رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بداية الصراعات في الكنيسة الغربية: أوروبا والإسلام عندما بدأ الإسلام في التحرك على يد العرب في القرن السابع الميلادي، كان العالم آنذاك مشغولًا بحروب شرسة بين الفرس والروم، وكلا البلدين أبديا صدودًا لرسل الإسلام حينما وصلوا يدعون أهلها للدين الجديد، مما دفع العرب إلى استعمال القوة للجهاد. ولقد كان الأمر غريبًا أن يتجاسر العرب على مهاجمه "الأسدين" فارس وروما كما كانا يسميان في وقت واحد، وكانا اكبر إمبراطوريتين عرفهما العالم عند مستهل القرن السابع. وقد بدأ احتكاك قوات المسلمين بقوات الروم في بادية الشام في عام 629 أي في العام التالي مباشرة لانتهاء الحرب بين الروم والفرس، كانت الدولة البيزنطية تعاني حينئذ الأمرين من جراء ما تطلبه حروبها مع فارس من جهة ومع البرابرة المهاجمين لأراضيها من البلقان من جهة أخرى، زيادة على النزعة الانفصالية التي أخذت تقوي عند أقباط مصر والآراميين في سوريا والأرمن عند أطراف أسيا الصغرى، مما هدد كيان الدولة ووحدتها تهديدًا خطيرًا. وبدأت جيوش العرب بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تعمل في الشام ضد الروم فأرسل الإمبراطور هرقل إمبراطور الروم جيشًا بقيادة أخيه تيودور لإنقاذ فلسطين ولكن أتاه جيش عربي أخر بقياده خالد بن الوليد من العراق، فأنزل الجيشان الهزيمة بالروم في موقعة أجنادين 634. ثم اتسع خالد بن الوليد في شمالي الشام حتى هزم الروم ثانية في موقعة اليرموك عام 636 وبذلك استولي على الشام بما فيها القدس مابين عامي 637-638 هذا بالنسبة لأملاك الروم في الشام، أما في شمال أفريقية فقد فتحوا مصر عام 641 وفتحوا برقة في عام 643 ثم توقفت الفتوحات بسبب الفتنه التي قامت في الدولة الإسلامية بقيام الخلافة الأموية في دمشق سنة 660. وفي سنة 664 فتح العرب ولاية أفريقية حيث أسس عقبة بن نافع مدينة القيروان، واتسع العرب في شمال أفريقية مكونين زاوية عربية إسلامية تحف الدولة الرومانية، وبدأوا يستولون على بعض جزر البحر المتوسط ليقتربوا من جسم الإمبراطورية ذاتها فاستولوا على جزيرة سردنيا 711 وعبر طارق بن زياد المضيق الذي عرف باسمة ليفتح أسبانيا فيما بين سنتي 711، 713. وبفتح أسبانيا خسرت الكنيسة الغربية خسارة كبيرة، إذ فقدت بلادًا ارتبطت بأصول المسيحية الأولى مثلها مثل بلاد أخري كانت بمثابة أجزاء أساسية من الوطن المسيحي مثل شمال أفريقيا وأسبانيا، ألا أن العرب المسلمين لم يكفوا عن مهاجمه الدولة البيزنطية برًا أو بحرًا حتى كان أوائل القرن الثامن، وعندئذ اعتقد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (715-717) أن الوقت قد حان للقيام بحمله كبري تستولي على القسطنطينية وتطيح تماما بالإمبراطورية البيزنطية، واختار الخليفة أخاه مسلمة ليكون على رأس هذه الحملة التي شقت طريقها عبر أسيا الصغرى حتى بلغت البسفور وعبرته إلي الشاطئ الأوربي عام 717. وبينما أطلق المسلمون على القسطنطينية من ناحية البر، إذا بالأسطول الإسلامي يهاجمها من البحر، حتى كادت المدينة تقع في أيدي المسلمين، لولا النار الإغريقية التي لعبت دورها كسلاح شتت سفنهم في الوقت الذي أغرى الإمبراطور ليو الابسوري (717-741) البلغار بمهاجمة المسلمين من الخلف، وعندما سمع الخليفة عمر بن عبد العزيز بحرج موقف العرب المسلمين أمرهم بالانسحاب في عام 718 بعد أن ظلوا محاصرين القسطنطينية أكثر من عام، وهكذا تم إنقاذ القسطنطينية وكذلك الإمبراطورية البيزنطية من خطر محقق. وبعد أن فشل المسلمون في الاستيلاء على القسطنطينية في أوائل القرن الثامن تشجع البيزنطيون، واخذوا يدفعون خطر المسلمين تدريجيًا من أسيا الصغرى، حتى غامر الإمبراطور قسطنطين الخامس بشن هجوم على الشام عام 745 منتهزًا فرصة ضعف أواخر عهد الدولة الأموية، وفي عام 746 أحرز البيزنطيون نصرًا بحريًا على المسلمين واستردوا جزيرة قبرص، ولم تلبث سنة 750 أن شهدت سقوط الخلافة الأموية وقيام الدولة العباسية في بغداد، هذه الدولة العباسية التي دخلت بجيوشها إلى الدولة البيزنطية من جديد وكسبت معارك كثيرة. ألا أنه رغم كل هذا استطاعت الدولة البيزنطية أن تصمد إلى النهاية لاستبقاء ما بقي لها فنجحت في صد العرب المسلمين عن حدودها الشرقية، كما نجح الفرنجة في أبعاد خطرهم عن الأندلس وغرب أوروبا، وحافظت بذلك على أوروبا الوسطي وحضارتها العظيمة. وان كانت الحروب الساخنة قد توقفت، فإن الحرب الباردة بدأت في شكل التنافس الحضاري بين أوروبا والشرق العربي الإسلامي، وقد رجحت كفة العرب في العلوم والثقافة وبدأ الغرب يخطبون ودهم، فنجد الإمبراطور شارلمان الفرنجي يصادق هرون الرشيد ويتبادلان الهدايا، لينعم عهدهما بالهدوء والاستقرار. وظل الحال هكذا حتى جاءت الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) فيما بين القرنيين الحادي عشر والثالث عشر إلا أنها كانت كفقاعة لم تأت إلا بنتائج سيئة على كلا من الطرفين وكانت أوروبا سببها. |
|