مات موسى بعد أن أكمل الخدمة العظيمة التي أعطاها الله له. ولا يسمو على موسى في معجزاته التي أداها الله بواسطته إلا السيد المسيح نفسه. لقد رأينا كيف أنزل الله بواسطة موسى الضربات العشر، وهي العقوبات العشر التي حلت بالمصريين، وكيف جفف الله مياه البحر الأحمر ليمر الشعب في وسطه بعد أن ضربه موسى بعصاه، وكيف جعل المياه المرة حلوة عند مارة. وكيف أرسل الله بواسطته السلوى إلى شعبه في برية سين. وكيف أخرج ماء من صخر عندما ضرب الصخرة مرتين لتخرج ماءً في رفيديم وفي مريبة. وموسى هو الوحيد الذي كلمه الله من على الجبل وجهاً لوجه، وأعطاه الوصايا العشر مكتوبة على لوحين من الحجر بأصبع الرب نفسه. وموسى هو الشخص الذي آزر الله نبوته بمعجزات متنوعة، فأوقف فيها الذين حسدوه ولوّمهم. فها هو البرص يصيب أخته مريم لأنها غارت منه وحسدته وتكلمت ضده، وها هي الأرض تفتح فاها لتبتلع قورح وعشيرته الذين قاوموا قيادته