رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأصحاح الثامن و العشرين تفسير سفر الخروج الإصحاح الثامن و العشرين ملابس رئيس الكهنة: الآيات (1-5): "وقرب إليك هرون أخاك وبنيه معه من بين بني إسرائيل ليكهن لي هرون ناداب وابيهو العازار وإيثامار بني هرون. واصنع ثيابًا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي. وهذه هي الثياب التي يصنعونها صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة فيصنعون ثيابًا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي. وهم يأخذون الذهب والإسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص." فهمنا أن الخيمة بمشتملاتها ترمز للسيد المسيح في حياته وفي تقديم نفسه ذبيحة والسيد المسيح كان هو الذبيحة وهو الكاهن الذي قدم نفسه ذبيحة. ولذلك نجد هنا تفاصيل ملابس الكهنوت وبالذات رئيس الكهنة، فالمسيح هو رئيس كهنتنا الأعظم. ونجد صورة لطقوس التكريس والعبادة وهي تحمل صورة رائعة لذات الأمر "المسيح رئيس كهنتنا". فالكهنوت اليهودي هو رمز لكهنوت السيد المسيح، أما الكهنوت المسيحي فهو اختفاء العاملين في بيته الروحي في هذا الكاهن الأعظم، الذي وحده في حضن الآب قادر بدمه الطاهر أن يشفع فينا ليدخل بنا إلى هذا الحضن الإلهي. الكاهن المسيحي يعمل لحساب المسيح باسمه وليس لحساب نفسه. هو وكيل يدير أمور موكله (أع12:3 + 1كو10:15). ولا توجد خيمة ولا خدمة بدون كهنوت. وراجع (خر32-42) لترى أن الثياب الكهنوتية من ضمن عمل مسكن خيمة الاجتماع. وهذه الملابس هي للمجد والبهاء، ليس لمجد الكاهن إنما هي لمجد السيد المسيح الذي يمتثل به الكاهن، يحمل سماته ويختفي داخله. ويرى القديس أثناسيوس أن هرون لبس ثيابًا كهنوتية ليعمل ككاهن. وكان هذا رمزًا لابن الله الذي لبس جسدًا حتى يخدم لحسابنا ككاهن يشفع فينا بدمه. وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملاتُهُمْ روح حكمة:- الله ملأهم بالروح القدس ليصنعوا الثياب مرة أخرى نعود لعبارة القداس "تجسد من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم" وقرِّب إليك= هي بالعبرية قرَّب ومن نفس أصل الكلمة قربان راجع (لا2:1). فكلمة قرّب هنا تستخدم مع تقديم ذبيحة. راجع (دا 13:7) نجد نفس الكلمة مستخدمة. والمعنى أن الكلمة تشير أن المسيح قُدِّم ذبيحة. ويصير بهذا معنى قرِّب إليك هرون=أن هرون هنا يشير للمسيح الذي قدم نفسه ذبيحة. لأن كلمة قرب تستخدم مع تقديم ذبائح. فهو رئيس كهنة وهو ذبيحة. الآيات (6-14): "فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق. يكون له كتفان موصولان في طرفيه ليتصل. وزنار شده الذي عليه يكون منه كصنعته من ذهب واسمانجوني وقرمز وبوص مبروم. وتأخذ حجري جزع وتنقش عليهما أسماء بني إسرائيل. ستة من أسمائهم على الحجر الواحد وأسماء الستة الباقين على الحجر الثاني حسب مواليدهم. صنعة نقاش الحجارة نقش الخاتم تنقش الحجرين على حسب أسماء بني إسرائيل محاطين بطوقين من ذهب تصنعهما. وتضع الحجرين على كتفي الرداء حجري تذكار لبني إسرائيل فيحمل هرون أسماءهم أمام الرب على كتفيه للتذكار. وتصنع طوقين من ذهب. وسلسلتين من ذهب نقي مجدولتين تصنعهما صنعة الضفر وتجعل سلسلتي الضفائر في الطوقين." الرداء / الأفود: مكونة من نصفين متصلين عند الكتف ويوضع على كل كتف ستة أحجار فيكون الإجمالي 12 بعدد الأسباط ومنقوش أسماء الأسباط عليهم. وكل مجموعة محاطة بطوق ذهب. ونجد هنا نفس المواد (بوص مبروم.... وهي تشير للمسيح. ونجد هنا شيء جديد أنها تدخل فيها خيوط الذهب وهذه تشير للاهوته المتحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. وكلمة أفود تعني غطاء أو يرتدي وهي كلمة عبرية تطلق بصفة عامة على الملابس الكهنوتية (1صم28:2) وكان ظهور رئيس الكهنة في الخيمة لابسًا رداؤه عملًا من أعمال الشفاعة المستمرة (عب25:7) والأفود كان هو ثوب الكاهن الممسوح الرسمي. ونجده هنا يحمل على كتفيه أسماء بني إسرائيل منقوشة على حجارة جزع. وهذه هي صورة المسيح الراعي الصالح الذي يحملنا على كتفيه، هو يحمل الكل حتى أضعف واحد بقوة فائقة ورعاية كاملة. ونجد نفس الأحجار على الصدرة أي على صدرِهِ بالقرب من قلبه وهذا تعبير عن المحبة غير المحدودة. زنار شد الرداء: ومواده هي نفس مواد الرداء وكان على الرداء ليشد به على رئيس الكهنة فكان بمثابة منطقة للرداء وهذه تشير لخدمة المسيح كرئيس كهنة والتي يقوم بها لأجلنا أمام الله. وحجري الجزع: كانت الحجارة الكريمة التي ذُكِرَت في الجنة لأول مرة (تك12:2) فهكذا كنا في الجنة، حجارة كريمة. وهي الآن على كتفي رئيس الكهنة، إذًا هذا وعد بأن المسيح سيعيدنا كحجارة كريمة على كتفيه وعلى صدره. ولاحظ أن الحجارة محاطة بطوقين ذهب فالله يريد أن يحيطنا بمجده. وهكذا في الجنة كان هناك حجارة الجزع وذهب جيد (تك12:2) ويُذكر الذهب مع حجارة الجزع فحينما يوجد الجزع يكون محاطًا بالذهب. الآيات (15-30): "وتصنع صدرة قضاء صنعة حائك حاذق كصنعة الرداء تصنعها من ذهب واسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص مبروم تصنعها. تكون مربعة مثنية طولها شبر وعرضها شبر. وترصع فيها ترصيع حجر أربعة صفوف حجارة صف عقيق احمر وياقوت اصفر وزمرد الصف الأول. والصف الثاني بهرمان وياقوت ازرق وعقيق ابيض. والصف الثالث عين الهر ويشم وجمشت. والصف الرابع زبرجد وجزع ويشب تكون مطوقة بذهب في ترصيعها. وتكون الحجارة على أسماء بني إسرائيل اثني عشر على أسمائهم كنقش الخاتم كل واحد على اسمه تكون للاثني عشر سبطًا. وتصنع على الصدرة سلاسل مجدولة صنعة الضفر من ذهب نقي. وتصنع على الصدرة حلقتين من ذهب وتجعل الحلقتين على طرفي الصدرة. وتجعل ضفيرتي الذهب في الحلقتين على طرفي الصدرة. وتجعل طرفي الضفيرتين الآخرين في الطوقين وتجعلهما على كتفي الرداء إلى قدامه. وتصنع حلقتين من ذهب وتضعهما على طرفي الصدرة على حاشيتها التي إلى جهة الرداء من داخل. وتصنع حلقتين من ذهب وتجعلهما على كتفي الرداء من اسفل من قدامه عند وصله من فوق زنار الرداء. ويربطون الصدرة بحلقتيها إلى حلقتي الرداء بخيط من اسمانجوني لتكون على زنار الرداء ولا تنزع الصدرة عن الرداء. فيحمل هرون أسماء بني إسرائيل في صدرة القضاء على قلبه عند دخوله إلى القدس للتذكار أمام الرب دائما. وتجعل في صدرة القضاء الأوريم والتميم لتكون على قلب هرون عند دخوله أمام الرب فيحمل هرون قضاء بني إسرائيل على قلبه أمام الرب دائما." الصدرة: ليس من السهل معرفة هذه الأنواع المذكورة من الحجارة الكريمة. لكن يكفينا أنها حجارة كريمة في نظر الله، فالله يحب أولاده هكذا بهذا المقدار. وراجع (حز13:28) فهكذا كانت صفات الشيطان. أيضًا وعلى هذه الحجارة منقوش أسماء بني إسرائيل كنقش الخاتم= وقارن مع "هوذا على كفي نقشتك" (أش16:49). وكون الأحجار مثبتة على الصدرة فهذه تساوي "لا يخطفها أحد من يدي" (يو28:10). والصدرة لا يمكن أن تسقط لأسفل فهي مربوطة بسلاسل ذهبية. وهي أيضًا لا يمكن أن تنزع من الأفود فهي مربوطة بحلقات ذهبية وبخيط إسمانجوني والحلقات تكون دائرية رمز لمحبة المسيح الأبدية، فالدائرة لا بداية ولا نهاية لها. ولاحظ أن هناك سلاسل لربط الصدرة بالكتف وهذه تشير لقوة ذراع الرب التي تعتني بأولاده،وهذه الصورة صورها سفر النشيد (نش 1:11). وكل حركة من حركات الذراع تؤثر على السلسلة وبالتالي على الصدرة وكل الحركات وكل الأمور تعمل معًا للخير. ويكون الذراع والقلب متحدان في العمل بلا انقطاع لتدعيم مسيرة أولاده وجهادهم. وهذا يعني إجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك" (نش6:8) على قلبك حيث المحبة قوية وعلى ساعدك حيث القوة التي تحفظني والمسيح هو الذي عَمِل عمل الخلاص بقوة ذراعه ثم حملنا في قلبه أو هو بسبب الحب في قلبه اسلم نفسه لأجل كنيسته وتمم لها الخلاص بذراعه" (أف25:5). الأوريم والتميم: قارن الشواهد (عد21:27 + تث8:23-10 + 1صم6:28 + عز63:2) ومن هذا نستنتج أنهما يستخدمان لإعلان فكر الله من جهة المسائل التي تقع وسط الشعب وغالبًا فقد كان رئيس الكهنة يدخل إلى القدس فقط لسؤال الله. وهناك احتمال بأن الحجرين كان مكتوب علي أحدهما نعم وعلى الآخر لا وكان يسطع نور على أحدهم بعد سؤال وصلاة رئيس الكهنة. وهناك رأى آخر أن الحجرين ربما كانا من أحجار الجزع اللواتي على الصدرة. ورأى ثالث بأن الأحجار كانت داخل الصدرة فهي مثنية. وهي تسمى صدرة القضاء بسبب وجود هذه الأحجار عليها. (أوريم جمع أور= نور، تميم جمع تم = كمال) أنوار وكمالات. الآيات (31-35): "وتصنع جبة الرداء كلها من اسمانجوني. وتكون فتحة رأسها في وسطها ويكون لفتحتها حاشية حواليها صنعة الحائك كفتحة الدرع يكون لها لا تشق. وتصنع على أذيالها رمانات من إسمانجوني وأرجوان وقرمز على أذيالها حواليها وجلاجل من ذهب بينها حواليها. جلجل ذهب ورمانة جلجل ذهب ورمانة على أذيال الجبة حواليها. فتكون على هرون للخدمة ليسمع صوتها عند دخوله إلى القدس أمام الرب وعند خروجه لئلا يموت." والآية (39): "وتخرم القميص من بوص وتصنع العمامة من بوص والمنطقة تصنعها صنعة الطراز." الجّبة والقميص المخرّم راجع ملحوظة في آخر الإصحاح عن القميص المخرم. الرمانة: إسمانجوني وأرجوان وقرمز. الجلاجل: ذهب "الجلاجل أولًا ثم الرمان" فصوت الروح القدس أولًا ونتيجة الاستجابة ثمار" أول شيء يرتديه رئيس الكهنة هو القميص المخرم. وكلمة مخرم أي منسوج. وتخرم القميص أي تنسجه. (نوع من النسيج يكون مخرمًا مشغولًا بشكل ورود إلخ. ويسمى ركامة أو شكله كالشبكة. ويلبس هذا القميص فوق جسده مباشرة. وباقي الملابس تلبس فوقه. ويلبس فوقه مباشرة الجبة وهي إسمانجوني ولها جلاجل ورمانات وفوق الجبة الرداء والصدرة. وإذا كان الرداء والصدرة هي للمجد والبهاء وكان الكتان يشير للنقاوة فمعنى هذا أن رئيس الكهنة ما كان ليتمتع بالمجد والبهاء لو لا نقاوته الداخلية. والله ألبس آدم وحواء أقمصة من جلد بعد أن تعريا بسب الخطية وعصيانهما. وكلمة جلد ترد بصيغة المفرد أي أن جلد ذبيحة واحدة كان كافيًا لكلاهما، جلد ذبيحة واحدة كافي للبشرية، هي ذ بيحة المسيح الذي شهد الكل ببره حتى أعدائه ثم هو الآن في المجد. والقميص المخرم الأبيض هذا يشير لبر المسيح ونقاوته. وكان رئيس الكهنة يدخل بهذا القميص فقط، يوم الكفارة، إلى قدس الأقداس. إشارة للمسيح الذي ذهب للصليب باستحقاقات بره. ولكن حين يدخل رئيس الكهنة في باقي السنة ليتشفع عن الشعب ويُصَّلى ويسأل بالأوريم والتميم عن الشعب كان يلبس ملابس المجد والبهاء رمز للمسيح الذي عن يمين الآب الآن يشفع فينا. وفوق القميص يرتدي الجبة الإسمانجوني إشارة لأنه سماوي وهي لا تشق فالمسيح غير منقسم في كماله وكنيسته واحدة وحيدة. الرمانات والجلاجل الذهبية: الرمان ثمر من ثمار الأرض المقدسة وأحضره الجواسيس معهم (عد23:13 + تث8:8). أما ثمار مصر التي تذكر قثاء وبطيخ- وكرات وبصل وثوم (عد5:11) وهي ثمار تظهر على الأرض مباشرة أو في باطنها. فطعام مصر أرض العبودية من مصادر أرضية منخفضة بينما ثمر الأرض المقدسة يظهر مرتفعًا عن سطح الأرض وعصير الرمان (نش11:6 + 12:7 + 2:8) هي ثمار تبهج الله راجع (غل22:5) إذًا الرمان يشير للثمار التي تفرح الله والرمانات معلّقة في الجبة الإسمانجونية فمن يحيا سماويًا يكون له ثمر يفرح الله ويكون له جلاجل ذهبية وهذه تشير للتسبيح والكرازة التي يسمعها العالم. ورئيس الكهنة حين يصلي ويسبح يسمعه الشعب ويصلي وراءه فلا يموت. وحتى لا نموت يجب أن يكون صوتنا سماوي مملوء قداسة. والمسيح حين دخل للسماء حل الروح القدس في داخلنا فكان صوت كرازة الرسل الذهبي وكان الإيمان وكان حلول الروح القدس فكانت الحياة للعالم وثمار حلول الروح القدس فينا. ولاحظ لون عصير الرمان الأحمر إشارة للدم وإشارة لشعب المسيح الذي على استعداد لسفك دمه حبًا فهو عصير الحب. الآيات (31-35): "وتصنع صفيحة من ذهب نقي وتنقش عليها نقش خاتم قدس للرب. وتضعها على خيط اسمانجوني لتكون على العمامة إلى قدام العمامة تكون. فتكون على جبهة هرون فيحمل هرون إثم الأقداس التي يقدسها بنو إسرائيل جميع عطايا أقداسهم وتكون على جبهته دائما للرضا عنهم أمام الرب. وتخرم القميص من بوص وتصنع العمامة من بوص والمنطقة تصنعها صنعة الطراز." العمامة والصفيحة والمنطقة: الصفيحة الذهب مكتوب عليها "قدس للرب" أي مكرس تكريسًا كاملًا للرب. فرئيس الكهنة هو بالكامل للرب. هو ظاهر أمام الرب دائمًا ليرضى الرب علينا. ونحن ممثلون في شخصه ومقبولون فيه، قداسته هي لنا. وكلما إزددنا معرفة بضعفنا وإثمنا كلما إزددنا إدراكًا لهذا الحق المذهل. والعمامة بوص إشارة لأن إكليل رئيس الكهنة هو البر (راجع زك5:3). والجبهة رمز للفكر فكأن قرار التكريس قرار فكري إرادي. وهذا عكس ما حدث مع عزيا الملك حين ظهر البرص في جبهته. وعبيد الله سيكون لهم ختم على جباههم راجع (رؤ3:7، 1:14، 4:22). ونلاحظ هنا وجود تاج (ملك) + كهنوت (طقس ملكي صادق) وعبارة قدس للرب تشير للمسيح الذي هو البكر الذي تقبله الآب نيابة عنا. لقد قدس السيد حياته أي خصص نفسه كذبيحة ليقدسنا ، فنصير نحن أيضًا مقدسين فيه، إذ يقول "من أجلهم أقدس ذاتي لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق. وكما كانت المنارة مضاءة دائمًا وخبز الوجوه موجود دائمًا والمحرقة دائمة. كان رئيس الكهنة يقدم نفسه كقدس للرب دائمًا ممثل للشعب. فيحمل إثم الأقداس التي يقدسها بنو إسرائيل= أي العطايا المقدسة التي يقدمونها للرب. فإن أحسن تقدماتنا لله يرافقها إثم أيدينا وأقدس أعمالنا يداخلها العجب والأنانية لإرضاء الذات. ولاحظ أن إثمنا ناشئ أننا نعطي جزء لله وجزء للعالم، أي القلب موزع. ولكننا في المسيح الذي قدّس نفسه لأجلنا أي أصبح مكرسًا بالكامل لله (قدسًا للرب) نصبح فيه مقبولين. المنطقة: من كتان أبيض مطرّزة بخيوط ملوّنة. وكون رئيس الكهنة يمنطق ذاته بها فهذا إعلان عن استعداده للخدمة بعزم ثابت. وهذا ما صنعه السيد المسيح يوم خميس العهد. ملابس بني هرون (الكهنة): الآيات (40-43): "ولبني هرون تصنع أقمصة وتصنع لهم مناطق وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء. وتلبس هرون أخاك إياها وبنيه معه وتمسحهم وتملأ أياديهم وتقدسهم ليكهنوا لي. وتصنع لهم سراويل من كتان لستر العورة من الحقوين إلى الفخذين تكون. فتكون على هرون وبنيه عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع أو عند اقترابهم إلى المذبح للخدمة في القدس لئلا يحملوا إثمًا ويموتوا فريضة أبدية له ولنسله من بعده." يلبس الكهنة العاديون رداء أبيض بسيط وعليه منطقة وغالبًا هي بدون تطريز بالألوان. واللون الأبيض للمجد والبهاء. وهم يلبسون هذه الملابس سواء في القدس أو الدار الخارجية عند مذبح المحرقة. وثياب الكهنة أقمصة ومناطق وقلانس كلها من بوص أي كتان نقي. والمناطق استعداد للخدمة (أف14:6 + لو35:12،36 + 1بط13:1) والقلانس غير عمامة رئيس الكهنة وقد تكون لفائف من الكتان تلف كعصائب حول رأس الكاهن ويتضح هذا من قوله تشد لهم قلانس (9:29) وتغطية الرأس تفيد الزينة والخضوع (1كو11) فيه نجد أن المرأة تغطي رأسها كعلامة خضوع. والكاهن كممثل لشعبه أمام الله يغطي رأسه علامة خضوع الكنيسة أمام الله كعروس له. السراويل: كانت أول نتيجة للخطية أن الإنسان اكتشف عريه فشعر بالخجل من نفسه واتجه تفكيره إلى اختراع طريقة لتهدئة ضميره وإخفاء عريه عن رفيقه قبل التفكير في عدم قدرته للوقوف أمام الله وفي حضرته. وهذا هو حال الإنسان حتى يومنا هذا. فكل واحد مهتم بمظهره أمام الآخرين بمظهر حسن، وهذا ما يوازي أوراق التين، ويشير لهذا أيضًا كل الديانات الوثنية ولكن حينما يستيقظ الضمير نشعر بعرينا أمام الله واحتياجنا لمن يبررنا حقيقة (مز1:32،2) أسماء العائلة الكهنوتية: هرون= جالب النور أو العالي فهو رمز الرب يسوع، هو رأس العائلة الكهنوتية ناداب= المنتدب أو المتطوع أبيهو= أبي هو أي الله أبوه اليعازار= الله معين إيثامار= أرض الثمر والنخيل ملحوظة: لم يذكر الكتاب أن رئيس الكهنة كان يرتدي حذاء. وهذا كما حدث مع موسى في حادثة العليقة لأنه واقف في أرض مقدسة. وهذا يظهره التاريخ أيضًا وخلع الحذاء يشير لخلع كل ما له صلة بالعالم حينما نقف أمام الرب. القميص المخرم: (قارن مع نش9:2) فالخروم تظهر شيئًا بسيطًا مما وراءها (هذا معنى يوصوص) والمسيح، جسده أخفى مجد لاهوته، لكنه كان يظهر من لاهوته الشيء البسيط كما حدث في التجلي وسلطانه على الشياطين وعلى الطبيعة. رئيس الكهنة في ملابس المجد والبهاء. |
|