|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشأة البابوية في الكنيسة الغربية تطلب موقف الكنيسة الغربية المتعاظم، ومحاكاتها للإمبراطورية قيام شخصية عظيمة على رأسها، كما كان للإمبراطورية إمبراطور يتزعمها، وهنا نلاحظ فارقًا واضحًا بين كنيستي الشرق والغرب، ففي الشرق أسلمت الكنيسة زمامها للأباطرة الذين ازداد تدخلهم في الشئون الكنسية، وبخاصة بين القرنين السادس والثامن، بحيث جعلوا يتدخلون. لا في سياسة الكنيسة الخارجية فحسب، بل في نظمها وسياستها الداخلية أيضا. وبهذا أصبح من العسير وقف تدخل الإمبراطور البيزنطي في شئون الكنيسة الشرقية، حتى أصبح إمبراطور القسطنطينية يمثل نوعا من القيصرية البابوية، أي الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية، وهذه السياسة هي التي وضع أساسها قسطنطين نفسه منذ اعترافه بالمسيحية وإنشائه القسطنطينية. كما استن قسطنطين سنة جديدة اتبعها خلفاؤه من بعده، وهي قيام الإمبراطورية بدعوة المجامع الدينية العامة لبحث مختلف مشكلات الكنيسة من هرطقيات أو وضع تنظيمات تتخذ بشأنها صدور القوانين. وتكشف العوامل التي هيأت لأسقفية روما هذه الأهمية والزعامة على غيرها من أسقفيات الغرب. ذلك أن معروف أن أهمية الأسقف تتناسب عادة والأهمية السياسية والاقتصادية للمدينة التي يقوم فيها كرسيه الأسقفي. وإذا كان الشرق الروماني غنيا بمدنه الهامة التي صارت مراكز لكراسي دينية كبري مثل كرسي الإسكندرية وكرسي أورشليم وكرسي إنطاكية والقسطنطينية، فإن الغرب لم يكن يوجد به آنذاك سوي روما. |
|