منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 05 - 2024, 04:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,267

ذهبت مريم الي هيكل أورشليم حيث المكان المقدس الذي يقدم فيه اليهود ذبائحهم




ذهبت مريم الي هيكل أورشليم حيث المكان المقدس الذي يقدم فيه اليهود ذبائحهم وتقدماتهم الي الله. في الهيكل يوجد اربع ساحات واحدة للكهنة والتى هي الأقرب للمذبح، ثم هناك ساحة للرجال اليهود، ثم ساحة للنساء واخيرا ساحة للوثنيين، وكل ساحة مخصصة بكل دقة لمجموعة منهم وممنوع ان يتخطى حدودها اي احد والا تعرض للموت او الطرد من المجمع. هكذا دخلت مريم وطفلها لساحة النساء حتى تتم شريعة التطهير ثم تذهب بعدها لنقديم الطفل.
من المؤكد انها كانت لا تعرف انه اثناء تواجدها في زيارتها للهيكل انها ستسمع نبؤة عن مشاركتها في ذبيحة لا يُقدر مقدارهافهي ستدعى لتساهم في اعظم ذبيحة يمكن لأم ان تختبرها الا وهي أن تقدم ابنها.
وصلت مريم الي الهيكل وفي ذهنها ذبيحة قليلة الثمن بقليل من المال وفرخي حمام، فالشريعة اليهودية تتطلب ان مريم عليها ان تقدم ابنها البِكر الي الله في الهيكل وتقدم 5 شاقل تعزيزا للكهنة وأيضا قد أتت لتقدم ذبيحة عن نفسها فكإمرأة قد ولدت طفلا تعتبر غير طاهرة نسبيا لمدة 40 يوما. عندما اتى الوقت لتطهيرها بإكتمال ال 40 يوما تتطلب الشريعة ان تقدم حمل وفرخي جمام للكهنة في الهيكل. اذا لم تستطع المرأة ان تتحمل ثمن الحمل يمكنها بدلا من ذلك ان تفدم زوجي حمام او يمام. والحقيقة ان مريم قدمت زوجي حمام (لوقا24:2) يشير انها ضمن الفقراء وانها لا تستطيع ان تقدم حملا. خمسة شاقل وفرخي حمام هم التقدمات التي قدمتهما فقط مريم عندما ذهبت للهيكل في ذلك اليوم. الشريعتان قد تمتا مع العلم انه كان يمكن لمريم ويوسف ان يفعلا ذلك في بيت لحم بدفع ال 5 شاقل للكهنة في اورشليم عن طريق الوسطاء. احد علماء الكتاب المقدس اشار ان الشريعة كانت تلزم ان الابن البكر ان يصبح، كاهنا ولكن غيّر الله هذا الأمر بتخصيص سبط لاوي للكهنوت ولهذا فالأبناء البكر من اسباط اسرائيل الاخرى يتم خلاصهم من هذا الالتزام بدفع تعويض ما. بالنسبة ليسوع فهو معفي من ذلك الالتزام لأن مريم أمه لها اقرباء من سبط لاوي للكهنوت حيث يمكن ان يعتبر ابنها لاويا. لكن يوسف ومريم أراد ان يكرسا ابنهما يسوع للرب لذا فلقد قدماه للرب.
ولكن ظهر رجل اسمه سمعان واعلن لمريم الرحلة الصعبة التي تنتظر طفلها وتنتظرها هي أيضا. يقف سمعان كمثال ليهودي “ وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ” (لوقا25:2).
في هذه الحادثة يظهر الروح القدس في ثلاث مناسبات، فيعطي سمعان القوة لكي يتعرف على مريم ويسوع ضمن العديد من الأمهات مع اطفالهن في الهيكل وايضا ان يتعرف على المسيّا في الطفل والذي ينتظره اليهود منذ سنوات وايضا الروح القدس كان عليه لذا فهو تنبأ واكثر من هذا لقد أعطي رسالة غير اعتيادية من الله. الروح القدس كشف لسمعان انه لن يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. لذلك كانت كل حياته مرتبطة بالتوقع العظيم في انه في احد الأيام سيتقابل مع مخلص إسرائيل الملك الموعود به.
قصة سمعان الشيخ كما وردت في التقليد الكنسي تتلخص في أنه كان أحد الـ72 شيخًا من اليهود الذين طلب منهم بطلميوس ترجمة التوراة إلى اليونانية والتي سميت بالترجمة السبعينية. وقيل أن سمعان هذا كان هو المكلف بترجمة سفر إشعياء وأنه في أثناء الترجمة أراد أن يستعيض عن كلمة “عذراء” في نبوة إشعياء “ها العذراء تحبل وتلد ابنًا.. ” بكلمة فتاة إذ تشكك في الأمر. فظهر له ملاك الرب وأكد أنه لن يموت حتى يرى مولود العذراء هذا. وبالفعل إذ أوحى له الروح القدس حمل الطفل يسوع على يديه وانفتح لسانه بالتسبيح مشتهيًا أن ينطلق من
هذا العالم بعد أن عاين بالروح خلاص جميع الشعوب والأمم.
والآن نتخيل المنظر من وجهة نظر مريم ففور وصولها مع يوسف الي هيكل أورشليم اقترب منهما شخص غريب وفجأة أخذ الطفل على يديه وثم رفع المسيح الطفل الى الهواء وابتدأ سمعان يبارك الله قائلا:” «الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ» (لوقا29:2-32).
لكم هي لحظة تدعو للإندهاش وخاصة بالنسبة لمريم، فهي ليس لديها أي فكرة من يكون هذا الرجل ولماذا يبحث عن طفلها ولماذا فعل هذا او قال هذا؟. ولكن بينما سمعان يحمل الطفل ابتدأ يتكلم ويصف عظمة المستقبل لهذا الطفل بكلمات والتي تبدو مشجعة لمريم وتكمل الصورة لها عن مهمة ابنها الملوكية. لقد وصف سمعان الطفل “كخلاص الله” وكـ” نور اعلان للأمم”-صور تذكر بنبؤات من كتاب اشعيا النبي. فأشعيا النبي تنبأ “ قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ، فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلهِنَا”(اشعيا10:52) و” فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعًا، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ»(اشعيا5:40). لقد أعلن سمعان ان قد رأي اطفل المسيح والذي تنبأ اشعيا ان الخلاص الذي سيجلبه وأيضا تنبأ اشعيا عن كيف ان الله سيرسل صورة المخلص كخادم للرب و” هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ.قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ»(اشعيا 1:42-5)، وايضا “َنُورًا لِلأُمَمِ”(اشعيا6:42) و ” فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»(اشعيا6:49). لذلك كانت كلمات سمعان إعلان ان الطفل الذي يحمله على يديه هو ذلك الذي سينفذ مهمة الله للأمم فهو سيكون “ نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ” والذي سيحقق ويتمم نبؤات اشعيا النبي.
كل هذا ترك مريم في حالة تفكير وتعجب فالقديس لوقا يقول لنا ان مريم ويوسف “ وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ”(لوقا33:2). ان النبؤة الثانية لسمعان ستعطي مريم سببا لأن تتوقف أنفاسها فلقد افرد لمريم ووجه لها بكلمات قوية عن مستقبل الطفل والمعاناة التي سيقابلها:” «هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ»(لوقا34:2-35).
لقد وصف البابا يوحنا بولس الثاني نبؤة سمعان “كبشارة ثانية لمريم”، ففي الناصرة وفي البشارة الأولى علمت مريم انها ستصبح اما لمسيّا إسرائيل والآن من خلال كلمات سمعان في الهيكل – في هذه البشارة الثانية- انها حصلت على صورة أوضح عن ما الذي وافقت عليه منذ 9 اشهر واربعون يوما سابقة. فهذه الكلمات تقول لها الوضع التاريخي الفعلي والذي فيه الإبن سيكمّل مهمته والتي يمكن ان تسمى بمهمة عدم القبول والحزن. وهذا الإعلان أيضا يكشف لها انها سوف تحيا في طاعة الإيمان في المعاناة بجانب معاناة المخلّص وان أمومتها ستكون عجيبة ومحزنة.
ان رسالة سمعان الي مريم تحتوي على اربع مقولات عن ما ستقابله هي وابنها من معاناة. أولا قال سمعان ان الطفل مصيره لأجل ” قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ”(لوقا34:2) وهذه الكلمات تشير اليالصعوبات التي تحيط بمستقبل ارسالية يسوع وهي صدى لموضوع نشيد مريم الذي قالته في منزل اليصابات وزكريا فهي أعلنت ان “ الْمُسْتَكْبِرِينَ سيتشتتون بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ والأَعِزَّاءَ سينزلون َعنِ الْكَرَاسِيِّ، والْمُتَّضِعِينَ سيرفعون والْجِيَاعَ سيشبعون خَيْرَاتٍ والأَغْنِيَاءَ سينصرفون فَارِغِينَ (لوقا51:1-53). نبؤة سمعان التقطت هذا الموضوع وافترضت استجابة مختلفة لإعلان ملكوت المسيح، فالمرضى والفقراء والمهمشين والخارجين عن العهد سيظهرون مرحبا بهم في ملكوت المسيح بينما كثيرا من القادة الدينيين والساسة في أيام يسوع سيعارضونه ويرفضونه لأنهم يرفضون ملكوت الله الذي يقدمه لهم.
ثانيا قال سمعان ان يسوع سيكون “علامة ستقاوم”، هذه اللغة لا تقترح ان هناك شخص ما سينتقد او يُسخر منه فالكلمة اليونانية antilego تعني دائما حسب ما يستخدمها لوقا في سياق الجملة مقاومة اليهود للمسيح:” وَحَضَرَ قَوْمٌ مِنَ الصَّدُّوقِيِّينَ، الَّذِينَ يُقَاوِمُونَ أَمْرَ الْقِيَامَةِ، وَسَأَلُوهُ(لوقا27:20) و”لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا”(لوقا15:21)وأيضا لتلاميذه “وَلكِنْ إِذْ نَظَرُوا الإِنْسَانَ الَّذِي شُفِيَ وَاقِفًا مَعَهُمَا، لَمْ
يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ يُنَاقِضُونَ بِهِ”(اعمال14:4) واعمال 45:13 واعمال 22:28).
عندما نقرأ محتوى انجيل لوقا بصورة أوسع وسفر أعمال الرسل فكلمات سمعان الشيخ هي ظل للمقاومة العدوانية التي سيواجهها يسوع وأتباعه.
ولكن الصورة الأكثر تأثير عن المعاناة المستقبلية للمسيح هي ذلك “السيف”، فالطريقة التي استخدمها سمعان وتلك الصورة تقول لمريم شيئان: أولهما انها ستتحقق ان السيف سيخترق ابنها يسوع. في العهد القديم يمكن للسيف ان يكون رمز لحرب واراقة دماء وموت:” وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ”(تكوين40:27) و”وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ”(لاويين6:26) و(تثنية25:32) و (يشوع13:5) و “وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ». لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ”(اشعيا20:1). ان صورة سمعان عن سيف يخترق يسوع هو مجازي وحرفي حيث انه يشير الى كلا من المقاومات العنيفة لرسالة المسيح ورفضه وكذلك موته المرعب الذي سيعانيه على الصليب بعد ان احد الجنود الرومان سيغرس جنبه برمح “لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ”(يوحنا34:19).
ثانيا مريم هي الأخرى تحصل على رسالة ان تلك المقاومة العنيفة للمسيح ستؤثر عليها:” وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ»(لوقا35:2). ان الكلمة اليونانية التي استخدمها لوقا عن السيف ” rhomphaia” هي سيف حاد، ان السيف المذكور هنا هو ليس مطواة او خنجر صغير، بل الكلمة تشير الي سيف كبير جدا واسع وذو حدين. الصورة لمثل ذلك السلاح الذي سيخترق نفس مريم صوريا يبين شدة المعاناة النفسية التي ستواجهها كنتيجة لرفض الشعب لإبنها ولرسالته. ان لوقا يربط مريم بالمعاناة التي سيعانيه ابنها والتي هي مذكورة بوضوح اذا اعتبرنا ما جاء في مزمور 22 والذي كان يقع في خلفية فكر كلا من كلمات سمعان لمريم وسرد الأحداث عن آلام المسيح كما جاء في انجيل لوقا.
ان مزمور 22 يصور الأتهام لرجل بار يعاني بشدة على ايدي اعداؤه فهو يصف بطرق تلقي بظلها على تعذيب المسيح يوم الجمعة العظيمة: “وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضًا مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ!». وَالْجُنْدُ أَيْضًا اسْتَهْزَأُوا بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاُ، قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ!». وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ». وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلًا: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»(لوقا35:23-39). ايدي وقدم الرجل قد سمروا “ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ”(مزمور16:22) وثيابه قد قسّمت “يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ”(مزمور18:22) وأعداؤه يعايرونه ويقترعون على ثيابه (مزمور 7:22 و18). كل هذا حدث أيضا للرجل البار يسوع والذي قد أتهم بلا عدل وأدين واُسلم للموت بيد اعداؤه وسمّروا يديه ورجليه على الصليب وعلى لباسه اقترعوا.
ويبدو أيضا مزمور 22 خلفية لكلمات سمعان الشيخ لمريم فالمرّنم يقول:” أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي”(مزمور20:22) وسمعان قال لمريم في لوقا 35:2 ” وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ”. هذا الربط واضح خاصة عندما نقارن كلمات سمعان في لوقا مع ما جاء في ذلك المزمور في الترجمة المسماة السبعينية Septuagint وهي اقدم ترجمة لكتابات العهد القديم الي اللغة اليونانية. كلا النصين استخدما نفس كلمتان – rhomphatia (سيف كبير) و psyche (نفس)- وكلاهما يتضمن مقاومة عنيفة. بهذا قد ربط لوقا مريم مع رفض الشعب ليسوع وآلامه.
تأمل آخر في هذا الصدد فسمعان تكلم عن “نفس مريم pyche والتي تعني النفس كما جاءت في الكتاب المقدس على أساس حيوي وهام في الجنس البشري ومصدر لضمير الإنسان وحريته. لقد قال لها ان هناك شيئ مدمر سيحدث لها هناك في قلبها وان سيف سيخترق نفسها. ان شيئ مدهش ان مريم هي الشخص الوحيد في انجيل لوقا الذي ذكر فيه نفسها وليس مرة واحدة بل مرتان، ففي اول مرة ذكر نفس مريم في أنشودة التعظيم عندما قالت مريم:” «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ”(لوقا46:1)، والمرة الثانية في حدث تقدمة الطفل في الهيكل عندما قال سمعان الشيخ لمريم:” وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ»(لوقا35:2).إذا ما نظر شخص ما لهاتين المرجعان معا لنفس مريم فربما التأمل الروحي التالي يمكن قوله: ان نفس مريم تعظم الله اكثر بمشاركتها في سيف آلام المسيح. في أنشودة التعظيم تعلمنا ان نفس مريم تعظم وتجعل الرب عظيما وفي حدث التقدمة في الهيكل نتعلم اكثر كيف ان نفسها تعظم الرب وكيف ان نفسها تعطي الله تسبيحا أكثر عندما تقدم حبها المضحي لإبنها او بمعنى آخر عندما نفسها تخترق بالسيف.
عيد تقديـم الطفل يسوع فـى الهيكل (يوم 2 فبراير). بعد أربعين يومـا من عيد ميلاد السيد المسيح(25 ديسمبر) يُحتفل بعيد تقديم الطفل يسوع للرب فى الهيكل ومقابلته لسمعان الشيخ (لوقا22:2-34)، وفيه أيضا يُذكر تطهير مريم حسب الناموس الـموسوي. وهو عيد يتم فيه تذكار مريم مع إبنهـا وكيف أنهـا قامت بتميم الوصايا والشرائع الإلهيـة بتقوى وإيـمان، وأيضاً إحتفال بسر رسالة الـمخلص. ولقد بدأ بالإحتفال بهذا العيد رسميا فى الكنيسة منذ عام 542 بعد الـميلاد فى مدينة القسطنطينية، ثم فى رومـا فى أوائل القرن السابع الميلادى. فـى هذا اليوم وضعت الكنيسة قراءاتها لتشمل نبؤة ملاخى النبي القائلة:”هآنذا مُرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامى وللوقت يأتى الى هيكله السيد الذى تلتمسونه وملاك العهد الذى ترتضون به. هـا إنـه آت قال رب الجنود..”(ملاخى1:3-4)، ونص من رسالة القديس بولس للعبرانيين عن الخلاص الذى تم بالـمسيح (عبرانيين 14:2-18)، ونص تقدمة الطفل يسوع فى الهيكل كما جاء فى انجيل لوقا (لوقا22:2-40) والذى يحتوى على الصعود الى الهيكل وتطهير الأم وتقدمة الطفل وذبيحة الفقراء ومقابلة سمعان الشيخ وحنـة النبيـّة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن الطمع الذي أفسد هيكل الله في أورشليم
الخطوة التالية في مسيرة مريم اخذتها الي هيكل أورشليم
حينما أضاعت مريم أبنها في هيكل أورشليم
فطلب قتلهم وهم يقدمون ذبائحهم في الهيكل في أورشليم عقابا لهم
خُذيني إلى هيكل أورشليم يا مريم


الساعة الآن 03:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024