منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 10:12 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

لو تأملت في الكتاب المُقدَّس بعهدية القديم والجديد، لاكتشفت دون أدنى شك، أنَّ الذين أكملوا المسيرة بأمانة حتَّى النهاية، بالرغم من الصعوبات والاضطهادات، والحروب والضغوطات، ووعورة المسالك.. هُم قلائل..

أطلق الله عليهم ٱسم: " البقيَّة الأمينة "..



والملوك الذين أقامهم الله على شعبه أيضًا.. أغلبهم ماتوا منحرفين عن مشيئة الله الكاملة لحياتهم.. لم يكونوا أمناء حتَّى النهاية..



والرب العارف قلوب البشر والعارف أيضًا أننا سنتعرَّض لضيقات وصعوبات وحروب وإغراءات وما شابهها.. أوصانا في آخر أسفار العهد الجديد.. في سفر الرؤيا قائلاً:

" لا تخف البتَّة ممَّا أنت عتيد أن تتألم به، هوَّذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضًا منكم في السجن، لكي تُجرَّبوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كُنْ أمينًا إلى الموت، فسأُعطيك إكليل الحياة " (رؤيا 2 : 10).

أمين حتَّى الموت.. حتَّى آخر يوم من أيام حياتك.. أو حتَّى لو ٱضطريت للتضحية بحياتك من أجل إخلاصك للرب..



لا ينبغي على أي مؤمن أن يتفاجأ عندما يتعرَّض للاضطهاد والضيقات والحروب والمخاطر خلال سيره مع الرب بأمانة، لأنَّ الرب لم يُخفِ علينا ذلكَ، لكي يعود ويُفاجئنا بهِ بين الحين والآخر.. بل هوَ دوَّنَ لنا كل تلكَ الأمور على صفحات الكتاب المُقدَّس.. وطلب منَّا أن نحسب حساب النفقة من البداية.. ورسله الذي كتبوا لنا العهد الجديد، أخبرونا الشيء نفسه..



فالرسولان بطرس ويعقوب قالا لنا:

" أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير، الذي به تبتهجون، مع أنَّكم الآن إن كان يجب، تحزنون يسيرًا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يُمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح ".

(بطرس الأولى 1 : 5 – 7).



" أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثة لأجل ٱمتحانكم، كأنه أصابكم أمر غريب، بـل كما ٱشتركتم في آلام المسيح، ٱفرحوا لكي تفرحوا في ٱستعلان مجده أيضًا مُبتهجين " (بطرس الأولى 4 : 12 – 13).



" ٱحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أنَّ ٱمتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا، وأمَّا الصبر فليكن لهُ عمل تام، لكـي تكونوا تامّين وكاملين غير ناقصين في شيء " (يعقوب 1 : 2 – 4).



دعوة أن لا نستغرب أبدًا ما سنتعرَّض لهُ من تجارب وضيقات وآلام وحروب خلال سيرنا مع الرب، وخلال خدمتنا وربحنا للنفوس، ومساهمتنا في ٱمتداد الملكوت، والقيام بدورنا بأمانة وإخلاص حتَّى النهاية.. بل على العكس تمامًا فهما يدعواننا لكي نفرح ونبتهج، لأنَّ ٱمتحان إيماننا هذا، الذي لا بُدَّ أن يحصل، سيُنشئ فينا صبرًا سنحتاجه بكل تأكيد، إن أردنا أن نكون أُمناء للرب حتَّى الموت، كما سيُزكَّي إيماننا لمجد عظيم في نهاية الأزمنة..



وهدف تأملنا في هذا اليوم، أن نعطش جميعنا.. لا بل نتوق ونتوسل إلى الآب، أن يحسبنا أهلاً لكي نكون من هذه البقيَّة الأمينة.. التي لا تتخلَّى عن دعوتها وأمانتها وإخلاصها للرب، مهما غلت التضحيات، ومهما ٱشتدت الحروب والاضطهادات، ومهما ضاقت الطريق وصعبت المسالك..



ولهذا أحببت أن أضع بينَ يديك هذه المقاطع الثمينة من كلمة الله، مرجعنا الوحيد الذي يُمكن الارتكان إليه دون خوف، كونه يحمينا من الضلال ومن الانزلاق خلف خداع وتزييف العدو، وما أكثره في هذه الأيام، لكي يجعلنا ننحرف عن الطريق، ونخور في وسطه لكي لا نبقى أُمناء حتَّى الموت..



وتعالَ الآن لنتأمَّل في التعليم الثمين الذي كتبهُ لنا الرسول بولس في رسالته الثانية إلى تلميذه تيموثاوس، لكي تتضح لنا الصورة أكثر.. ذلكَ التلميذ الأمين حتَّى النهاية.. ذلكَ التلميذ الذي كانَ وبقيَ بكل تأكيد من البقيَّة الأمينة، والذي يصفهُ بولس بهذه الكلمات المُعبِّرة:

" لأن ليس لي أحد آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص، إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هوَ ليسوع المسيح " (فيلبي 2 : 20 – 21).



" مُشتاقًا أن أراك ذاكرًا دموعك لكـي أمتلئ فرح، إذ أتذكَّر الإيمـان العديـم الريـاء الـذي فيـك، الـذي سكـن أولاً فـي جدتـك لوئيـس وأمك أفنيكي، ولكني موقن أنَّهُ فيك أيضًا " (تيموثاوس الثانية 1 : 4 – 5).



لا أحد آخر.. كانَ كتيموثاوس.. يقول الرسول بولس..

الجميع.. الجميع.. الجميع يطلب ما هوَ لنفسه.. لا ما هوَ للرب سوى تيموثاوس..

دموعه كانت دموعًا صادقة.. إيمانهُ عديم الرياء..

فهل نعطش لكي نغدو مثل تيموثاوس.. ونسمع من الرب عندما نقف أمام كرسيه هذه الكلمات؟



ماذا قالَ بولس لتيموثاوس؟

مقطع كبير بعض الشيء.. لكنه مفيد للغاية.. وأنا أدعوك قبلَ البدء بقرائته أن ترفع قلبك بالصلاة أمام عرش النعمة، وتطلب من الروح القدس أن يتكلم إلى قلبك وأنت تقرأ هذا الكلام.. فلنتأمل معًا:

" ولكن إعلم هذا، أنَّهُ في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة، لأنَّ الناس يكونون مُحبين لأنفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدّفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها، فٱعرض عن هؤلاء... وأمَّا أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبتي وصبري وٱضطهاداتي وآلامي، مثل ما أصابني في أنطاكية وأيقونية ولسترة، أيَّة ٱضطهادات ٱحتملت، ومن الجميع أنقذني الرب، وجميع الذين يُريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون... أنا أُناشدك إذًا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته، ٱكرز بالكلمة، ٱعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب، وبِّخ، ٱنتهر، عظ بكل أناة وتعليم، لأنَّهُ سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلّمين مُستحكة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات، وأمَّا أنتَ فٱصحَ في كل شيء، ٱحتمل المشقات، ٱعمل عمل المبشر، تمِّم خدمتك، فإنِّي أنا الآن أُسكب سكيبًا ووقت ٱنحلالي قد حضر، قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضِعَ لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديَّان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يُحبون ظهوره أيضًا، بادر أن تجيء إليَّ سريعًا، لأنَّ ديماس قد تركني، إذ أحبَّ العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي... في ٱحتجاجي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني، لا يُحسب عليهم، ولكن الرب وقف معي وقوَّاني، لكي تتم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد، وسيُنقذني الرب من كل عمل رديء، ويُخلّصني لملكوته السماوي، الذي له المجد إلى دهر الدهور. آمين " (تيموثاوس الثانية 3 : 1 – 4 : 1 – 18).



إعلم يا تيموثاوس.. وٱعلموا يا شعب الله.. يا أولاد الله.. أنَّهُ ستأتي أزمنة صعبة.. ستكون فيها الأمانة للرب حتَّى الموت نادرة.. نادرة للغاية.. سيكون فيها الذين يُكملون الرحلة بإخلاص قليلون.. وليسوا سوى بقية أمينة فقط.. أمَّا الآخرون وهم كُثُر سيعملون ما لأنفسهم.. سيخورون في منتصف الطريق.. سيجدون الأعذار الكتابية حتَّى لكي يُبرروا تصرفاتهم.. سيجدون تعليمًا ومعلمين يحكُّون لهم آذانهم.. أي يسمعونهم كلامًا روحيا مجتزءًا لكي ينجرفوا وراء ضلالات لها مظهر أو صورة التقوى كما يقول بولس.. لكن حقيقتها فارغة ومزيفة..

ويقول بولس لتلميذه الأمين.. كل من يعيش حياة التقوى الحقيقية في المسيح يسوع لا بُدَّ أن يُضطهد !!!



فإن لم تكن تُضطهد بين الحين والآخر.. وإن لم تكن تتعرض للضيقات والحروب والعناء، أو إن كنتَ تعتبر ذلكَ أمرًا غريبًا عندما تتعرَّض لهُ.. فأنا أدعوك في هذا اليوم أن تُعطي للروح القدس فرصة حقيقية، لكي يفحص حياتك وسلوكك ودوافعك إن كانت كما يُريدها الله أم لا..



وأخبره ذلكَ الرسول العظيم عن حجم ونوعية الاضطهادات والمعاناة والضيقات التي تعرَّض لها بسبب الخدمة وبسبب ٱنتمائه للبقيَّة الأمينة.. وطلب منهُ أن يُعلِّم هكذا.. أن يُوبِّخ وأن ينتهر وأن يعظ في وقت يراه الناس مناسبًا أو غير مناسبًا حتَّى.. والأهم من ذلكَ، طلبَ منهُ أن يحتمل المشقات.. والآلام، وكجندي صالح يُكمل المسيرة حتَّى النهاية.. ليختم بولس قائلاً تلكَ الكلمات التي نستشهد بها دومًا:

" قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان ".



كما يُشارك بولس مكنونات قلبه، مع ذلكَ التلميذ الحبيب، ويقول لهُ:

ديماس تركني لأنهُ أحبَّ العالم الحاضر..

ويقول أيضًا: عندما وقفت لكي أُحاكم.. الجميع تركوني..

لكن يا تيموثاوس.. الرب وقف معي وقوَّاني وأنقذني وسيُنقذني إلى النهاية..

ذلكَ الرسول العظيم.. لم يكن غريبًا عليه.. ما أصابه من ٱضطهادات وضيقات ومعاناة وحروب وويلات ومخاطر.. وخيانات ممَّن حوله.. وترك وتخلي من الجميع.. لأنَّ سيده الرب يسوع المسيح أصابه الشيء نفسه.. فهوَ أيضًا عندما طُلِبَ للمحاكمة تركهُ الجميع.. تركه الاثني عشر حتَّى وهربوا..

" فألقوا أيديهم عليه وأمسكوه... فأجاب يسوع وقال لهم: كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصـي لتأخذوني، كل يـوم كنـت معكـم فـي الهيكـل أُعلِّم ولـم تمسكوني...فتركه الجميع وهربوا " (مرقس 14 : 46 – 50).



وقبل المحاكمة والصلب، وعندما قالَ كلامًا صعبًا.. تركهُ كثيرون أيضًا:

" فقـال كثيـرون مـن تلاميـذه إذ سمعـوا: أنَّ هـذا الكـلام صعـب مـن يقـدر أن يسمعـه.. مـن هـذا الوقـت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه " (يوحنا 6 : 60 – 66).



لكنهُ لم يتراجع.. ركَّز عينيه على الصليب.. لم يتراجع من أجل السرور الذي رآه خلف تلكَ الآلام.. من أجل خلاص البشرية وتنفيذ مشيئة الآب بالكامل..



أكمل السير وحدهُ بعد أن تركهُ الجميع.. حملَ صليبه وسار درب الجلجثة وحيدًا متروكًا منبوذًا.. لكنهُ لم يأبه لشيء.. سوى تنفيذ مشيئة الآب الكاملة..

وغادر أرضنا.. تاركًا لنا مثالاً لكي نحتذي بهِ..

" لأنكم لهذا دُعيتم، فإنَّ المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته، الذي لم يفعل خطيئة، ولا وُجِدَ في فمه مكر، الذي إذ شُتِمَ لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يُهدِّد، بل كان يُسلِّم لمن يقضي بعدل " (بطرس الأولى 2 : 21 – 22).



هذا هوَ مثالنا..

سنُضطهد.. سنُعاني.. سنتعرَّض للضيقات والحروب.. والطرق الوعرة.. سنُشتم.. سيُساء فهمنا.. قد نُنبذ وقد نُترك من قِبَل رفاق الدرب.. وقد يتخلَّى الجميع عنَّا.. قد نُخان من أقرب الناس إلينا.. كما سنتعرَّض لهجمات من نوع آخر.. هجمات فيها مكر وخداع.. سنتعرَّض لتعليم فيه ضلال.. فيه نصف الحق.. تعليم يحك آذاننا ويقترح علينا مخارج كتابية مشوهة لمشاكلنا.. سيُقدَّم لنا صلبان مزيفة لكي نحملها.. صلبان ظاهرها كصليب الرب لكن جوهرها بعيد كل البعد.. سيُغرينا العدو بأمور العالم وجاذبية الخطيئة.. سيُغرينا بشهوات كثيرة.. وسيُربكنا بهموم الحياة.. وهوَ لن يُوفِّر وسيلة واحدة، إلاَّ وسيستخدمها لكي يُخرجنا خارج مشيئة الله وخطته لحياتنا.. لكي لا نكون أُمناء حتَّى الموت.. لكي لا نُمكل السعي ونُحافظ هلى الإيمان.. لكي لا نُنهي حياتنا على هذه الأرض بطريقة تُرضي الله.. نعم سنتعرَّض لكل هذه الأمور وأكثر بعد ربَّما..



لكن السؤال يبقى.. هل سنكون وهل سنبقى على الدوام من " البقيَّة الأمينة " التي ستقف أمام كرسي المسيح، لتسمع كلمات مُشابهه، لتلكَ الكلمات التي وصفَ فيها الرسول بولس تلميذه الأمين تيموثاوس؟



الكتاب يُخبرنا أنَّ الذين يُكملون السعي بأمانة حتَّى النهاية قليلون.. للأسف !!!

لكن هذه الرسالة جاءَت اليوم لكي تُشجعك.. ولكي تدعوك أن تكون من هذه البقيَّة الأمينة.. البقيَّة التي تُفرح قلب الرب.. والتي تحسم معارك.. وتتحدَّى الصعوبات.. وتربح النفوس.. وتُنفِّذ مشيئة الآب الكاملة والمرضية والصالحة..



فهل ستتجاوب مع هذه الدعوة؟

وهل ستنضم إلى جماعة المؤمنين الذين أخبرتنا عنهم رسالة العبرانيين قائلةً:

" وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم... " (عبرانيين 11 : 38).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في وسط الضيقة لا ينسى الله البقية الباقية القليلة الأمينة
حنة التقية العاقر
المرأة التقية
يهوديت التقية
البقية في حياتك


الساعة الآن 07:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024