لم يكن سهلاً أن يشمل الكتاب المقدّس، إن في اليهودية أو في المسيحية، سفراً لا يأتي على ذكر الرّب، ولا يستدعي غيباً أو وحياً أو ملاكاً، ويخلو من أي معجزة. مع ذلك، فرض "سفر إستير" نفسه في آخر الأمر على المدوّنة الكتابية اليهومسيحية. ورغم أنّ الملكة إستير، الشابة اليهودية في بلاط ملك الفرس أيّام الأخمينيين، تمكّنت من إنقاذ شعبها من مكيدة كانت تحضّر له، بحسب سفر إستير، لكنّها ارتكبت في الوقت نفسه إثماً صعُب على حكماء التلمود تجاوزه دون أخذ وردّ فيما بينهم، وذلك بزواجها مع الملك الفارسي غير المختون. فكيف يسوّغ بعد ذلك ضمّ السفر الذي يروي مأثرتها إلى الكتاب المقدّس؟ وكذلك بالنسبة إلى اللاهوتيين المسيحيين في القرون الأولى. فالعهد الجديد لا يذكر الملكة إستير ومأثرتها بكلمة واحدة. فكيف يبرّر إذاً دمج سفرها هذا في العهد القديم بحسب الترسيمة المسيحية له؟ ولماذا لم يعامل شأنه شأن مرويات كثيرة ذات طبيعة قصصية تعليمية إلى جانب الكتاب المقدّس، بدلاً من ضمّه إلى دفّتي الكتاب؟