إن كان الإنجيل بحسب مرقس قد اتسم بالاختصار الشديد،
لكنه في نفس الوقت اتسم بالتدقيق والتوضيح، فيذكر أن متى العشار هو ابن حلفي (مر 2: 14)، وبارتيماوس الأعمى ابن تيماوس (مر 10: 46)، وسمعان القيرواني هو أبو الكسندروس وروفس (مر 5: 21). وعندما يصف معجزة إشباع الجموع يدقق أنهم اتكأوا مئة مئة، خمسين خمسين (مر 6: 39-40). كما دقق في إعلان مشاعر السيد المسيح كمن كان معاينًا لتصرفاته مدركًا أنه محب البشر. يكشف عنه إنه يشاركنا عواطفنا وأحاسيسنا كمن هو قريب منا جدًا، فيقول عنه أن تحنن (مر 1: 2)، وأشفق (مر 8: 2)، وانتهر (مر 1: 43)، ونظر إلى الشاب وأحبه (مر 10: 21)، واحتضن الأولاد (مر 9: 36، 10: 16).