رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دُعوة الله إلينا والذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضًا، والذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضًا ( رو 8: 30 ) الدعوة التي يتحدث الرسول بولس عنها هنا ليست هي دعوة الإنجيل العامة لجميع البشر لكي يتركوا خطاياهم ويلجأوا إلى المخلص، ففي هذه الدعوة العامة تبرز المسئولية الفردية. لكننا هنا في رومية 8 نقرأ عن قصد الله «المدعوين حسب قصده». وما دام هذا قصد الله فهو لا بد أن يتم، كما يقول النبي «قد حلف رب الجنود قائلاً: أنه كما قصدت يصير، وكما نويت يثبت» ( إش 14: 24، انظر أيضًا رومية9: 11). هذه هي إذًا الدعوة الفعالة الملزمة، إذ نتجت عنها النتيجة المرجوة، كما يقول الرسول هنا «والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا». وهذه الدعوة لا يمكن للإنسان أن يقاومها بأن يقسي قلبه، لأنها تزيل القساوة من القلب. إنها تنزع قلب الحجر وتعطي بدلاً منه قلب لحم. وهكذا فإن الله معنا تداخل بقوته، كي ما يتمم مقاصد محبته. وقبل أن يتحدث الرسول عن هذه الدعوة، سبق وتحدث عن سبق المعرفة وسبق التعيين، هذه هي المقاصد المصممة في الأزل، بينما ما يتحدث الرسول عنه هنا يشرح تتميم تلك المقاصد في ملء الزمان. فهذه الدعوة الفعالة إذًا هي التي ربطت معًا المقاصد الإلهية نَحوَنا (سبق المعرفة وسبق التعيين) من جانب، وخلاصنا (التبرير والتمجيد) من الجانب الآخر. يخبرنا المسيح عن هذه الدعوة الفعالة في يوحنا 10 إذ يقول عن شخصه الكريم باعتباره الراعي الصالح إنه «يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها»، نعم يخرجها مما كانت قبلاً فيه ( يو 10: 3 ،16 ،27). والأمثلة على ذلك في الوحي كثيرة: زكا ( لو 19: 1-10)، المرأة السامرية ( يو 4: 1- 30)، الخصي الحبشي ( أع 8: 26-39)، شاول الطرسوسي ( أع 9: 1-22)، ليديا بياعة الأرجوان ( أع 16: 13-15)، وسجان فيلبي ( أع 16: 19-34)...الخ يمكن القول إن الله دعا المختارين: خارجيًا بالإنجيل ( 1تس 2: 12)، وداخليًا بالروح القدس. الدعوة الخارجية وصلت إلى الآذان، والدعوة الداخلية وصلت إلى القلب. وقد يقدر الإنسان على أن يوجه الدعوة الأولى، لكن ليس سوى روح الله يقوى على الثانية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دعوة لجميع الأمم الوثنية إلى الملكوت |
صلاة لجميع طلاب الثانوية العامة 🙏 |
مبروك النجاح لجميع اللى فى الثانوية العامة |
الخلاص لجميع البشر لو 4: 22 - 30 |
دعوة لجميع المتعبين |