رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكما تكثر الآلام تكثر التعزيات مر بولس الرسول بتجارب قاسية ثقيلة جدا ً في آسيا وواجه الموت في اقسى صوره . ويكتب عن ذلك ويقول : " فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَاتَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا . لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ " ) 2 كورنثوس 1 : 8 ، 9 ) أتجد في نفسك كما وجد بولس الرسول في نفسه ِ حكم الموت ؟ حكم الموت كان داخله ، يسكن جسده ، يقيم في نفسه . هل تشعر بضيق ٍ وحزن ٍ وألم ٍ واحباط ؟ حكم الموت في نفسك . هل تشعر بالم ٍ وتمر بمرض ٍ طويل ٍ صعب الشفاء ؟ حكم الموت في نفسك هل تعاني من ظلم ٍ واضطهاد وغبن وقهر ؟ حكم الموت في نفسك . هل تقاسي من وحدة ٍ وهجر ٍ وانكار ٍ وغدر ؟ حكم الموت في نفسك . لكن الرسول بولس ينير الطريق ويقول : لا تكن متكلا ً على نفسك ويؤكد وينصح ويوجه : لأن تتكل على الله الذي يقيم من الاموات . الموت في نفسك حتى ولو كان الموت داخلك ساكنا ً فيك . الموت لا يقوى على الذي يقيم من الاموات الذي سوف يقيمك منه . لعازر صرعه الموت ولفه ُ في لفائفه ، والقى به في القبر حتى انتن . لم يستطع لعازر ان يفعل شيئا ً ولا اختاه ولا اصدقائه ، حتى جاء من يستطيع ، ذاك " الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ " جاء المسيح . وهكذا ، وانت وانا وكل مؤمن مهما كان لنا في انفسنا حكم الموت سواء كان موتا ً جسديا ً يسكن اعضائنا بمرض ٍ أو ظلم ٍ أو وحدة أو ألم ، أو كان موتا ً روحيا ً بالحكم القديم الازلي الذي ورثناه من آدم ، يأتي قاهر الموت معطي الحياة ، يأتي الرب في وقته ِ ويسرع به ( اشعياء 60 : 22 ) وينادي ويقول ً : " هَلُمَّ خَارِجًا ...... حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ " ( يوحنا 11 : 43 ، 44 ) بكل القوة وكل الحياة . ومن هذا الموقف و ذلك الضيق ننظر الى المستقبل في رجاء ٍ وثقة وأمان . فيقول الرسول بولس ايضا ً : " الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا ، وَهُوَ يُنَجِّي . الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ. " ( 2 كورنثوس 1 : 10 ) اجعل هذه الكلمات تعزيك ، تعزى بها وعزي بها غيرك ، فالذي يتعزى قادر ٌ أن يعزي الآخرين . فكما تكثر الآلام تكثر التعزيات . |
|