لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي
" دَعَوتُكم أَحِبَّائي " فتشير إلى مقارنة يسوع بين العبيد والأحباء، حيث أنَّ العبيد ينفِّذون الأوامر ولا يدركون معناها، أمَّا الأحباء فإنهم يعرفون حب الآب، ويطيعونه عن بصيرة وإدراك وينفِّذون عملهم بحريَّة. ويسوع يعامل تلاميذه معاملة الأحباء الأصدقاء، بما أنّه كشف لهم مقاصد الآب كشفًا تامًا. ولذلك فإن طاعتهم، التي هي عمل مَحَبَّة، هي أيضًا عمل حريَّة (يوحنا 8: 31-36) بما فيه من تعارض بين عبد وابن وروابط بين حريَّة ومعرفة الحق. وكون يسوع ربًّا وسيّدًا ينبغي أن تكون طاعتنا له بلا شروط أو حدود. لكن المسيح يطلب منّا أن نطيعه بدافع حبّنا له " إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا. ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي" (يوحنّا 14، 23-24). الرَّبّ يدعونا "أحبّاءه" ويكشف لنا كلّ ما يعرفه من الآب.