منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 11 - 2012, 02:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

ما هي معالم مفهوم الحلّ والربط الصحيح
حسب تقليد الكنيسة الأرثوذكسية


يقول القانون 24 من كتاب " التِطْلُسات " (1) أحد المراجع في ترتيب نظام الكهنوت في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مطلعه :
[ ليكن الرئيس ( الأسقف أو البطرك ) يؤدب الشعب ويَعقدهم بالصليب لا بالحرم ]


إن رعاية قطيع المسيح – له المجد – تكون بالصليب . والصليب الذي استلمه الأسقف يوم رسامته لا يفارق يده . وهو يمده لتقديم البركة والحِل والمغفرة للتائبين ، التي هي عطية الله للبشر بصليب المسيح مخلصنا الصالح .


والشعب يتقدم ليُقبل الصليب في يد الأسقف ، اعترافا منهم بخضوعهم للصليب والتزاماته ( أي قبول التأديب الكنسي بالحق والعدل لنمو حياتهم الروحية ) ، وبالتالي التماساً لكل بركات الصليب وأولها : الحِل والغفران .


وهذا النص من القانون يُستخدم كلمة " يَعقدهم " وهي التعبير الروحي للتأديب الكنسي للمؤمنين ، غير مستعملين كلمة " يحرمهم " ، لأنها لا تتناسب مع خصوصية علاقة الأسقف بشعبه .

لأن الحرم والقطع من شركة الكنيسة كلية لا يُستخدم إلا مع الخارجين عن عقيدة الكنيسة والإيمان بالمسيح – أي الهراطقة !!!


وطبعاً لا يجوز على الإطلاق لأي من كان في الكنيسة – مهما على شأنه أو ضعف – أن ينعت أحد بتهمة الهرطقة إلا بموجب قرار المجمع المقدس ، وبعد محاكمة عادلة بحضور من له هذه التهمة ومواجهته وترك مساحة للدفاع عن نفسه وبشهادة الآخرين ، ويقوم بالمحاكمة قضاة كنسيين علماء في علوم الكنيسة ، متعمقون في العلم اللاهوتي بشهادة المعلمين المتأصلين في حياة التقوى ، ولهم اتساع في معرفة الكتاب المقدس بدقة ومعرفة أصولة اللغوية ، ولهم معرفة واسعة في التقليد الكنسي والمجامع المقدسة وبعد إصرار من تقدم للمحكمة على راية الهرطوقي المعاكس – عن قصد – لتقليد الكنيسة والكتاب المقدس والآباء والمجامع السابقة ، يقطع بكل أسى ...


أما العقد بالصليب فهو للمؤمنين أبناء الله في المسيح والحاملين الصليب بمحبة صادقة ، ويتمثل في تحديد فترات صوم أو مطانيات أو غيرها وأحياناً التوقف عن التناول لفترة محدودة وذلك حسب قواعد الطب الروحاني ( كما رأيناه في قوانين الكنيسة في التطبيب الروحي في موضوع شروط سر التوب والاعتراف الجزء الخامس ) .


أما الحرمان التام من التناول فهو لا يحكم به أبداً إلا في الحالات الخطيرة ، وقد حددتها كتب القوانين في الحالات الآتية :

+ خطايا : الزنا – القتل – السرقة – التجديف – السحر

ولو تاب وندم واعترف عنها أمام الله ، وبعدها أمام الكاهن كممثل للكنيسة ، وإعطاء الحق المدني بالاعتراف أمام السلطات المنوطه بالأحكام ، بخاصة في قضايا ( السرقة والقتل ) ، يعود لشركة الكنيسة والتناول ولا تحسب له هذه الخطية لأنه قدم توبة حقيقية عنها بضمير صالح ونفس تشتاق إلى الله .


فالحرمان التام من التناول لا يُحكم به مطلقاً عن أي خطية ، وليس عن أية مخالفة في الرأي أو الفكر أو وجهة النظر أو الموقف في شئون الحياة المدنية أو السياسية أو حتى الاعتراض على سياسة إدارية داخل الكنيسة ( غير ما ذكرنا عاليا ولو تاب يتناول مرة أخرى ، إلا لو كان لا يؤمن بلاهوت ربنا يسوع أو يرفض الكنيسة شكلاً وموضوعاً )


- يتبــــــــــع –

___________________
(1) التِطْلُسات كلمة يونانية Titlos منطوقة بالعربية وتعني رأس الموضوع أو ملخص الموضوع . وهي أحد أقسام قوانين الرسل .

* ممكن الرجوع لكتاب التدبير الإلهي في تأسيس الكنيسة وترتيب نظام الكهنوت ، إعداد أحد رهبان برية القديس مقاريوس الطبعة الثانية 1718 شهداء ، ص113 - 114
قديم 09 - 11 - 2012, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي معالم مفهوم الحلّ والربط الصحيح حسب تقليد الكنيسة الأرثوذكسية

للأسف يظن البعض ، حسب ما نسمع في بعض التأملات ، أن الأب الكاهن قاضي يقضي في خطايا المعترفين ، حتى أن البعض يصور الخاطي أنه يأتي إلى محكمة الكاهن ، ليحكم على خطيته ، ويعطيه الحل كبراءة حين يعترف بها أمام القاضي ، وهذا تشويه لسرّ الكهنوت وخروج عن الكتاب المقدس وكتابات الآباء تماماً ...

مع أن في الأصل والأساس أن الكاهن هو أب ، قد نال هذه الموهبة من الله الأب الحقيقي ومصدر كل أبوه صالحة ، وحينما لا يعطي الحلّ لأحد ، فهو يعطي عدم الحلّ بالصليب ، لأن الصليب مصدر المصالحة وأساسها ، لذلك يعطي عدم الحل بالصليب ليشير أن هذا هو مصدر الصلح في التوبة والرجوع عن الخطية ، وهنا يظهر أبوة الله الحانية على الإنسان الخاطي ، إذ لا يحكم عليه وكأنه في محكمة ، بل يحكم عليه بحكم التوبة ، لأن العقد وعدم الحِلّ هو توجيه قلب الخاطي إلى سرّ التوبة بقوة الصليب والموت مع المسيح لينال قوة الحياة الأبدية ، والدسقولية وكافة كتابات الآباء تُظهر أن الأسقف " طبيب " وليس " قاضياً " !!!

كما ورد من أوصاف الأسقف في الدسقولية ( 8 : 25 ) أنه " طبيب مشترك في الألم " وفي ( دسقولية 42 : و 43 ) " طبيب كنيسة الرب " ؛ والقديس أمبروسيوس ينصحه رئيسه قبل رسامته بأن يتصرف : " لا قاضي بعد بل كأسقف " (1) ، والقديس كبريانوس لم يكن يرى في نفسه قاضياً ، بل " طبيباً للنفوس " . وفي رأيه أن الخطية ليست مجرد شيء قابل للحِلّ أو الربط ، تُغفر أو لا تغفر ، بل نجد في كتاباته التشبيهات الطبية مع مبدأ الحِلّ التدريجي للخطية ، حسب درجة الشفاء من الخطية ، وهو في هذا يماثل العلاَّمة أوريجانوس (2) .

وفي إطار سرّ التوبة والاعتراف القائم على المحبة الأبوية ، وذلك الحنان والترفق بالخطاة ، وعلى صورة الكاهن أو الأسقف " كطبيب مشترك في الألم وطبيب النفوس " ، يَعْقِد الكاهن أو الأسقف ، أي يضع قانون تأديب ( ++ ) على التائب لنموه الروحي . والتائب بدوره يقبل التأديب ويُقبَّل الصليب الذي وُضِعَ عليه هذا التأديب عالماً أن هذا لمنفعته الروحية .

مع ملحوظة أن كل هذا يتم بين الراعي وبين أفراد شعب الله ، وفي جو من المحبة الحانية بين الأب وابنه ، أو بين الطبيب والمريض ، وينبغي أن يكون سرّ بينهما في نور الله ...

وبناء على التعاليم الرسولية ، تمنع قوانين الكنيسة منعاً تاماً الآتي :
* ( لا يحق ) أن يقوم أسقف غير أسقف الإبراشية ، أو أب غير أب الاعتراف للمؤمن أن يمارس القطع أو الحرم من التناول (( أو الصلاة داخل الكنيسة أو حتى منع الخدمة )) في غير أبناء شعب الله في كنيسته ( إن كان كاهن ) أو أبراشيته ( لو كان أسقف أو كاهن ) ((( وللأسف نرى بعض الكهنة ليس لهم أي علاقة بشخص ما ، ونُفاجأ انه يحرمه من التناول حسب رأيه الشخصي أو لمجرد خلاف في رأي أو لأي سبب شخصي مع انه ليس من شعب كنيسة وليس له أي علاقة بحياته الروحية ، وهذا مخالف تماماً للقانون الكنسي السليم ))) .
* ( أن لا ) يقطع ( كاهن أو أسقف ) بالحرم لغير غرض التأديب الروحي والنمو في الحياة المسيحية وبغير الأصول والآداب المختصة بالتأديبات الكنسية (3) .
* ( أن لا ) يلقي ( كاهن أو أسقف ) بالحرم على أحد في ثورة غضب ، أو حسماً لمناقشة أو خلاف في الرأي . (4)
*أو أن يحرم أحد غيابياً . إلاَّ إذا امتنع ( بإصرار وعناد ) عن الحضور إلى محاكمة قانونية بالرغم من إعلانه حسب الأصول ( كما هو وراد في الدسقولية – الفصل الثامن )


( وعنواننا القادم هو : حدود وتحذيرات في ممارسة التأديب الكنسي )
__________
(1) Paulinus, Vita Ambrosii, III,8, cited in the Apostolic Ministry, P.358
(2) Campenhausen, Ecclesiastical Authority and Spiritual Power in the Church of the First Three Centuries, London, 1969, P.286, n.100
(3) أنظر بحث " التأديبات الكنسية " مجلة مدارس الأحد يناير 1995 ، صفحة 7 - 8
(4) القانون 14 من مجمع سرديكا سنة 344 م
* أنظر كتاب التدبير الإلهي في تأسيس الكنيسة وترتيب نظام الكهنوت من صفحة 114 – 115
( ++ ) مع ملاحظة أن التأديب ليس هو القصاص أو وضع ما هو فوق الطاقة على المعترف ، بل يكون بحكمة الروح القدس لفائدة المعترف من جهة الصوم أو الصلاة أو عمل خدمة ما ، حسب ما ينبغي أن يوضع من علاج على المعترف ، وليس كيف ما أتفق ، ولا يعطى الصيام أو الميطانيات للجميع بشكل عشوائي كيف ما يخرج من الفم دون الفحص والتوجيه بالروح القدس ، بروح الأبوة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بيان مشترك بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية دير الأنبا بيشوي – مصر
مفهوم الحل والربط : رسالة لرجال الكهنوت والعلمانيين
الخلط والمغالطة معلمان من معالم هذه الايام
الكنيسة وسلطان الحلّ:
ما مفهوم كلمة الأرثوذكسية ؟


الساعة الآن 10:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024