|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سنبلط : الرد على أسلحته وصراعه من الطريف أن أحدهم ، وهو يتحدث عن أسلحة سنبلط ، شبهه ببعض البنادق التى أرسلت إلى الانجليز فى حرب البربر فى جنوب إفريقيا ، وقد أراد الانجليز أن يجربوا فاعلية هذه الأسلحة ومدى بلوغها الهدف ، ... كانوا على رابية ، وأبصروا على رابية أخرى ، بالمنظار المكبر ، قطيعاً من الماعز عدده عشرة ، فجعلوها هدفهم ، وأطلقوا عليها عشرين طلقة ، ثم ذهبوا إلى المكان ليروا أن العشرة تحولت إلى إحدى عشر من الماعز ، لأن واحدة فى ذلك الوقت ولدت أخرى !! ... لم يفشل سنبلط فحسب ، بكل أسلحته ، بل أعطانا صورة للنجاح الذى تتمخض عنه خدمة اللّه فى وسط الشدائد والمتاعب والمقاومات ، وهذا ما يحدث دائماً فى كل جيل وعصر ، عندما يصنع اللّه من الشر خيراً ، ومن الآكل أكلا ومن الجافى حلاوة ، ... ومن حقنا ونحن فى قلب المؤامرات الشريرة التى لا تنتهى طالما بقى أشرار ومؤمنون على الأرض ، ... أن نسأل كيف نقاوم الشر وننتصر عليه ؟ .. ومن اللازم أن نعلم بادئ ذى بدء ، أننا : « وإن كنا نسلك فى الجسد لسنا حسب الجسد نحارب . إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة باللّه على هدم حصون . هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة اللّه ومستأثرين كل فكر إلى طاعة المسيح » " 2 كو 10 : 3 - 5 " .. لقد كان السلاح الأول فى مواجهة سنبلط هو سلاح الإيمان ، .. إذ أن حركة نحميا من أولها إلى آخرها كانت تتميز بالإيمان ، .. وهذا الإيمان بدأ من أول الأمر فى عزلة النقاوة التى رفضت الاختلاط أو التعاون أو التهاون مع الوثنيين ، فهو لا يرضى شركتهم ، ولا يقبل مصاهرتهم ، وهو لا يقود جماعة اختلط فيها الحابل بالنابل ، والمؤمن بغير المؤمن ، ... إنه جاء ليبنى سوراً للمدينة ، وسوراً أعظم ، عازلا من الوجهة الروحية ، كل اختلاط بالفساد والشر والوثنية والتعامل مع الشر ، ... على أن هذا الإيمان كان من الوجهة الأخرى ، الإيمان فى قوة اللّه التى تعمل معه ، .. لقد أدرك أن له الصديق القوى القادر على كل شئ ... وسلاح الإيمان هو أمضى الأسلحة فى مقاومة الصعاب الهائلة التى تعترض طريقنا فى الحياة ، ... وهو الذى مكن أبطال الإصلاح فى كل العصور والأجيال من أن يهتفوا هتاف الرسول : « فماذا نقول لهذا . إن كان اللّه معنا فمن علينا » ... " رو 8 : 31 " وكان السلاح الظاهر أيضاً مع نحميا : سلاح الصلاة ... كان الرجل يؤمن بأن الصلاة تستطيع أن تواجه جيوش الأرض كلها ، وليس سنبلط وحده ، .. وقد كان اختباره عظيماً فى فاعليتها ، منذ اللحظة التى وقف فيها أمام الملك ، عندما رأى وجهه المكمد ، ... وإذا خاف رفع عينيه فى الصلاة إلى اللّه ، وقال : « فصليت إلى إله السماء » " نح 2 : 4 " وأنت لا تستطيع أن تقرأ السفر دون أن تدرك أن نحميا كان يواجه دائماً مشكلاته بالصلاة ، ... وما أجمل أن ندخل معه فى مواجهة الظروف والمشاكل فى اختبار الصلاة ، قال بللى صاندى فى حديثه عن الصلاة : « صلى إبراهيم من أجل ابن فأعطاه اللّه نسلا كالرمل الذى على شاطئ البحر .. صلى من أجل سدوم فسمع اللّه صلاته وأخرج لوطاً منها ، .. صلى يعقوب من أجل اللقاء الطيب مع عيسو !! .. وصلى موسى من أجل الغفران لشعبه ، وصلى جدعون للانتصار على المديانيين ، وصلى إيليا وأجابه اللّه بنار ، وصلى يشوع فكشف عاخان ، وصلت حنه فولدت صموئيل ، وصلى حزقيا فقتل مائة وخمسة وثمانون ألفاً من الأشوريين ، وصلى دانيال فسد اللّه أفواه الأسود ، وصلى الرسل فجاء يوم الخمسين !! ... وكان من المستحيل على نحميا أن ينجح من غير الصلاة ! على أن نحميا أجاب على سنبلط ، وعلى سخريته ، ونقده، وتهديده ، وتشويشه بشئ واضح ظاهر ، هو العمل المستمر ، دون توقف أو تردد أو إهمال أو تكاسل ، ... وما من شك بأن ظروفه كانت قاسية ، والعمل الذى يواجهه كان جسيما ، لكنه أجاب على كل شئ إجابة أحد خدام اللّه الذى جاءته ذات يوماً سيدة تشكو مر الشكوى من مدرسى مدرسة الأحد الذين يعلمون أولادها الأربعة ، وقالت للراعى : أعتقد أنه يلزم أن تغيروا هؤلاء المدرسين جميعاً !! .. وأنصت إليها الراعى ثم قال : « إنى أتفق معك ، وأنت تعلمين أنه خلال العامين السابقين ، وأنا أحاول معك ومع زوجك للمساهمة فى خدمة مدرسة الأحد ، .. وأنت إلى هذه الساعة ما تزالين ترفضين !! .. بل لا تزالين ترفضين تحمل أية مسئولية فى عمل الكنيسة ، فهل يحق لك بعد هذا أن تنتقدى الذين يبذلون جهدهم حتى ولو لم يكن كافياً ؟ » .. على أية حال ، كان نحميا عظيماً ورائعاً ، إنه واجه النقد بالعمل ، ولم يتوقف قط ليدخل فى نقاش أو مجادلة مع هذا أو ذاك من الناس !! .. وليس هناك ما هو أعظم من أن نرد على الناس ، وعلى سخريتهم ، ونقدهم ، واحتقارهم ، بغير العمل ، حتى نصل معهم إلى الحقيقة التى فيها يتحولون من الاحتقار للعاملين ، إلى الاحتقار لأنفسهم !! .. وما من شك فى أن اليقظة والسهر من أهم ما ينبغى أن نواجه به عداوة . الآخرين وخصومتهم ، ونحن لا نستطيع أن نبنى سوراً لخدمة اللّه ومجده ، بغير العين المفتوحة، والقلب الملتهب ، واليد المجتهدة ، واليقظة الكاملة كما فعل نحميا قديماً فى مواجهة سنبلط وطوبيا وجشم ، وكما علمنا السيد فى معنى أعظم وأكمل عندما قال : « إسهـــــروا وصلــــــوا لئلا تدخلوا فى تجربة» " مت 26 : 41 " .. !! . |
|