منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2023, 10:30 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

دانيال النبي | تفسير دانيال


تفسير دانيال:

"فأجاب دانيال وقال قدام الملك:
لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري.
لكني أقرأ الكتابة للملك وأُعرفه بالتفسير" [17].
أظهر دانيال استخفافه بالعطايا الزمنية قبل أن يقرأ الكتابة ويفسرها، لئلا يظن الملك أن الرفض ليس من أعماق القلب، وإنما لأن دانيال أدرك أن ملكه ينتهي، وكأن دانيال استغل الرؤيا لحسابه الشخصي.
على أي الأحوال كما يقول القديس جيروم: [إن دانيال تبع الوصية الإنجيلية رافضًا أية مكافأة، إذ قيل: "مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا" ]. لم يرتبط قلبه بغنى أو كرامة أو سلطة، ومن جانب آخر أدرك أنه ليس في سلطان بيلشاصر أن يقدم هذه الأمور، لأن ساعة هلاكه قد حلّت.
اختلفت طريقة تفسير دانيال للرؤيا هنا عنها مع نبوخذنصَّر. لقد أظهر استهانته بالمكافأة، للأسباب التالية.
· خطية الملك هنا ليست عن جهل، فقد سبق أن عرف ما حدث مع جده.
· هاجم بيلشاصر الله القدير.
· مجَّد بيلشاصر الأوثان ومدحها بقصد إهانة الله الحيّ.
جاءت الكتابة: "حُسبت، حُسبت، وزنت، انقسامات" ومعناها: أحصى الله مملكتك أو قيَّمها وأنهاها. وزنت بالموازين ووُجدت ناقصًا. تقسم مملكتك وتعطى لإمبراطورية مادي وفارس.
يقول القديس جيروم: [إنه بهذا تحققت نبوة إشعياء النبي عن أنهيار مملكة بابل أثناء إقامة الوليمة بطريقة حرفية دقيقة، إذ يقول: "تاه قلبي، بغتني رعب، ليلة لذتي جعلها ليّ رعدة، يرتبون المائدة، يحرسون الحراسة، يأكلون، يشربون - قوموا أيها الرؤساء امسحوا المجن" (إش 21: 4-5)].





"أنت أيها الملك، فالله العلي أعطى أباك نبوخذنصَّر ملكوتًا وعظمة وجلالًا وبهاء.
وللعظمة التي أعطاه إياها، كانت ترتعد وتفزع قدامه جميع الشعوب والأمم والألسنة.
فأيا شاء قتل، وأيا شاء استحيا،
وأيا شاء رفع، وأيا شاء وضع.
فلما ارتفع قلبه، وقَسَت روحه تجبرًا،
انحط عن كرسي ملكه، ونزعوا عنه جلاله" [18-20].
أوضح له دانيال أن ما تمتع به جده الملك نبوخذنصَّر لم يكن سوى عطية إلهية، فإن كل سلطانٍ هو من الله (رو 8: 1)، إذ يُريد الله أن تظهر قوته بطريقة منظورة خلال الممالك. لكنه أساء استخدام العطية، عوض أن يُمجد الله ويخدم البشر تشامخ وتجبَّر قلبه.
كان نبوخذنصَّر صاحب سلطان يقتل من يشاء ويعفو عمن يشاء؛ يرفع من يشاء، ويذل من يشاء، ولم يدرك أن حياة الناس هي في يد الله، بل وحياة الملك نفسه وكرامته وسلطانه هذه جميعها في يد الله.
* إن كان هذا هو الحال (يستطيع الملك أن يفعل ما يشاء)، يثور السؤال: كيف نفهم ما جاء في الكتاب المقدس "قلب الملك في يد الله حيثما شاء يميله" (أم 21: 1). ربما يمكننا القول إن كل قديس هو ملك، لأن الخطية لا تملك في جسده المائت، بهذا يبقى قلبه محفوظًا في أمان، لأنه في يد الله (رو 6). حالما يوضع في يد الله الآب، فبحسب الإنجيل، لا يقدر أحد أن ينتزعه. أما من يُنتزع يُفهم أنه لم يكن قط في يد الله .
القديس جيروم






"وطُرد من بين الناس، وتساوي قلبه بالحيوان،
وكانت سكُناه مع الحمير الوحشية، فأطعموه العشب كالثيران،
وأبتل جسمه بندى السماء،
حتى علم أن الله العلي سلطان في مملكة الناس،
وأنه يُقيم عليها من يشاء" [21].
ما حدث مع نبوخذنصَّر أمر له خطورته، يُحسب درسًا لأجيال متعاقبه، لكن هوذا حفيده بيلشاصر سرعان ما نسي الدرس أو تناساه، فلم ينتفع من خبرة جده، الذي لتشامخه اعتزل البشرية ليعيش في مملكة الحيوانات العجماوات كمن لا عقل له. هذا ما فعله حفيده بمحض إرادته حين صنع الوليمة بغير تعقلٍ ودنَّس المُقدسات الإلهية، حاسبًا أنه يستخف بالله.





"وأنت يا بيلشاصر ابنه، لم تضع قلبك مع أنك عرفت كل هذا" [22].
يدعو بيلشاصر ابنا للملك نبوخذنصَّر الذي سقط تحت التأديب الإلهي بسبب كبريائه؛ وكأنه يقول له: "لست أقدم لك مثالًا من أمةٍ غريبةٍ، بل من بيت أبيك وعائلتك. أنت بلا عذر!".
يقول القديس جيروم: [إن البعض يرى أن الحديث هنا ينطبق على ضد المسيح، فكما لم ينتفع بيلشاصر من تأديب أبيه نبوخذنصَّر الذي سقط في الكبرياء، هكذا لا ينتفع ضد المسيح مما حلَّ بأبيه إبليس بسبب كبريائه. وكما انتقل المُلك من بيلشاصر بعد قتله إلى غيره، هكذا يموت ضد المسيح ويملك القديسون عِوضًا عنه.




"بل تعظمت على رب السماء،
فأحضروا قُدامك آنية بيته،
وأنت وعظماؤك وزوجاتك وسراريك شربتم بها الخمر،
وسبحت آلهة الفضة والذهب والنحاس والحديد والخشب والحجر التي لا تبصر ولا تسمع
ولا تعرف.
أما الله الذي بيده نسمتك وله كل طرقك فلم تمجده.
حينئذٍ أرسل من قبله طرف اليد فكتبت هذه الكتابة.
وهذه هي الكتابة التي سُطرت.
منا منا تقيل وفرسين.
وهذا تفسير الكلام.
منا أحصى الله ملكوتك وأنهاه.
تقيلُ وُزنت بالموازين، فوجدت ناقصًا.
فرس قُسِمت مملكتك وأُعطِيت لمادي وفارس.

حينئذ أمر بيلشاصر أن يُلبسوا دانيال الأرجوان، وقلادة من ذهب في عنقه، ويُنادوا عليه
أنه يكون متسلطًا ثالثًا في المملكة" [29].
قدم له الملك عطاياه، لكنها لم تدم إلاَّ لساعاتٍ،. ربما قبلها دانيال النبي لئلا يظن الملك أنه ثائر ضده أو متعجرف عليه ومتشامخ. ارتدى دانيال ثوب ارجواني ملوكي، وقلادة من ذهب تُشير إلى السلطة الملوكية... بهذا أُعطيت الفرصة لكورش أن يتعرف عليه ويتساءل عن سبب تكريمه، فيسمع عن الرؤيا.
يعلل القديس جيروم تقديم الملك المكافأة لدانيال بأنه ظن أن هذه النبوة المؤلمة ستتحقق في المستقبل البعيد، أو أنه بتكريمه رجل الله يجد رحمة ونعمة لدى الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير سفر دانيال النبي
دانيال النبي | استخدم دانيال النبي أكثر من تعبير في اعترافه بالخطايا
دانيال النبي | تفسير الرؤيا
دانيال النبي | فلما اقترب إلى الجُب نادى دانيال بصوتٍ أسيفٍ
النبي دانيال | تفسير الحلم


الساعة الآن 10:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024