رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* حقًا الصديق جرئ كالأسد (أم 28: 1)، إذ وقف أمام الملك كما يقف الأسد أمام كلب دنس يدمي. مع أن الواحد كان يرتدي الأرجوان، كان الآخر يرتدي ثوبًا من جلد الغنم، أيّ الثوبين كان أكثر كرامة؟ فقد جلب الأرجوان مجاعة خطيرة، أمَّا الثوب الجلدي فوهب عُتقًا من هذه الكارثة. أنَّه شق الأردن! جعل لإليشع روحين من إيليَّا. يا لعظم فضائل القدِّيسين! ليس فقط كلماتهم، بل وثيابهم تبدو دائمًا مكرَّمة من كل الخليقة. الثوب الجلدي لهذا الرجل شقَّ الأردن! أحذية الثلاثة فتية وطأت على النار! كلمة إليشع غيَّرت المياه، فجعلتها تحمل الحديد على سطحها! عصا موسى شقَّت البحر الأحمر، وأخرجت نبعًا من الصخرة. ثياب بولس أبرأت الأمراض! وظِلّ بطرس طرد الموت! رفات الشهداء القدِّيسين تطرُد الشيَّاطين. لذلك يمارسون كل شيء بسلطان كما فعل إيليَّا. إذ لم ينظر التاج ولا إلى أبَّهة الملك الخارجيَّة، بل نظر النفس تلتحف بخرق دنسة وقذرة في حالة أبأس من مرتكب الجريمة. رآه أسيرًا لشهواته وعبدًا لها، فاحتقر سلطانه. يبدو أنَّه رأى ملكًا في مسرحيَّة وليس ملكًا حقيقيًا. وما نفع الغِنى الخارجي حين يكون الفقر الداخلي عظيمًا؟ وماذا يمكن للفقر الخارجي أن يضرّ إن كان كنز الغنى في الداخل؟ كان الطوباوي بولس أسدًا حين دخل السجن، وإذ رفع صوته اهتزَّت الأساسات. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|