رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد 6 سنوات.. صحيفة أمريكية تكشف كواليس خلاف أوباما و هيلاري حول ثورة يناير .. نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" كواليس ثورة يناير 2011 والخلاف الحاد الذي نشأ بين الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وبين وزيرة خارجيته "هيلاري كلينتون" حول موقف البيت الأبيض تجاه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. وقالت الصحيفة إن ثورة 25 يناير كانت نقطه فارقه بين هيلاري وأوباما، لافتة إلى أن جوهر الخلاف بينهما رد فعل المنطقة على التصريحات الأمريكية، وليس حتمية التغيير الحاصل في المنطقة، وظهر أوباما آنذاك داعما لثورة يناير المجيدة، بينما كانت كلينتون تحذر من أن تكوين ديموقراطية جديدة في مصر سوف يستغرق عقدين على الأقل ورأت أن هذه المظاهرات سيكون لها تأثير لسنوات بعدها. ووقت اندلاع الثورة، انقسمت الأراء في البيت الأبيض بين أجيال مختلفة من القادة، حيث كانت تميل كلينتون للتعامل بحذر، بينما كان مستشاري أوباما الأصغر سنا يميليون لدعم المظاهرات، وقدموا لأوباما نصائح للوقوف خلف متظاهري التحرير. وفي الغرف المغلقة داخل البيت الأبيض، ساد الصمت على الجميع، أثناء إلقاء "مبارك" خطابا أنه لا يسعى للترشح مرة أخرى، ولم يتحدث آنذاك عن تسليم السلطة قبل ذلك الوقت، ويعد هذا الخطاب من أهم الخطابات التي القاها الرئيس المصري. وفي تقرير كتبه "جيف داير" و"هبة صالح" من مصر، أكدوا فيه أن أوباما هاتف الرئيس المصري ليقول إنه لم يفعل ما يكفي لإنهاء الأزمة، وعلى الرغم من تحفظات بعض مستشاري أوباما الكبار، نشر أوباما بيانا عاما وكان ذلك واحدا من أكثر البيانات المصيرية لأوباما ولكلينتون. و قال أوباما في البيان: " يجب أن يكون هناك انتقال منظم للسلطة ويجب أن يبدأ من الآن، وذلك بعد 30 عاما من بقاء مبارك باعتباره محور السياسة الخارجية الأميركية، البيت الأبيض قرر البدء في سحب البساط". ويعد هذا البيان بمثابة سحب الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للرئيس المصري السابق مبارك، ويري الكاتبان أن المظاهرات المصرية في ميدان التحرير واستقالة مبارك أولى المشكلات التي تواجه الثنائي أوباما وكلينتون، وكانت بمثابة اختبار لمواهبهم ولنظرتهم العالمية. وأكد التقرير أنه في 28 يناير 2011 ما عرف بـ "جمعة الغضب" والتي اشتبكت الشرطة المصرية مع محتجين في جميع أنحاء البلاد بعد الصلاة، ما أدى إلى "يوم الغضب" بمصر، وفي واشنطن، كانت هذه اللحظة هي بدء الانشقاقات داخل الإدارة الأميركية حول الثورة المصرية. ورأي مستشاري أوباما الصغار أن المظاهرات المصرية فرصة لفتح صفحة جديدة مع الشعب المصري، وسألت سوزان رايس التي كانت وقتها تشغل منصب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة "أوباما"، ما إذا كان يريد أن يذكره التاريخ كشخص وقف مع المصريين أم كشخص وقف مع مبارك، كانت تلك اللحظة هي بداية الانشقاقات داخل الإدارة الاميركية حول الثورة. وذكر التقرير أن أوباما كان محاط بمجموعة من موظفي الأمن الوطني، وكانوا معه في حملته الانتخابية، بما في ذلك مستشارين من الأمن القومي دنيس ماكدونو وبن رودس، الذي كتب خطاب القاهرة للرئيس لعام 2009. فيما رأت هيلاري أن نموذج الثورة الإيرانية، أقرب إلى مصر، التي بدأت ليبرالية لتنتهي في يد الإسلاميين، بينما رأت الإدارة أن ثورات 1989 في أوروبا الشرقية تعد مرجعية لها في التعامل مع الثورة المصرية، واعتقد المستشارون الشباب أن الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير فرصة لإقامة علاقة جديدة مع المجتمع المصري، ما دفع الرئيس الأمريكي للاتصال بمبارك، الذي طمأنه أنه لا داعي للقلق، وهي نفس الإجابة التي تلقاها السفير السابق للولايات المتحدة في مصر فرانك ويزر، حيث رد عليه مبارك بقوله إنه يحتاج فقط المزيد من الوقت. وبناء على آراء هيلاري الحذرة وافق أوباما على الحث على فترة انتقالية منتظمة، وهي كلمات تتسم بالغموض، إلى أن ظهر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض روبرت جيبز وقال "الآن تعني بالأمس." و في معسكر كلينتون، وقف مايك مولن، رئيس هيئة الاركان، وجو بايدن، نائب الرئيس، في صفتها وقدموا النصيحة لأوباما بتوخي الحذر، والخوف من وصول الاسلاميين للسلطة. جون برينان، مسئول المخابرات انضم لمعسكر الشباب، ونقلت الصحيفة أن رئيس المخابرات الأمريكية قال: "وقت السيد مبارك قد نفد"، ونقلت الصحيفة عن أحد مسئولي أوباما أن الرئيس الأمريكي لن يسمح لقادة مصر بأن يطلقوا النار على شعبهم". أحد مستشاري أوباما قال للصحيفة:"أردنا أن نعتقد أن هذه اللحظة بالقاهرة مماثلة إلى تلك التي حدثت في عام 1989 في أوروبا الشرقية.. بعض المشاركين في النقاشات احتقر هذا الاعتقاد". أوباما و مبارك وعن علاقة أوباما بمبارك، قالت الصحيفة: " أوباما لم يكن لديه تقارب شخصي أو اتصال مع الرئيس المصري أو عائلته، عكس كلينتون التي هاتفت سوزان قبل عامين من الثورة للمواساة في وفاة حفيدها". وذكر التقرير أن أوباما حاول أن يكون متوازنا، ويقف في صف المحتجين، ويطالب مبارك ببعض التغييرات، وقال أحد المسؤولين: "بعد الاجتماع في غرفة العمليات، اتصل أوباما بـ مبارك لحثه على تلبية بعض مطالب المحتجين، بينما أخبره الأخير أنه عليه تنحية مخاوفه جانبا، وأصر أن كل ذلك سوف ينتهي في غضون أيام"، وتابع المسئول "الذي لم تذكر الصحيفة اسمه":"مبارك عامل أوباما بطريقة متعالية للغاية خلال المكالمة". وكلفت الإدارة الأمريكية مايكل موريل، نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، بالتواصل مع جهاز سيادي مصري، وبدأ موريل التواصل مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق في 1 فبراير كي يبلغه ببعض الالتزامات المحددة حول تنحي مبارك، وافق "سليمان" وبدأ يقنع مبارك ليعلن عنها في خطابه قبل الأخير ولكن عندما ظهر الرئيس المصري على شاشة التليفزيون، لم يذكر النقاط المتفق عليها، وبدلا من ذلك، استمر في تقديم نفسه على أنه الحل الوحيد، وعلي شعبه الاختيار هو أم الفوضي، متجاهلا زيادة عدد المحتجين ضده في ساحة التحرير. فيما أكد التقرير أن مسئولون أمريكيون قالوا، إن حديث مبارك في ذلك الخطاب كان متأخرا جدا، وإنه لم يفهم شعبه جيدا. ومضت الصحيفة بالقول: "في مكالمة هاتفية لمدة 30 دقيقة بعد الخطاب، بذل أوباما كل ما في وسعه لإقناع الرئيس المصري لإعلان خروج أسرع من السلطة، ولكن دون جدوى، ورفض "مبارك" تلك التوصيات والمناشدات، وقال بغضب إن أوباما لم يفهم المجتمع المصري". فيما وصف أحد المسؤولين الأمريكيين المكالمة الهاتفية بأنها كانت نكران للواقع، موضحًا أن مبارك قال خلال المكالمة: "أنتم الأميركيين ساذجين، لا تدركون كيف يمكن لهذا المجتمع أن يسير لو أنني قررت التنحي". وأشار التقرير إلى أن أوباما ذهب بعد المكالمة إلى فريقه في غرفة العمليات، وكان ينوي إصدار بيان حول مصر، نشب الخلاف مرة أخرى، لكن بوب غيتس، وزير الدفاع الذي لم يكن حاضرا وهو الصوت المعارض الأقوى، حذر من أن الولايات المتحدة لا ينبغي لها التشجيع على انتقال سريع عندما لا تعرف ما سوف يحدث فيما بعد. وذكرت الصحيفة أن هيلاري كلينتون عبرت لأوباما عن قلقها من غضب دول الخليج بسبب رغبة أمريكا على إجبار مبارك على التنحي، مضيفة أن الرئيس الأمريكي استمع إلى الاعتراضات لكنه قرر المضي قدما. وقال أوباما:"مصر ستصبح غير مستقرة إذا استمرت أعمال العنف والوقت قد حان لإعطاء مبارك أكبر دفعة للتنحي". هيلاري اتخذت هيلاري مسارا أكثر دهاء من أوباما، واتفقا أن الولايات المتحدة يجب أن تشجع على "انتقال منظم". وعن القلق الإقليمي، أعرب الملك عبدالله بن عبد العزيز عن قلقه من ثورة يناير، وطالب أوباما بالوقوف مع حليفه "مبارك"، بينما حذر ولي عهد أبوظبي من أن تصبح مصر نسخة من إيران. وكان مصدر قلق هيلاري آنذاك كان رد فعل الخليجيين حول مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عزل الرئيس الأمريكي. وحاولت "كلينتون" تهدئة الأمور، مشددة على ضرورة الوقوف خلف الانتقال المنظم وليس الفوضوي، وعندما ساءت الأمور ووصلت الاحتجاجات لمرحلتها النهائية، حثت " آن ماري سلوتر"، المستشارة السابقة لهيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، على ضرورة تبني موقف واضح تجاة ثورة يناير، ثم جاء اليوم الذي لا مفر منه وهو تنحي مبارك مع سقوط المئات من القتلي والجرحي، وتابع البيت الأبيض ما يحدث بقلق بالغ، حيث حدثت موقعة الجمل، وانتهت مرحلة المواقف التي يتبناها البيت الأبيض لكي يتابع وينظر ما يحدث في مصر، حيث خروج الأمور عن السيطرة. هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز |
|