رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٧٠٥ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ، ﺣﺪﺙ ﻓﻲﺟﺰﻳﺮﺓ ﻛﺮﻳﺖ ﺯﻟﺰﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭهدمت ﺑﻴﻮت ﻛﺜﻴﺮﺓ. ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﺣﺎﻧﻮﺕ ﻣﺼﻮّﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻄﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﻳﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﻧﻮﺕ ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﻗﻨﺪﻳﻼً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ. ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ، ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪﺍﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻧﻮﺕ، ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﺎﻧﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺼﺒﻴﻴﻦ، ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﺤﺎﻧﻮﺕ ﻣﻬﺪﻭﻣﺎً إﻻ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍلإﻟﻪ، ﻭﻇﻦّ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺒﻴﻴﻦ ﻣﺎﺗﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﺩﻡ. ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﻔﺮﻭﻥ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ، ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ، ﻓﺮﻓﻌﻮﻫﺎ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻭﺳﺄﻟﻮﻫﻤﺎ ﻛﻴﻒ ﺑﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﺩﻡ؟؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺎ: "ﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺰﻟﺰﻟﺔ، ﻭﻗﻔﻨﺎ أمام ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻨﺎ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺼﻠﻲ ﺍﻣﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺳﺘﺮ ﻓﻈﻠﻠﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻷﺧﺸﺎﺏ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺘﺮ، ﻓﻠﻢ ﺗﺼﺒﻨﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ: "ﻻ ﺗﺨﺎﻓﺎ". إﺷﺘﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ إﻳﺮﻭﻧﻴﻤﻮﺱ، ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﺪ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ. ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ: ﺇﺫﺍ ﺣﺎﺭﺑﺘﻚ ﺣﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ، ﻓﺎﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﻗﻞ ﻟﻬﺎ: "ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺃﻋﻴﻨﻴﻨﻲ"، ﻓﺤﺎﻻً ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ |
|