رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الانشغال عن الله
من أخطر أسباب الفتور أن ينشغل الإنسان إنشغالًا لا يجد فيه وقتًا لله أو وقتًا لروحياته... ولا يصبح العمق لله، بل للمشغوليات ولا تكون لله الأولوية، بل يوضع في آخر القائمة... وهذا تضيع الوسائط الروحية التي تبعث الحرارة في القلب فيفتر. والمشغوليات على أنواع: بعضها عالمية، وبعضها في نطاق الخدمة الدينية.. قد ينشغل الإنسان بمسائل عائلية، أو بدراسة، أو بأي نشاط من الأنشطة أو ينشغل بتسلية أو بهواية، أو بعمل.. بحيث لا يجد وقتًا لروحياته الخاصة.. ولمثل هذا نقدم نصيحتين: 1 – تحتاج إلى تنظيم وقتك.. 2 – ماذا ينفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه (مت16: 26). ولكي تنظم وقتك، بحيث تترك فيه جزءًا لروحياتك، لابد أن تشعر بقيمة الوسائط الروحية في حياتك، وبقيمة أبديتك، فإن وصلت إلى هذا التقييم ستصل وبالتالي إلى الاهتمام، ثم تخصص وقتًا لروحياتك مهما كانت مشاغلك. واحترس من المشغوليات الخاصة بالخدمة والكنيسة، لأنها احيانًا تعطلك عن روحياتك بأسلوب يرضى عنه ضميرك.. اعرف تمامًا أنه إن ضعفت روحياتك ضعفت بالتالي خدمتك، ولا يكون لها ثمر لأن الخدمة ليست مجرد نشاط إنما هي روح تنتقل من شخص لآخر.. (). وهي حياة يمتصها المخدوم من الخادم. واعرف أن الخدمة ليست عذرًا يبرر منعك عن التمتع بالله وعشرته.. كما أن الله لا يطالبك بخدمة تبعدك عن الصلاة والتأمل، والحياة السرية معه... أنت تحتاج إذن إلى أن تنظم خدمتك.. وتذكر قصة الابن الكبير الذي قال لأبيه: "ها أنا أخدمك سنين هذه عددها.. وجديًا لم تعطني قط، لأفرح مع أصدقائي" (لو15: 29). ومع خدمته هذه الطويلة، كانت مشيئته ضد مشيئة الآب، وكانت روحياته ضعيفة، في حديثه مع أبيه، وفي حديثه عن أخيه، وفي عدم مشاركته لأبيه في فرحة بعودة هذا الأخ. فلا تكن مثل هذا الابن الكبير، الذي خدم خدمة عطلته عن التمتع بأبيه، وعن الاهتمام بنفسه وروحياته... وحاول أن تقبل من المشغوليات ما هو في حدود طاقتك. ومن أجل روحياتك، تنزل عن بعض المشغوليات، وما أكثر المشغوليات التي يسهل التنازل عنها، مثل بعض المسليات، وبعض المقابلات، وكثير من الأحاديث.. وعلى الأقل تستطيع أن ترفع قلبك إلى الله، بين الحين والحين أثناء مشغولياتك حتى إن أخذت كل وقتك، لا تأخذ كل قلبك.. ولا تجعلها تأخذ كل وقتك، لأنك لا تملك هذا الوقت كله لتبعثره... أين ملكية الله؟ ولا أريد أن أحدثك عن ملكية الله لكل حياتك.. وإنما على الأقل في وسط مشغولياتك العديدة، ليتك تتذكر أمرين هامين من جهة نصيب الله في وقتك. 1 – اذكر يوم الرب لتقدسه.. 2 – اذكر وصية البكور في وقتك. اعرف انك إن كنت أمينًا في تنفيذ وصيه يوم الرب، فلابد ستأخذ منها رصيدًا روحيًا يمنع عنك الفتور الأسبوع التالي.. ولو كنت أمينًا في وصيه البكور، وأعطيت الله بكور يومك، فإن الحرارة الروحية التي تأخذها من هذا، ستبقي معك طول يومك، وستدفعك إلى تخصيص أوقات أخري لروحياتك.. 3 – ملاحظة أخري أقولها لك: إنك إن انشغلت طول يومك في عمق بأمور العالم، فإن هذه الأمور ستملك داخلك، وتسيطر على قلبك وفكرك بحيث إذا وقفت بعدها للصلاة، تجد عقلك يسرح فيها، وتكون صلاتك فاترة. وهكذا حينما نتكلم عن المشغولية، كسب من أسباب الفتور، لا نقصد فقط مشغولية الوقت، وإنما مشغولية القلب والفكر أيضًا.. وهي مشغولية أكثر خطرًا، لأنها تدخل إلى داخل الإنسان... 4 – لذلك وضعت لنا الكنيسة المقدسة نظام الصلوات السبع، حتى تقطع مشغوليات اليوم بصلة مع الله.. ووضعت هذه الصلوات، بحيث لا تمر ثلاث ساعات، دون أن يرفع الإنسان قلبه إلى الله، ويتحدث معه بعيدًا عن مشغوليات العالم واهتماماته وهكذا يحتفظ بحرارته الروحية. لهذا إن كنت أمينًا في صلوات النهار، لن تفتر، لأن ذكر الله لم ينقطع من ذهنك طول اليوم. لاشك أنه من أسباب الفتور، الغربة عن الله فترة طويلة، كما يحدث للبعض الذين يصلون صلاة باكر وصلاة النوم، ولا صلاة يصلونها فيما بينهما فيما بينهما، في أدق ساعات النهار وأكثرها مشغولية، وأكثرها محاربات وعثرات. أتريد أن تبعد عن الفتور، ارفع بين الحين والحين إلى اله، ولو بجملة واحدة، أو صلاة قصيرة لا تستغرق دقيقة واحدة، أو عدة ثوان. |
24 - 10 - 2013, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الانشغال عن الله
شكرا يا قمر
الانشغال عن الله |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما أسهل أن كثرة الانشغال تعبد الإنسان عن محبة الله |
الانشغال بالماضي |
سامحنا على الانشغال |
الانشغال |
الانشغال عن الله |