رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية والبر (1) حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) لقد دارت رحى الخطية من آلاف السنين منذ لحظة دخولها للعالم، دارت لتطحن ملايين النفوس الغالية ثم تلقي بها نفايات إلى الهاوية حيث العذاب والشقاء والبؤس الأبدي، ولم يقوَ عليها شيء؛ لا حرارة العواطف، ولا رجاجة الفكر، ولا صمود الإرادة، فقد انهار أمامها الجميع. فلم ينجح في مواجهتها تحدي الشباب ولا نضوج الرجال، ولا حكمة الشيوخ، ولا حتى بساطة الأطفال، فالكل ضحاياها! وما من شخص أعلن تحديه لها، وعزمه الأكيد على مواجهتها، إلا وصرعته تحت عجلاتها وسحقته بشراستها. نعم لم ينجُ فرد من شرورها، ولم تفلت عائلة من نتائجها، ملأت المستشفيات بالمرضى، وكدست السجون بالأثمة. بل وجعلت المقابر تئن من كثرة سكانها. كم من أسرة تبكي بدل الدمع دمًا على وحيد ابتلعه الإدمان؟ وكم من عائلة يعضها الجوع بأنيابه وعائلهم يبعثر مدخراته على موائد القمار؟ وكم من زوج حطم قلب زوجته وأطفاله بسبب القسوة والكبرياء؟ إن سمعت عن الحرب والدماء والفقر والمجاعات، وإن رأيت المرضى والآلام والحزن والدموع، فابحث عن الخطية وراء كل هذا وستجد أن لها الباع الطويل. لقد جاءت الشرائع والحكومات لتقمعها، فطوعتها الخطية لخدمتها. وجاءت الأخلاق لتهذبها فأخذتها الخطية ستارًا لها، بل لقد جاء ناموس الله ليردعها فأثار شهوتها، «فعاشت الخطية ومُت أنا»! وعلى مرّ العصور .. كم لبس الكثيرون ثياب البر فرحين ليلمعوا بها أمام الله والناس، فسخرت منهم ضاحكة ضحكتها الغادرة ولم تتركهم إلا وقد كسرت قلوبهم وأضاعت فرحتهم إذ لطّخت ثيابهم. حتى الأفاضل كنوح وإبراهيم وأيوب وموسى وداود وإيليا والمعمدان، لم ينجوا من لطخات صبغاتها. آه، ما أقساها وما أتعس ضحاياها! ومن وسط هذا البؤس اللانهائي كانت الدموع تنساب ومعها بعض النظرات نحو الله الخالق القدير والمُحب العظيم متسائلة في مذلة وانكسار: لماذا؟ وكيف؟ وكانت الإجابة دائمًا واحدة: إنه اختيار الإنسان، إنه الاستقلال عن الله، إنها الخطية وقد ملكت في الموت. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخطية والبر |
والتر شيبر |
ظبي ديكر والتر |
الله والبر |
الايمان والبر |