منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 07 - 2012, 10:59 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة


* القديس مرقس وكرسي الإسكندريّة:


الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة هي كنيسة مصر منذ القرن الأول الميلادي.. منذ حضر القديس مرقس الرسول للتبشير في الإسكندريّة بالمسيحيّة في القرن الأول الميلادي، حوالي عام 60 ميلاديّة.. وبعد أن أسّس الكنيسة استُشهِدَ فيها على يديّ الوثنيين، وسال دمه على أرض الإسكندريّة سنة 68م..

القديس مرقس كان أحد السبعين رسولاً، وكان له أيضًا خدمته الواسعة مع القديسين بطرس وبولس وبرنابا في بلاد عديدة.. وقد كتب أول بشارة من البشائر الأربعة.. وهي إنجيل مارمرقس حوالي عام 61م، وهو إنجيل يتميّز بالتركيز مع التفاصيل الدقيقة التي ذَكَرَها كشاهِد عيان..
وقد أسّس مارمرقس مدرسة لاهوتيّة بالإسكندريّة، تعاقب على قيادتها مجموعة من الآباء العظام، وبعضهم صاروا بطاركة على الكرسي المرقسي.. وفي هذه المدرسة كان يتمّ تدريس العلوم العامّة كالطب والفلك والرياضيّات والفلسفة بجانب الكتاب المقدّس والعلوم الدينيّة.. ومن أشهر آباء هذه المدرسة: القديس بنتينوس، والقديس كليمنضس السكندري، والعلاّمة أوريجينوس، والقديس ديديموس الضرير الذي اخترع الكتابة البارزة في القرن الرابع قبل برايل بأحد عشر قرنًا..!
منذ بداية المسيحيّة كان كرسي مارمرقس بالإسكندريّة هو أحد الكراسي الرسوليّة الأربعة.. أي الأسقفيّات التي أسسها واحد من الرسل، وهي أورشليم والإسكندريّة وأنطاكية وروما.. وأُضيفت عليهم كراسي القسطنطينيّة وأفسس لاحِقًا..
تعاقب البطاركة الأقباط على كرسي مارمرقس حتّى اليوم.. وحاليًا البابا شنودة الثالث هو البابا رقم 117 باعتبار مارمرقس هو البطريرك الأول، وبالمناسبة فإنّنا قد احتفلنا يوم 14 نوفمبر 2011م بالعيد الأربعيني لجلوس البابا شنودة على كرسي مارمرقس.. ونطلب له من الله المزيد من القوّة والصحّة من أجل رعاية الشعب القبطي الذي انتشر الآن في كلّ أنحاء المسكونة.

* وضع الكنيسة القبطيّة بالنسبة للعائلة الأرثوذكسيّة:
في مجمع خلقيدونيه عام 451م انقسمت الكنائس المسيحيّة إلى قسمين، الأول هو مجموعة الكنائس التي لم تقبل قرارات هذا المجمع، واشتُهِرَت باسم الكنائس الشرقيّة القديمة أو اللاخلقيدونيّة، وتشمل الكنائس القبطيّة والأرمنّية والسريانيّة مع بعض الكنائس التابعة لها مثل الكنيسة الإثيوبيّة والإريتريّة والهنديّة.. والقسم الثاني هو مجموعة الكنائس الأخرى، واشتُهِرَت باسم الكنائس الخلقيدونيّة، وتشمل بقية الكنائس في العالم.. ولعلّ الطابع السياسي الذي صبغ جلسات هذا المجمع هو السبب في هذا الانقسام، مع أنّ الخلاف كان لفظيًّا وليس جوهريًّا حول طبيعة شخص السيّد المسيح الإله المتجسّد..
استمرّت العائلة الأرثوذكسيّة غير الخلقيدونيّة في وِحدة الإيمان حتّى اليوم، مع تنوّع الطقوس بالطبع حيث أن الطقوس تصطبغ عادةً بألوان الثقافة الموجودة في كل بلد.. أمّا العائلة الخلقيدونيّة، فقد انقسمت على ذاتها عِدّة مرّات بسبب ظهور بعض الهرطقات فيها.. ففي القرن الحادي عشر 1054م انقسمت إلى شرق أرثوذكسي وغرب كاثوليكي، ثم انقسم الكاثوليك في القرن السادس عشر وظهر البروتستانت، وتفتّت البروتستانت بعد ذلك إلى مئات الطوائف.. وهذا هو وضع المسيحيين في العالم اليوم.

* الكنيسة القبطيّة بيـن الماضي والحاضر:
نعود للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، حيث نمى الإيمان في مصر وامتدّ في القرن الرابع إلى السودان والحبشة.. ونقف عند موضوعين مهمّين في الماضي، وموضوعين مهمّين في الحاضر.. في الماضي: الآباء اللاهوتيُّون والرهبنة.. وفي الحاضر النهضة الروحيّة الحديثة وانتشار الأقباط في العالم.. وفي الحقيقة لابد أن نؤكِّد أن أمجاد الماضي لا يزال لها تأثيرها الإيجابي على حاضر ومستقبل الكنيسة..

* أمجاد الماضي:
1- اشتُهِرَت الكنيسة القبطيّة بأنها أنجبت آباء لاهوتيون عظام، ساهموا في شرح الكتاب المقدس، وإثراء الفِكر المسيحي، وبلورة الإيمان الأرثوذكسي للكنيسة الجامعة في كل العالم، وبرز منهم في المجامع المسكونيّة القديس أثناسيوس الرسولي والقديس كيرلس الكبير..
القديس أثناسيوس الرسولي
كان هو البطريرك السكندري رقم عشرين، وقد ساهم في كتابة نصّ قانون الإيمان المسيحي في مجمع نيقية، وحارب الهرطقة الأريوسيّة ما يزيد عن نصف قرن، وتعرّض للنفي والاضطهاد عِدّة مرّات بسبب دفاعه عن الإيمان، ولكنّه انتصر في النهاية للإيمان المستقيم.. وحتّى الآن فإنّ كتاباته ضدّ الأريوسيين هي المرجع الأول لكل الآباء اللاهوتيين في العالم من أجل إثبات ألوهيّة السيّد المسيح وتفنيد كلّ الآراء المنحرفة حول هذه العقيدة الهامّة في إيماننا المسيحي..
والقديس كيرلس الكبير
هو البطريرك الرابع والعشرون من بطاركة الكنيسة القبطيّة، وهو الذي قاد مجمع أفسس وفضح تعاليم نسطور.. وله عدد ضخم جدًّا من الرسائل والمؤلّفات والعظات، لا يزال الكثير منها لم يُتَرجَم بعد من اللغة اليونانيّة..
2- أمّا عن حياة الرهبنة، فالكنيسة القبطيّة هي أم الرهبنة في العالم.. فهي بدأت كحركة حُب وزُهد وعبادة في صحاري مصر منذ منتصف القرن الثالث.. سواء في منطقة البحر الأحمر أو في الصحراء الغربيّة، أو في الصعيد.. وكان القديس أنطونيوس الكبير (251-356م) هو أول راهب في العالم يضع ملامح واضحة لطريق الرهبنة المسيحيّة، وتتلمذ على يديه الكثيرون، ولا يزال ديره في منطقة البحر الأحمر هو أقدم أديرة العالم، وبه الآن حوالي مائة راهب.. وقاد القديس مكاريوس الكبير (300-390م) الرهبنة في منطقة وادي النطرون في الصحراء الغربيّة، وغلب على هذه المنطقة نظام التوحُّد في مغاير متباعِدة والتجمُّع أسبوعيًّا يوم الأحد لصلاة القدّاس الإلهي.. وقاد القديس باخوميوس الرهبنة في الصعيد، وهو الذي وضع نظام الشركة، أي الحياة الرهبانيّة المشتركة داخل أسوار بتوقيتات منظّمة للصلاة والعمل والأكل.. وهو النظام الذي يناسب الأغلبيّة من طالبي الرهبنة..
وقد ازدهرت الرهبنة في مصر جدًّا في أواسط القرن الرابع، وبدأت تنتشر خارج مصر عن طريقين، الأول عندما كتب القديس أثناسيوس الرسولي سيرة الأنبا أنطونيوس بعد نياحته، ونشرها في أوربّا.. والثاني عن طريق العديد من الزائرين الذين حضروا ليروا بأنفسهم حياة الرهبان الأقباط وروحانيّتهم وعبادتهم وفكرهم النسكي.. ومنهم على سبيل المثال القديس جيروم وروفينوس ويوحنّا كاسيان وباليديوس والقديس باسيليوس الكبير وغيرهم كثيرون ممّن حضروا وطافوا في صحاري مصر لسنوات يشاهدون بأعينهم ويدوِّنون لقاءات ومناظرات مع آباء عديدين في البريّة.. وقد سجّلوا لنا لقاءاتهم في العديد من الكتب التي ساهمت في نقل فكر ومنهج الرهبنة إلى كلّ بلاد العالم.. وقد كتب أحدهم عن انتشار الرهبنة في كل بقعة في مصر، فقال: أنّ أصوات التسبيح التي تنطلق من المغاير لم تكُن تنقطع من أذن السائر منذ أن يطأ بقدمه شاطئ الإسكندريّة حتّى يصل إلى أسوان..!
وبعد دخول العرب مصر تعرّضت مئات الأديرة للهدم والسلب على مرّ السنين.. في القرن العاشر كان في صحراء وادي النطرون حوالي أربعين ديرًا فقط، ومع مرور العديد من السنوات المُظلمة صار العدد الآن أربعة فقط..
يبلغ عدد الأديرة العامرة بالرهبان في كلّ أنحاء مصر الآن حوالي 22 ديرًا للرهبان وتسعة للراهبات، وخارج مصر يوجَد الآن ثلاثة أديرة للرهبان في أوربّا وثلاثة في الولايات المتّحدة وواحد في استراليا وواحد في أورشليم وواحد في السودان.. وعدد الرهبان والراهبات الأقباط يتجاوز الآن الألفين.

* الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في العصر الحديث:
مع قدوم الحملة الفرنسيّة لمصر عام 1798م، كانت البلاد في أسوأ حالاتها، كان عدد المصريين كلّهم حوالي مليونين، حوالي عشرة بالمائة منهم من الأقباط المسيحيين أي حوالي مائتيّ ألف فقط.. ولكن الآن عدد الأقباط في مصر وكلّ العالم في حدود عشرة ملايين.
قامت النهضة الروحيّة في الكنيسة القبطيّة في القرن العشرين على ركيزتين رئيسييّن.. الركيزة الأولى هي التعليم والركيزة الثانية هي الصلوات الليتورجيّة..
أولاً: التعليم
: وقاده الأرشيدياكون حبيب جرجس.. وكان خادمًا غيورًا ممتازًا ومديرًا للكليّة اللاهوتية التي عاودت نشاطها بعد طول غياب عام 1893م.. اهتمّ بتأسيس مدارس الأحد، وكتابة العديد من الكتب الروحيّة والعقيديّة، مع تلمذة كثيرين من الخدّام الأمناء، الذين صاروا فيما بعد كهنة وأساقفة، بل أنّ أحد تلاميذه هو الآن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، والذي كتب قصيدة شِعر مؤثّرة عند انتقال معلّمه حبيب جرجس عام 1951م. وقد اهتمّ البابا شنودة جدًّا بالتعليم، فهو موهوب بالفِطرة، وصاحب عقليّة جبّارة، وقائد فذّ.. فاهتمّ بنفسه بالوعظ والتعليم في كلّ مكان، ورسم حوالي ألفين من الآباء الأساقفة والكهنة، على مدى أربعين عامًا، في مصر والمهجر، من أكفأ العناصر الصالحة للتعليم، كما أسّس وشجّع على تأسيس فروع عديدة للكليّة اللاهوتيّة في مصر وخارجها، ولدينا الآن حوالي 15 فرعًا، منهم ثلاثة في الولايات المتّحدة.
ثانيًا: الصلوات الليتورجيّة
: وقاد نهضة الصلوات الليتورجيّة اليوميّة في الكنيسة القبطية قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك السابق رقم 116 (1959-1971م).. وهو كان مشهورًا بأنّه رجل الصلاة والمعجزات.. فكان يصلّي القدّاس يوميًّا في الصباح الباكر، ورفع بخور العشيّة في المساء، فانتعشت الكنيسة في عهده، وبعد أن كانت تُفتَح فقط يوم الأحد صارت مفتوحة يوميًّا من الصباح إلى المساء.. وبمرور الوقت وازدياد عدد الكهنة تَثَبّت هذا المنهج وصارت جميع الأديرة وعدد كبير من الكنائس بمصر الآن تصلّي القدّاس يوميًّا، وفي أيًّام الجُمَع والآحاد يكون هناك أكثر من قدّاس في نفس اليوم على مذابح متعدِّدة في نفس الكنيسة.. وهذا قوّى روح الصلاة والوعي الروحي لدي الشعب القبطي.. وتتميّز الليتورجية القبطيّة بأنّها مليئة بالقراءات من الكتاب المقدّس والتسابيح العميقة المُشبِعة والألحان الجميلة.. وعادةً يستغرق القدّاس حوالي الساعتين، وغالبًا ما يكون به عظة روحيّة.. ويكون الشعب كلّه صائمًا تمامًا من مساء اليوم السابق، حتّى لو كان القدّاس في موعِد متأخِّر، كما يحدث في أيّام الأصوام حيث ينتهي القدّاس ظُهرًا أو بعد الظهر..
* حركة الهجرة ونمو الكنيسة القبطيّة:
بدايةً من ستّينات القرن العشرين بدأت حركة هجرة للأقباط خارج مصر، إلى الولايات المتّحدة وأوربا واستراليا، ويبلغ عدد الأقباط خارج مصر حوالي مليونين، ولدينا الآن (ديسمبر 2011م) حوالي خمسمائة كنيسة موزّعة على جميع قارّات العالم، كما أنّ لنا كنائس كرازيّة عديدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة وكندا، وقريبًا في الولايات المتّحدة.. أمّا الكنائس الموجودة في داخل مصر فيبلغ عددها حوالي ألفين وخمسمائة كنيسة قبطيّة أرثوذكسيّة، بخلاف الطوائف الأخرى.
يبلغ عدد أساقفة المجمع المقدّس للكنيسة القبطيّة الآن حوالي مائة، منهم ستّة في أمريكا الشماليّة واثنان في أمريكا اللاتينيّة وعشرة في أوربا، وثلاثة في استراليا.. أمّا عدد الكهنة فهو حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة كاهن داخل مصر وخارجها..
وأخيرًا، لا يمكن أن ننسى أنّ الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة هي كنيسة حاملة للصليب دائمًا، فهي كنيسة متألّمة ولكنّها تنمو باستمرار رغم كلّ الضيقات.. قدّمت شهداءً للمسيح عَبْر كلّ العصور منذ أيّام الرومان مرورًا بالحُكم الإسلامي وحتّى اليوم.. وهي تؤمن أنّ دماء الشهداء هي بذار الإيمان.. ورغم المعاناة والاضطهاد المرير الذي مرّت به عبر الزمن، وحملات الإبادة في بعض الأحيان.. فهي قويّة وراسخة بتمسّكها بوصايا الإنجيل وبروح العبادة التي تملأها في أصوام وصلوات وتسابيح، تُغذِّيها وتُنعِشها روحيًّا، وتجعلها دائمًا فوق كل الأمواج.. شاهدة لإلهها الحيّ عبر الزمان والمكان.

القمص يوحنا نصيف

رد مع اقتباس
قديم 26 - 07 - 2012, 02:13 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة

شكرا للمشاركة الجميلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قدّيس جديد على مذابح الأرثوذكسيّة
الرهبنة القبطيّة في عصرنا الحديث
المجامع الأرثوذكسيّة ما بعد السبعة
الأرثوذكسيّة هي مدينتنا الباقية
ما هي الأرثوذكسيّة؟


الساعة الآن 06:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024