|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إرميا24:23). عندما نتكلم عن اﷲ كليّ الوجود، فنحن نعني أنه موجود في كل مكان في نفس الوقت. حدّث جون أروسميث، البيوريتاني، عن فيلسوف وثني سأل مرّة: «أين اﷲ؟» فأجابه المسيحي، «دعني أسألك أوّلاً، في أي مكان هو غير موجود؟» كتب أحد الملحدين على جدار، «اﷲ غير موجود». فجاء ولد صغير وغيَّر كلمة فصارت الكتابة «اﷲ هنا موجود». نحن مدينون لداود لما كتبه عن اﷲ كلي الوجود، إذ كتب: «أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ» (مزمور139: 7-10). عندما نتكلم عن اﷲ كليّ الوجود يجب أن نكون حذرين من أن نخلِط ذلك مع وحدة الوجود التي تقول أن كل شيءٍ هو اﷲ، ففي بعض أشكالها يعبد الناس الأشجار أو الأنهار أو قوى الطبيعة. إن الإله الحقيقي يسيطر على الكون ويملأه، لكنه ينفصلُ عن الكون وهو أعظم منه. ما هو التأثير العملي الذي يجب أن يطبعه حقُّ اﷲ كليّ الوجود في حياة شعبه؟ ها هنا تذكيرٌ مُهيب بالطبع، بأننا لا يمكننا الإختباء من اﷲ. إنه كلي الوجود. هناك عزاء لا يُنطق به كوننا نعرف بأن اﷲ مع شعبه على الدوام، فهو لا يَترُكنا أبداً، ونحن لسنا وحيدين أبداً. ثم هناك تحدي! وبما أنه هو دائماً معنا، فيجب أن نسلك في القداسة والإنفصالٍ عن العالم. لقد وَعدَ بحضوره بطريقة خاصة عندما يجتمع إثنان أو ثلاثة معاً بإسمه، فهو يكون في وسطهم، هذا البيان يجب أن يُلهِم بالخشوع العميق والوقور في إجتماعات القدّيسين. |
|