رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التبغ | التدخين | السجائر يتم الحصول عليه من نبات نيكوتينا توباكم Nicotine Tobaccum وهو من الفصيلة الباذنجانية، فعندما اكتشف كولومبوس أمريكا سنة 1492م وجد أن سكان جزيرة قواتشان (سان سلفادور حاليًا) يحرقون نبات التبغ ويستنشقون دخانه بشغف، والبعض كان يمضغ أوراق هذه النباتات، وعندما عاد بعض الأسبان إلى أسبانيا سنة 1518م نقلوا هذه النباتات وبذورها إلى بلادهم، وفي البرتغال تعرف عليه سفير فرنسا "جان نيكون" سنة 1560م، وعندما عاد إلى فرنسا زرع هذا النبات في حديقة منزله، وقدم منه للملكة كاترين ملكة فرنسا، ونصحها بمضغ أوراقه لمنع الصداع وتهدئة الأعصاب، وسُميت المادة الفعالة بالنيكوتين نسبة إلى سفير فرنسا "جان نيكون" وانتشر من فرنسا إلى كل أوربا، وكان يستخدم لعلاج بعض الأمراض حيث يُنقع ويؤخذ عن طريق الفم أو بشكل حقن شرجية، وقد تسبب في موت البعض ولكن أحدًا لم يعرف تفسيرًا لذلك، وفي بداية القرن السابع عشر ظهر الغليون لأول مرة في أوربا، وفي سنة 1811م أسَّس نابليون إدارة خاصة لحصر التبغ والاتجار به(82). تصنيع التبغ أسباب التدخين حجم مشكلة التدخين في مصر تركيب السيجارة 1- النيكوتين 2- أول أكسيد الكربون 3- القطران 4- الأمونيا 5- السيانيد 6- مواد أخرى مدمرة أضرار التدخين الأضرار طويلة المدى للتدخين أعراض الانسحاب الامتناع عن التدخين تصنيع التبغ: في كوبا والمكسيك والبرازيل كانوا يصنعون التبغ داخل ورقة عريضة من أوراق نبات الذرة ثم يلفونها ويشعلونها ويدخنونها "وتقول الروايات أن الأثرياء في أسبانيا كانوا بعد أن ينتهوا من تدخين جزء كبير من (سيجارة الذرة) التي بداخلها التبغ يقومون بإلقاء بقاياها في الشوارع، وقد حدث أن قام أحد المتسولين بالعثور على واحدة من هذه البقايا، فأراد أن يتذوق ما يدخنه الأثرياء، فقام بلف ورقة صغيرة وضع فيها البقايا وراح يدخنها دون أن يدري أنه بذلك كان صاحب اختراع أول سيجارة في التاريخ..! وقد تسابق المتسولون في أسبانيا في تقليد زميلهم ووجدوا أن للذي يدخنونه مزاجًا خاصًا يجعلهم يفتشون عنه إلى درجة أنهم راحوا يشترونه من بعضهم بعد أن أدمنوه! وعن طريق هؤلاء المتسولين عرف العالم فكرة السيجارة.. فكان أن انتشرت زراعات الدخان وظهرت مصانع خاصة تقوم بإعداده وتصنيعه وبيعه"(80) وفي تصنيع التبغ تقطف أوراقه، وتجفف، وتخمر، والتخمير ينقص مقدار النيكوتين، ثم تلف وتسحق، وتقطع بأشكال تتناسب مع الغرض المستعملة لأجله إذ كان سجائر أو غليون أو شيشة، ويضاف للتبغ بعض الروائح العطرية ليجد قبولًا أكثر من المدخنين. وكان مسموحًا بزراعة التبغ في مصر حتى سنة 1890م حيث صدر قرارًا بمنع زراعته، ولكنه يدخل إلى مصر عن طريق الاستيراد، ويمثل التدخين مشكلة ضخمة، ولاسيما أنه يعتبر الخطأ المقبول في الأسرة التي بها الأب يدخن، ويعتبر التدخين هو بوابة العبور إلى إدمان الكحوليات والمخدرات، فقد ثبت أن 75% من المدمنين عرفوا إدمان المخدرات عن طريق السجائر(83) ومما يزيد المشكلة التدخين السلبي أو القهري، وهو التعرض اللاإرادي لدخان السجائر في الأماكن المغلقة مثل المكاتب والمسارح والسينمات ووسائل المواصلات، وآثار التدخين السلبي لا تقل خطورة عن التدخين الفعلي، وفي أمريكا إحصائية تقول أن كل ثمانية أشخاص مدخنين يتسببون في قتل شخص غير مدخن(84) والذين يدخنون في الصغر من المتوقع دخولهم إلى دائرة المخدرات، وكذلك الذين يدخنون أكثر هم عرضه للسقوط في الإدمان من الذين يدخنون أقل. أسباب التدخين: من أسباب التدخين ما يلي:
حجم مشكلة التدخين في مصر: بينما انخفضت نسبة التدخين في الدول المتقدمة فإنها تزايدت في الدول النامية، ففي الولايات المتحدة انخفضت النسبة من 44% سنة 1964 إلى 29% سنة 1995 في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المدخنين في مصر، ففي سنة 1990م كان معدل التدخين في المرحلة الثانوية 10.8% وفي الجامعات 20% وبين عمال الصناعة 52.4%(85) والآن ارتفع عدد المدخنين إلى أكثر من 13 مليون مدخن من بينهم 439 ألف تقل أعمارهم عن 15سنة كما أن الأمر الملفت للنظر هو استخدام عدد كبير من الفتيات والنساء الشيشة ولاسيما في المحافظات الشاطئية وقت المصيف. تركيب السيجارة: السيجارة تشمل على 400 مادة كيميائية والدخان المتصاعد منها يشمل آلاف المركبات منها 15 مركب يسبب أمراض سرطانية، ومنها 200 مركب لهم خاصية التسمم مثل النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، والقطران، والأمونيا، والسيانيد، ونعرض لهذه المواد باختصار شديد: 1- النيكوتين:عبارة عن زيت لا لون له، ورائحته غير مقبولة، ويذوب في الماء، وعند تعرض الماء للهواء يتحول إلى اللون البني، ويكفي وضع نقطتين أو ثلاثة منه على لسان إنسان غير مدمن فتقتله في الحال، ويعتبر النيكوتين هو المادة الفعالة في التبغ، ومع كل سيجارة يمتص الجسم نحو 2/1 مللي جرام من النيكوتين،بينما حالة التسمم تحدث عندما يتناول الإنسان 60 مللي جرام، وعلامات التسمم تتمثل في الغثيان والميل للقيء، وزيادة إفراز اللعاب، وشحوب الوجه، والضعف العام، وتقلصات بالبطن، وإسهال، وصداع، وزيادة ضغط الدم وضربات القلب، ورعشة اليدين، وزيادة تصبب العرق، وصعوبة التركيز، واضطراب الوعي، بالإضافة إلى قلة ساعات النوم وقلة فترات الأحلام(86). ويصل النيكوتين إلى المخ عبر الدم خلال 7,5 ثانية من التدخين، فيشعر المدخن بالمتعة، لأن النيكوتين يساعد على إفراز مورفينات المخ أو الاندورفينات، وأيضًا يساعد على إفراز الدوبامين والنورادريثامين، وهذه المواد تنشط مراكز النشوة Excitement Centers مما يعطي الثقة، وينخفض معدل النيكوتين في الدم بعد مرور نحو 20 دقيقة من إطفاء السيجارة فيجد المدخن رغبة لإشعال سيجارة أخرى، والنيكوتين قابل للامتصاص بواسطة أي جزء من الجسم، فلذلك بشرة الإنسان تمتصه وتتأثر به، وكذلك الأغشية الفمية والأنفية والجهاز التنفسي والهضمي. 2- أول أكسيد الكربون:غاز سام عديم اللون والرائحة، وهو المسئول الأول عن الإصابة بأمراض الدورة الدموية، لأنه يتحد بهيموجلوبين الدم بطريقة أسرع مائتي مرة من إتحاد الأكسجين بالهيموجلوبين، ويسبب السعال المستمر والالتهابات الرئوية والنزلات الشعبية والربو، وتهيج الغشاء المخاطي للرئة، ويؤدي إلى صعوبة في التنفس، وسرعة نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم، وزيادة إفرازات الشعب الهوائية، وعدم أكسدة الدم مما يؤدي إلى الغيبوبة، ويؤثر في مراكز الشم والتذوق والإحساس بالألم في المخ، ويساعد على تكوين جلطات الشرايين والقلب والمخ والساق. 3- القطران:سائل سام جدًا لزج ولونه بني يترسب على جدران الحويصلات الهوائية بالرئة، ويغير من تكوين الخلية، ويكون الخلايا السرطانية في الرئة، وهو أيضًا المسئول عن اصفرار الأسنان والأصابع. 4- الأمونيا:وهو غاز النشادر ويتسبب في التهابات الأغشية المخاطية للأنف والفم والحلق والبلعوم ويتسبب في السعال المستمر، ويهيج الرئتين فيزيد من إفرازهما مما يؤدي إلى سعال جاف مصحوب ببلغم دموي. 5- السيانيد:وتحتوي السيجارة الواحدة على 24 ميكروجرام من مادة السيانيد، وهو غاز سام يطرد الأكسجين من الخلية، ويحدث عطبًا بالخلايا العصبية في القشرة المخية ولاسيما في مراكز البصر والألم واللمس. 6- مواد أخرى مدمرة:لشعيرات الشعب الهوائية مثل الاسيتالدهيد، والفورمالدهيد التي تدمر شعيرات الشعب الهوائية وتصيبها بالشلل مع أن هذه الشعب الهوائية من أهم أسلحة الدفاع ضد الميكروبات التي تغزو الرئة(87). أضرار التدخين: ومنها الأضرار قصيرة المدى مثل:
أما عن الأضرار طويلة المدى للتدخين فتتمثل في الآتي:
وبلغت خطورة التدخين في وفاة 430 ألف أمريكي سنويًا طبقًا لإحصائية الصحة الأمريكية سنة 1989م(91) وعلى مستوى العالم يموت ثلاثة ملايين شخص سنويًا بسبب التدخين. أعراض الانسحاب: بعد التوقف عن التدخين مدة 14-36 ساعة تظهر بعض الأعراض الآتية:
ويمثل التدخين اعتماد نفسي واعتماد عضوي، فالاعتماد النفسي ينشأ بسبب تعود الإنسان على سحب السيجارة من العلبة، ووضعها في الفم، وإشعالها، ورؤية الدخان يتطاير منها. أما الاعتماد العضوي فهو بسبب إتحاد النيكوتين بالدم.. إذا حصل المدمن على قرص نيكوتين أو لبان النيكوتين أو لزقة النيكوتين تحت إشراف طبي فإنه يعالج بهذا الأثر العضوي ويتبقى علاج الأثر النفسي. ويلذ لنا أن نذكر قصة الكاتب الكبير صلاح منتصر عندما قرر الامتناع عن التدخين فكتب يقول "في أول يوم امتنعت فيه عن التدخين اكتشفت أن هناك حاجزًا غير مرئي بين عقلي وعيني.. فعيناي تمر على السطور المكتوبة فوق الأوراق التي تصل إلىَّ، ولكن عقلي لا يستطيع أن يفهم كلمة من هذه السطور. وكان من الممكن أن أستسلم أمام هذه المعاناة، ولكنني قررت المضي في الطريق إلى آخره. كان سلاحي الذي اعتمدت عليه في معركتي الضارية هو الحوار مع النفس، وكنت أقول لنفسي: وإذا لم تكن فهمت ما تقرأه من أول مرة فلماذا لا تعيد قراءته مرة ثانية.. ومرة ثالثة.. ورابعة.. وحتى خامسة.. فلا تقلق.. لا تتسرع.. حاول أن تسطير على هدوئك.. نعم هناك زغللة ولكن لابد أنها ستخف. - والصداع - وماله..؟ عليك أن تتحمل.. تذكر منظرك وأنت تصعد سلالم البيت.. وأنت تركن بجسمك على درابزين السلم.. كنت ستسقط من الضعف.. معقول هذا؟! شاب في سنك كان يلعب الاسكواش خمس وست ساعات واليوم أصبح صدره مخوخًا..؟! - طيب أشرب سيجارة وبعدين نتكلم في هذا الموضوع - ولا سيجارة.. أنت طلقت السجائر ولن تعود إليها.. وإذا عدت إلى سيجارة واحدة فكل الذي عانيته ضاع عليك بلا ثمن. - يعني صعبان عليك الأربع ساعات اللي فاتوا؟ - بل صعبان عليَّ الـ15 سنة اللي مضت وأنا أدخن.. - عارف ما فيش حد بيموت ناقص عمر.. سيبني أخذ سيجارة بقى.. - صحيح محدش بيموت ناقص عمر، ولكن يموت ناقص متعة بعمره. وفات اليوم الأول.. واستمر حواري بيني وبين نفسي.. وفات اليوم الثاني.. والثالث.. والرابع.. والخامس.. بدأت أسترد الرؤية التي كنت أعاني من عدم وضوحها.. وعدت اسمع بقوة.. ولكن الأهم من ذلك اختفاء الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف ألحانها النشاز داخل صدري.. وأحسست بأنني ولدت من جديد.. كل من تحرر من سجن السيجارة يعرف أنه له ميلادين.. ميلاد يوم جاء إلى الحياة صغيرًا، وميلاده يوم توقف عن التدخين كبيرًا "(81) الامتناع عن التدخين: يلزمه أولًا وأخيرًا إرادة قوية وعزيمة صلبه وإصرار بالإضافة إلى بعض النصائح فمثلًا:
ومن القصص المشرّفة في الإقلاع عن التدخين قصة الأستاذ مصطفى أمين عندما تعرض للسجن، فقد زادوا من عذابه بحرمانه من السيجارة، وهو الذي كان يفتخر أنه يدخن 100 سيجارة يوميًا دون أن يحتاج لإشعال أكثر من عود ثقاب واحد، لأنه كان يشعل السيجارة من الأخرى.. وعانى في السجن من شوقه للسيجارة، وعانى أيضًا من ذله للسيجارة، وقرر أن يتخلص من هذا وذاك، وعندما قدموا له أول علبة سجائر بعد طول حرمان داسها بأقدامه، ولم يصدقوا بل قالوا له أنه ساعات قليلة ويطلبها، ولكنه لم يطلبها ثانية ونجح في الإقلاع عنها وعاش بدونها سعيدًا حرًا. _____ |
|