمجلات، والكثير من الحكومات والجمعيات الحقوقية، ظهر الأقباط بمظهر مشرّف يعكس معدنهم الأصيل، إذ رفضوا أي تدخل أجنبي، والمتاجرة بأوجاعهم لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب محلية على حسابهم، كما رفضوا رفضًا باتًّا فكرة ضلوع الحكومة المصرية – سواء المؤسسة العسكرية أو السياسية – في تلك الهجمات، بل عَزَتْ التقصير الأمني في يوم الاعتداءات إلى ظروف خاصة كانت البلاد تمرّ بها، وأكّدت على تقديرها لدور القوات المسلحة والشرطة في إعادة الأمن والاستقرار للبلاد تدريجيًا.

صُدِم الأقباط للوهلة الأولى بما حدث، ما بين مسيرات مخيفة يحمل فيها السائرون أسلحة متعدّدة مع هتافات تستهدف المسيحيين، ليس كنائسهم ومؤسساتهم ومنازلهم ومتاجرهم فحسب، كلاّ وإنما وجودهم بالكامل، ثم الهجوم الفعلي على تلك الشرائح الأربع للمسيحيين من كل طوائفهم. لم يكن هذا جديدًا على المسيحيين، وإنما الجديد هو التكثيف والمنهجية والتوقيت في تنفيذ الاعتداءات، وما أن مرّ يوم الأربعاء الدامي هذا، حتى نفض المسيحيون عنهم هذا الرماد الناتج عن الهجمة الشرسة، وبدأوا في حصاد البركات التي أرادها الله لهم مما حدث، ليصبح الطارد مطرودًا والطالب مطلوبًا والمعتدي هاربًا، مثلما يقول الكتاب: «الشِّرّيرُ يَهرُبُ ولا طارِد» (أمثال 28: 1).

1- شعر المسيحيون بفخر أنهم لم يُضطَّهَدوا إلا لكونهم مسيحيين، وأنه قد أُتيحت لهم الفرصة ليتألّموا لأجل المسيح الذي سمح أن يُدعى اسمه القدوس عليهم، وأن يهبهم أن يتألموا لأجل اسمه «لأنَّهُ قد وُهِبَ لكُمْ لأجلِ المَسيحِ لا أنْ تؤمِنوا بهِ فقط، بل أيضًا أنْ تتألَّموا لأجلِهِ» (فيلبي 1: 29)، فإن الآباء الرسل عندما أهانوهم من أجل المسيح خرجوا فرحين: «وأمّا هُم فذَهَبوا فرِحينَ مِنْ أمامِ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ حُسِبوا مُستأهِلينَ أنْ يُهانوا مِنْ أجلِ اسمِهِ» (أعمال 5: 41)، وهكذا أعادتهم هذه الأحداث إلى عصر الاضطهاد الروماني للأقباط، عندما كان كل مسيحي مطلوبًا للقتل، وكل كنيسة وكل إنجيل مطلوبين التدمير. لقد أحرق الإسلاميون الكنائس والكتب المقدسة والمسيحيين (حيث اُستُشهد شاب مسيحي يُدعى "بيشوي" حرقًا في تلك الهجمات، وآخرين قتلاً في الأسكندرية وغيرهم).

لقد احتفظ الأقباط بقطع من الركام والحطام المحروق، والكتب وعليها آثار الحرق، وقِطَع الحديد المنصهرة من شدة النيران التي ظلت مشتعلة من ست ساعات إلى ثلاثة أيام في بعض الكنائس. عندما صلينا القداس الإلهي في كنيسة الأمير تادرس بعد ثمانية أيام من حرقها، كان الدخان ما يزال متصاعدًا من بعض مرافقها. كما أننا مصرّون على الاحتفاظ بقطع الحجر عند هدم الكنيسة تمهيدًا لإعادة بنائها. بل وكثير من الآباء والأمهات حملوا أطفالهم إلى الكنائس المحترقة ليقفوا للصلاة فيها، والتقطوا لهم الصور التذكارية لتكون لهم الذكرى الجميلة أنهم عاشوا هذه الخبرة النادرة.

2- اقترب المسيحيون بعضهم من البعض الآخر داخل العائلة الواحدة، وداخل العمل، والخدمة، والمجتمع المسيحي بشكل عام، وتخلّى البعض عن خلافاتهم وخصوماتهم، وهذا يحدث عادة عند تعرّضهم لأزمات خارجية تصهرهم معًا فيسمون فوق الصغائر، وقت الضرورة ووقت الخطر العام نتذكر أننا وُلِدنا من بطن واحدة.

3- عودة الجميع إلى المخدع وإلى التوبة؛ لقد كان كل مسيحي في مصر معرَّضًا للقتل متوقِّعًا إياه لا سيما الأسبوع الماضي، ومن ثَمّ فقد راجع الكثيرون موقفهم من الله، وهل هم مستعدون للموت أم لا، ومن ثَمّ اكتظّت الكنائس بالمصلّين أكثر من الأيام العادية، وتَذَكَّرنا ما حدث بعد تفجير كنيسة القديسين، حيث امتلأت الكنائس عن آخرها ليلة عيد الميلاد (أي بعد أسبوع واحد من استشهاد الكثيرين ليلة رأس السنة الميلادية). إن الحرارة التي كان يصلّي بها الأقباط هذا الاسبوع في الكنائس المحروقة كانت تفوق الوصف، ومؤثِّرة ومن القلب.

4- اكتسب الأقباط تقدير واحترام الكثيرين من إخوتهم المسلمين بسبب نبلهم واحتمالهم ورفضهم تدويل قضيتهم وتدخّل الغرب، وكان بيان قداسة البابا تواضروس الثاني حاسمًا في هذا الأمر، عندما صرحّ أنه مستعد لاحتمال ما يأتي على الكنيسة من أجل مصر، بل لقد كَتَبَ بعضهم أنهم يتمنّون استضافة المسيحيين في مساجدهم ليصلوا في جانب منها، وكتب آخرون أن الاقباط أثبتوا أنهم الأكثر وطنية في مصر.

كذلك أتاحت تلك الأحداث لعدد كبير جدا من الناس في مصر والعالم الإطلاع عن كثب على أحوال الأقباط وكنائسهم وعلاقاتهم بالمسلمين والدولة، وطريقة تفكيرهم وانطباعاتهم حول الاضطهادات، والملف القبطي بشكل عام.

5- ثبت للجميع بالدليل القاطع أن المسيحيين ليس عندهم أيّة أسلحة!! كما ادّعى البعض من أن المسيحيين يمتلكون ترسانات أسلحة في الكنائس والأديرة وأنهم يخبّئون الأسلحة داخل أعمدة الكنائس! فلو كان معهم أسلحة أفما كانوا يستخدمونها في الدفاع عن أنفسهم؟ بل لم يكن يجرؤ المهاجمون – إذا كانوا على يقين من ذلك – على الإقدام على فعلتهم أصلاً، وإنما شجّعهم على ما قاموا به ثقتهم بأنه لا سلاح في الكنائس.

لم يُلقِ قبطي حجرا ولم يرفع أحد عصا، بل ولم يتفوه مسيحي بكلمة واحدة خارجة، مقابل كل الكلمات القبيحة والشعارات التحريضية والشتائم والهتافات المسيئة، بل قال الأقباط: "يارب اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". فقط صرخ الأقباط قائلين: "صوت الرب يطفئ لهيب النار".

6- تصريح القوات المسلحة بأنها ستقوم بإعادة بناء الكنائس، وكذلك تصريح أمير الكويت استعداده لذلك، يعني في طيّاته إعادة البناء بشكل أعظم مما كان عليه قبل التدمير، بل وتؤكد الدولة والدول الأخرى أن الكنائس هي جزء من ممتلكات مصر، وأن الذين هدموها لا يحبون مصر وليس لهم انتماء حقيقي لمصر، وهم لم يهدموا الكنائس فقط بل مؤسسات الدولة بما فيها بيوت الأيتام وبنوك الدم، ومن هنا ستُبنى الكنائس من أموال المصريين.

7- سيعاد بناء العلاقة بين المسيحيين والمسلمين على أساس جديد، وهو الشراكة والمواطنة وقبول الآخر، وسوف تقوم الدولة بدور إيجابي أكثر مما كانت تفعل من قبل، ولاسيما وقد تأكّد لها وطنية الأقباط وأمانتهم، وتأكّد للذين أساءوا إلى المسيحيين أنه لا القتل ولا التدمير ولا الخطف ولا سلب الأموال قادر على تحويلهم عن إيمانهم أو كفرهم ببلدهم أو بمسيحهم، بل زادهم ما حدث لهم قوة على قوة، وثباتًا على ثبات.

8- لوحظ أن رغبة الأقباط في الهجرة قد قلّت بعد تلك الأحداث أكثر من ذي قبل، ولقد صرّح أقباط المهجر أنهم تمنوا لو كانوا في مصر في تلك الأحداث، وشاركوا إخوتهم في تلك المعاناة وقاسموهم تلك البركات، ومن هنا طوّبوا الذين تمسّكوا بمصر محتملين كل ما يأتي عليهم بشكر، قالوا إنكم استحققتم أن تتألموا لأجل المسيح وتسستحقّون تلك البركات.

9- نشطت جدًا الرغبة في التبرّع والمساهمة بكل الطرق ماديًا وعينيًا، ولم يُستَثنَ من ذلك أي شريحة عمرية أو اجتماعية، ما بين الرغبة في إعانة الذين فقدوا ممتلكاتهم من الأفراد، أو في إعادة تعمير الكنائس، بحماسة غير عادية، أظهرت خيرية الأقباط وحبهم للكنيسة ولإخوتهم، وأنهم جسد واحد بأعضاء كثيرة.

10- تثبت الأحداث يومًا بعد آخر، أن سمة الكنيسة القبطية أنها كنيسة شهداء، وما تزال تقدم الشهداء والمعترفين والقديسين كل يوم، ومن هنا فهي الكنيسة الأقوى في العالم كله وبلا منازع، سرّ قوتها شهادتها للمسيح ومن ثَمّ فقد شهد العالم لها، فالقبطي شاهد وشهيد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظة " شهداء ليبيا "لنيافة الانبا مكاريوس الاسقف العام
عظة " الانبا بولا اول السواح " لنيافة الانبا مكاريوس الاسقف العام
عظة بعنوان " الأعياد السيدية " لنيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين اسقف المنوفية و توابعها
شفاء المولود أعمى - لنيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس
مقال جديد لنيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس عن " المعترفون الأقباط: النواع الرابع من المعترفين"


الساعة الآن 02:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024