|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: رسالة يعقوب 3 : 5 – 10. " وهكذا اللسان، فهو عضوٌ صغيرٌ ولكن ما يُفاخر به كبيرٌ. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة واللسان نارٌ، وهو بين أعضاء الجسد عالمٌ من الشرور ينجِّس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنارٍ هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأمَّا اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلىء بالسم المميت، به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فمٍ واحدٍ تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا أخوتي ”. المقطع الثاني: إنجيل متى 12 : 33 – 35 + إنجيل لوقا 6 : 43 - 45. " إجعلوا الشجرة جيدة تحمل ثمراً جيداً. واجعلوا الشجرة رديئة تحمل ثمراً رديئاً. فالشجرة يدلُّ عليها ثمرها. يا أولاد الأفاعي، كيف يمكنكم أن تقولوا كلاماً صالحاً وأنتم أشرار ؟ لأن من فيض القلب ينطق اللسان، الإنسان الصالح من كنزه الصالح يُخرج ما هو صالحٌ، والإنسان الشرير من كنزهِ الشرير يُخرج ما هو شريرٌ ". " الشجرة الجيدة لا تحمل ثمراً رديئاً، والشجرة الرديئة لا تحمل ثمراً جيداً. كلُّ شجرةٍ يدلُّ عليها ثمرها. فأنتَ لا تجني من الشوك تيناً، ولا تقطف من العليق عنباً، الإنسان الصالح من الكنز الصالح في قلبهِ يُخرج ما هو صالحٌ، والإنسان الشرير من الكنز الشرير في قلبهِ يُخرج ما هو شريرٌ، لأن من فيض القلب ينطقُ اللسان ". المقطع الثالث: سفر إرميا 17 : 9 + سفر الأمثال 4 : 23. " القلب أخدع الأشياء وأخبثها فمن يعرفهُ ؟ ". " من كلِّ تكبّرٍ إحفظ قلبك، لأن منه ينابيع الحياة ". نعم، دُعينا لكي نبارك، دُعينا لكي نعلن الإيمان، نعلن الشفاء، نعلن خلاص الرب ونكرز للخليقة كلها، ودُعينا لكي نضبط ألسنتنا عن قول السيئات، عدم إطلاق اللعنات والكلام السلبي، وكم أظهر لنا الكتاب المقدس خطورة اللسان، إن كان على الآخرين أو على أنفسنا عندما نُطلق لهُ العنان للتفوه بكلام سلبي، فسفر الأمثال يقول: " صلاح اللسان شجرة حياة وإعوجاجه هلاك للروح "، كما يقول: " الموت والحياة في يد اللسان ومن أحبَّ الثرثرة أكلَ ثمرها "، كما تحذرنا رسالة يعقوب والتي أوردنا مقطعاً منها، من خطورة وشر اللسان، والذي لا يمكن السيطرة عليه، فبهِ قد نبارك الله ونلعن الناس المخلوقين على صورته، كما يصفه يعقوب بنار جهنم، وهذا كله صحيح بكل تأكيد، إنها كلمة الله. وكم سمعنا من العظات، وكم قرأنا من الكتب عن موضوع " اللسان " وخطورتهِ، لكنني اليوم أريد أن أتأمل معكم كما قادني الروح القدس، في مشاركة بسيطة أطلقتُ عليها إسم " اللسان أم القلب ؟ "، وأعتقد أن هذا العنوان يوضح لكم، قبل بدء هذا التأمل، المعنى الذي أريد أن أقدمه لكم، ويوضح العبرة التي أحسست بأن الرب يريد أن يقدمها لكل واحد منَّا. لم ولن أشك لحظة واحدة في أنه يجب علينا أن نضبط ألسنتنا لكي لا تخرج منها كلمة واحدة رديئة، لا بل على العكس يجب أن تكون ألسنتنا الناطقة الرسمية بالبركات والقوة والإيمان، ولعلَّ كلمة الناطقة الرسمية بإسمنا هي خيرُ دليلٍ على أن اللسان بحد ذاتهِ ليس مصدر ما ينطق بهِ، لكنه بكل تأكيد يُعلن وينطق بما نؤمن بهِ، وبما يوجد في داخلنا، وهذا هو بيت القصيد، الذي أحسست بأن الرب يريد أن يركِّز عليه من خلال هذا التأمل، لكي يعلمنا ويلفت أنظارنا، لإكتشاف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء قيام ألسنتنا بقول ما تقوله، إن كان بركة أو لعنة. كما شعرت أن الروح القدس، يريد أن يُشير لنا بأن اللسان وكلامه، ما هو إلاَّ الثمر الجيد أو السيء، لكن بالطبع ليس الشجرة التي تحمل هذا الثمر، لأن الشجرة هي بكل تأكيد ودون أي منازع " القلب ". ومن نريد أن يؤكد لنا هذه الحقيقة أكثر من الرب يسوع بنفسهِ عندما قال: " لأن من فيض القلب ينطق اللسان "، وعندما قال أيضاً: " كيف يمكنكم أن تقولوا كلاماً صالحاً وأنتم أشرار ". هل هناك أوضح من هذه الكلمات ؟ كلمات وآيات تحمل في طياتها دروساً وعِبَراً، دون الحاجة إلى شرح، وتقودنا بكل بساطة إلى جوهر هذا التأمل. لقد قال إرميا النبي بكل وضوح " القلب أخدع الأشياء وأخبثها فمن يعرفه ؟ "، ويوضح لنا سفر الأمثال بيت القصيد حينَ يقول بكل وضوح أيضاً: " من كل تكبر احفظ قلبك لأن منه ينابيع الحياة "، نعم منه ينابيع الحياة، منه يأخذ اللسان وينطق كما قال يسوع " من فضلات القلب ينطق اللسان " فإذا كان هذا النبع عذباً نطقَ اللسان كلاماً عذباً، وإذا كان هذا النبع مرّاً نطق اللسان كلاماً مرّاً. كما أوضح الرب قائلاً: " إجعلوا الشجرة جيدة تحمل ثمراً جيداً "، وكما اتفقنا سابقاً، أن القلب هو الشجرة، وما ينطقة اللسان هو الثمر، فإذا كان القلب جيداً، نطقَ اللسان جيداً، وإذا كان القلب سيئاً نطقَ اللسان سيئاً. وكم أحببت هذه الآية التي قالها الرب يسوع " كيـف يمكنكم أن تقولوا كلاماً صالحاً وأنتم أشرار "، لا أعتقد أنه يوجد كلام أوضح من ذلك !!! فلا يمكن أن تنطق ألسنتنا كلاماً صالحاً إذا كان القلب سيئاً !!! ويأتي إنجيل لوقا ليوضح بدقة متناهية كلام الرب عندما قال: " الإنسان الصالح من الكنز الصالح في قلبهِ يُخرج ما هو صالحٌ، والإنسان الشرير من الكنز الشرير في قلبهِ يُخرج ما هو شريرٌ "، نعم أوضحَ الرب بشكل قاطع، حيثُ حدَّدَ مكان الكنز الصالح أو الشرير، إنه القلب، كما حدَّدَ أنه من هذا المكان أي القلب يخرج هذا الكنز، وكيف يخرج هذا الكنز ؟ يخرج بكلمات ينطقها اللسان، لأنه ينطق من فضلات القلب. لماذا هذا الشرح كله ؟ وما هو قصد الروح القدس من ذلك ؟ تعلمنا في الأسبوع الماضي في المشاركة التي قدمناها عن الروح القدس، بأن الرب يسوع المسيح ليس كالفريسيين، يحمّلنا أحمالاً ثقيلة، ويطلب منَّا تنفيذ وصايا كثيرة دون أن يساعدنا، ونحن يجب أن نكون مثله، لأننا نطلب دوماً من الناس ضبط ألسنتهم وعدم التكلم بسلبية أو بمرارة، وأعتقد أنهم يحاولون دوماً، ولكنهم قد ينجحوا لبعض الوقت بقوة الإرادة، ثم يعودوا بعد فترة قصيرة ليتكلموا مجدداً، لماذا ؟ لأننا لم نضع إصبعنا على أصل المشكلة والتي هي: " القلب "، لكن شكراً للرب الذي يقودنا دوماً ويفتح عيوننا على أصل المشكلة لكي يحررنا منها. أحبائي مهما حاولنا ضبط ألسنتنا فلن ننجح إذا بقيت قلوبنا سيئة، فعلينا أن نأتي إلى الرب بعدما اكتشفنا معاً أصل المشكلة، ونصرخ إليه طالبين منه معونة الروح القدس، لكي ينقي قلوبنا، لأن منها مخارج وينابيع الحياة أو الموت، فعندها فقط تصطلح ألسنتنا. كما أريد أن أشير إلى الناحية الأخرى من هذا الموضوع، وهي الأمور الإيجابية (البركات، الإيمان، الشفاء، انتهار وتقييد العدو ... إلخ)، التي يمكن أن ينطق بها اللسان، ولكنها لا تتحقق، وكـل ذلـك أيضـاً بسبـب " القلب "، قال بولس الرسول: " آمنت لذلك تكلمت "، نعم لم يتكلم بولس قبل أن يؤمن، والإيمان يبدأ في القلب، ثم ينطق به اللسان، فإذا كان القلب خالي من الإيمان، فمهما نطق اللسان من وعود الله دون هذا الإيمان القلبي، فالنتيجة ستكون الفشل بكل تأكيد،ولعلَّ قصة " أبناء سكاوا " التي دوَّنها لنا سفر أعمال الرسل 9 : 13 – 16، هي أكبر دليل على ما أقول، فلقد حاول هؤلاء الأشخاص أن يقلدوا بولس الرسول ويستخدموا اسم الرب يسوع لانتهار الأرواح الشريرة، فكانت النتيجة أن هذه الأرواح الشريرة هجمت عليهم وغلبتهم، لماذا ؟ لأن يسوع لم يكن في قلبهم، بل على لسانهم فقط، وإبليس يعلم ذلك بكل تأكيد، لأن الكلمة تقول أن الروح الشرير قال لهم: " أنا أعـرف يسوع وأعلم من هو بولس أمَّا أنتم فمن تكونون ؟ "، أحبائي حذار حذار حذار، إبليس يعرف ما في قلبك، ويعرف إن كنتَ تؤمن بما تقول أم لا !!! كم من صلوات نصلي والظروف لا تتغير ؟ كم من المرات انتهرنا الأرواح الشريرة وقيَّدنا عملها، وغالباً بأصوات قوية وعالية، وكلمات عميقة، لكن الظروف لم تتغير ؟ أعتقد كثيراً من المرات، لماذا ؟ لأن القلب خالي من الإيمان، وببساطة أننا لا نعني ما نقول، وبالتالي لن يفيدنا اللسان وكلماته شيئاً. لنتعلم من الآن وصاعداً أن نصلي صلوات الأبطال، صلوات مقتدرة، ونوجه كلاماً حقيقياً لإبليس، وهذا لن يحصل قبل إصلاح القلب وليس اللسان !!! إذاً لكي نصلح كلامنا، ويصبح عذباً، ويصبح بركة للآخرين علينا معالجة النبع الذي هو " القلب " ولكي تكون بركاتنا وكلماتنا لها تأثير وتأتي بنتائج إيجابية علينا معالجة النبع الذي هو " القلب ". أحبائي هذه هي العبرة التي أراد الروح القدس أن يوصلها إلينا هذا الأسبوع. تعالوا إلى يسوع الآن، تعالوا نقول له معاً: من القلب يا سيد ينابيع الحياة، من فضلات القلب يا سيد ينطق اللسان، نعم كما علمتنا وأوصيتنا لن نستطيع أن نقول كلاماً صالحاً ونحن أشرار، لأننا من كنزنا الصالح أو الشرير والذي هو القلب، يُخرج لساننا صلاحاً أو شرّاً. كما لن تستطيع صلواتنا أو أوامرنا للعدو أن تأتي بنتيجة ما لم يملأ الإيمان قلبنا اولاً. يسوع، لقد عرفنا اليوم أن المشكلة هي القلب، فلذا نصرخ إليكَ في هذا الصباح بصوت واحد: " نقّي قلوبنا فتصطلح ألسنتنا ". إغسلنا كثيراً فنطهر، دع ثمر روحك القدوس، يملأ قلوبنا لكي تَخرج هذه الثمار من ألسنتنا فتأتي بالبركة والشفاء والإنتصار لنا ولسامعينا. ندعوك في هذا الصباح إلى عمل حقيقي في أعماق كل واحد منَّا. جدّد الشجرة وأصلحها لتأتي بثمر جيد وحقيقي. يسوع يا حبيب النفس والقلب، ها قلوبنا بين يديك، نقّيها، أصلحها، عالجها من كل أمراضها وإجعلها نقية كقلبك أنت. نريد أن نشابهك، وأن نسلك كما سلكت أنت. نريد أن نكون بركة للآخرين ولأنفسنا. |
04 - 06 - 2012, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
ميرسى على مشاركة جميلة
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من فيض القلب ينطق اللسان |
اللسان مغرفة القلب |
هدوء القلب وهدوء اللسان |
اذا صمت اللسان تكلم القلب مع الله |
خطايا اللسان مصدرها القلب |