منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 08 - 2024, 04:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ




الخطايا الحاجبة وجه الرب:

1 هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. 2 بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3 لأَنَّ أَيْدِيَكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ، وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ، وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ. 4 لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ، وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ، وَوَلَدُوا إِثْمًا. 5 فَقَسُوا بَيْضَ أَفْعَى، وَنَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ. الآكِلُ مِنْ بَيْضِهِمْ يَمُوتُ، وَالَّتِي تُكْسَرُ تُخْرِجُ أَفْعَى. 6 خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ. أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7 أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي، وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8 طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ، وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلًا مُعْوَجَّةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَمًا.

"ها أن يد الرب لم تُقصر عن أن تُخلص، ولم تثقل أذنه عن أن تسمع؛ بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" [1-2].
من جهة الرب فهو القدير لا تقصر يده عن أن تخلص وهو الآب المحب لا تثقل أذنه عن سماع صوت أولاده، إنما العيب كله في الإنسان الذي صارت آثامه -عصيانه للرب- حجابًا يفصل بين الله والإنسان، أفسدت عيني الإنسان فلم يعد يرى وجه الله، وأفسدت صوته فلم يعد لائقًا كي يسمعه الرب. الله يُريد أن يُخلِص وقادر على ذلك لكنه لا يلزمنا قسرًا، فتقف معاصينا وشرورنا عائقًا عن التمتع به وبخلاصه.
* ما دام هذا هو السبب الذي يجعلنا بعيدين عن الله، فلننزع هذا الحاجز البغيض الذي يُحرمنا من الاقتراب منه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* خطيرة هي كل خطية لأنها تحزن الله.
الأب ثيوفان الناسك
ماذا تعني الآثام والخطايا التي تفصلنا عن الله وتستر وجهه عنا؟ إنها رفض لناموس الله ورغبة لخروج الإنسان خارج دائرة ملكوته، إذ يقول الرسول: "والخطية هي التعدي" (1 يو 3: 5). هي رفض لله نفسه ولملكوته وناموسه وصورته التي خُلقنا عليها... هذا هو ما يحزن قلب الله.
بمعنى آخر، خطايانا وآثامنا ليست فقط مجرد تصرفات معينة وإنما هي مؤشر عن حالة النفس الداخلية ومركزها بالنسبة لله... إذ تظن أن في الالتصاق معه نوعًا من العبودية والحرمان، فتُريد الخلاص منه والتحرر من وصاياه، معبرة عن ذلك بوسيلة أو أخرى. لهذا يصوّر لنا الكتاب المقدس الخطية أحيانًا ككائن مقاوم لله، فيقول الرسول: "دخلت الخطية إلى العالم" (رو 5: 12).
عمل الخطية -دستور مملكة إبليس- انتزاع البشرية عن مملكة الله وحرمانهم من الالتقاء بأبيهم والتمتع بانعكاس صورته عليهم والشركة في الطبيعة الإلهية، أما برّ المسيح فعمله سحب النفوس المخدوعة إلى ملكوت الله لتستر صلاحها وتتمثل بابن الله وتشاركه سماته ومجده.
إن كانت الخطية هي "حالة النفس" ومركزها لكنها تُترجم بتصرفات داخلية في القلب والفكر والأحاسيس كما بتصرفات خارجية بالكلمات والعمل.
يقول القديس كبريانوس:
[لقد قُدمت حقيقة الأمر بفم النبي بروح إلهي... أن الله يستطيع أن يمنع الأشياء المقاومة لكن استحقاقات الخطاة الشريرة تمنع تقديمه العون...
لتُحصى خطاياكم ومعاصيكم، لتؤخذ في الاعتبار جراحات ضمائركم، ليكف كل واحد منكم عن التذمر على الله وعلينا، إن حسب نفسه مستحقًا ما يُعاني منه].
يعدد النبي هنا مجموعة من الخطايا سبق أن ارتكبها الشعب، ولا يزال يسقط فيها كثير من البشر:
أ. القتل أو العنف: "لأن أيديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالإثم" [3]. إن كان "الله محبة"، دستوره الحنو والترفق والرأفة، فإن الخطية دستورها البغضة والعنف والقتل ظلمًا. لهذا إذ أراد الرب أن يقتلع مملكة الخطية من جذورها قال: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل... وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلًا يكون مستوجب الحكم، ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع، ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" (مت 5: 21-22).
ب. الكذب: "شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر" [3]. إذ رفضوا الله وانتسبوا لمملكة إبليس حملوا سماتها وهي العنف ومعه الكذب والتضليل، فقد دُعِيَ عدو الخير "كذاب وأبو الكذاب" (يو8: 44)، "المضلّ". فإن كان السيد المسيح هو "الحق" فعدو الخير هو "الكذاب" و"البطلان".
الكذب هو دستور مملكة إبليس لهذا يُحذرنا منه الكتاب المقدس:
"كراهة الرب شفتا كذب، أما العاملون بالصدق فرضاه" (أم 12: 22).
"كل كذب ليس من الحق" (1 يو 2: 21).
"الفم الذي يكذب يقتل النفس" (حك 1: 11).
* كل إنسان متكبر مخادع، وكل مخادع كذاب. يعاني البشر من نطقهم بالخداع، مع أنه يمكنهم أن ينطقوا بالحق بسهولة تامة.
القديس أغسطينوس
ج. المحاباة: "ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق" [3]. أنهم يمارسون دستور مَلِكهم، ألا وهو الظلم ومحاباة الوجوه. أما ثمر أعمالهم الظالمة فهو هلاك الآخرين دون نفع لهم. يشبهون سيدة تحبل لا بجنين بشري يُفرح قلبها عند ولادته، إنما تعاني الأمرين من آلام الحمل والطلق، تحبل تعبًا شديدًا لتنجب إثما يهلكها ويهلك من هم حولها. "قد حبلوا بتعب وولدوا إثمًا" [4]، وكما يقول المرتل: "هوذا يَمْخَضُ بالإثم، حمل تعبًا وولد كذبًا" (مز 7: 14).
التشبيه الثاني أنهم صاروا كأفعى تقدم بيضًا لكنه يفقس ما يميت لا ما يشبع ويسند [5].
التشبيه الثالث أنهم كالعنكبوت الذي ينسج خيوطًا لا تستر بل تصطاد الحشرات [5-6].
في التشبيهات الثلاثة السابقة يوجد عنصر مشترك هو "الخداع"، الأول تظهر المرأة حاملًا يُنتظر أن تُنجب طفلًا فتلد إثمًا، والثاني يظهر البيض ليأكل الإنسان ويشبع فيفقس أفعى قاتلة، والثالث يرى الإنسان نسيجًا دقيقًا رائعًا لكنه من صنع العنكبوت لا يستر العُرى إنما يصطاد حشرات ليقتلها. هذه هي التشبيهات التي يُقدمها عمن يحكمون بالظلم تحت اسم العادلة.
د. أما ما هو أخطر، أن ما يرتكبونه من آثام مذكورة هنا أو غير واردة لا يسقطون فيها عن ضعف لا إراديًا إنما يجرون إليها بأنفسهم، ويسرعون نحو ارتكابها كمن يبتهج بها [7].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | آثَامُكُمْ عَكَسَتْ هذِهِ، وَخَطَايَاكُمْ مَنَعَتِ الْخَيْرَ عَنْكُمْ
( عدد 23: 9 ) وَبَيْنَ الشُّعُوبِ لا يُحْسَبُ
يوء 2 : 13| وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
مَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ
آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَتَأْمَنُوا


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024