“يا فتاح يا عليم” هي ارتباط!
هل تساءلت مثلي، عزيزي القارئ الذكي، عن سر ارتباط كلمة “يا فتاح” بكلمة “يا عليم”؟! وهل لاحظت أنه نادرًا ما يدعو الناس ربهم: “يا فتاح” فقط؟! الحقيقة أنه يوجد ارتباط مهم بين شطري هذا التعبير يخفي فلسفة تستحق الاطلاع؛ فالإنسان عندما يرفع وجهه طالبًا من ربه أن “يفتحها عليه” لأنه “الفتَّاح”، لا بد أن يُكمل دعاه بأن يعلن لله أنه “العليم” بديونه وظروفه ومصاريف أولاده، في محاولة أن يستَرِقّ قلب الله ليجيبه دعاه؛ أي إنه إذا اعتبرنا أن “يا فتاح” هي الطلب فإن “يا عليم” هي الدَمغة التي تُرفَق مع الطلب لتُجيز تنفيذه، فيا له من ارتباط!
لكن مهلاً عزيزي، ألا تدرك أيضًا أن حدود علم الله “العليم” تتعدى كل حدودك، فالله لا يعلم فقط ما تريده أنت أن يعلمه، بل هو “العليم” بأصل الإنسان أنه تراب (مزمور103: 14)، و“العليم” بفكره أنه باطل (مزمور94: 11)، والأهم أنه “العليم” بقلبه أنه نجيس وشرير وتخرج منه كل خطية كما قال الكتاب المقدس: «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه؟ أنا الرب فاحص القلب مُختَبِر الكُلَى...» (إرميا17: 9، 10؛ انظر أيضًا متى15: 19).