⚘تفسير أيقونة رقاد والدة الإله

[walaa farouk]

تعتبر أيقونة رقاد والدة الإله الموجودة في دير البلمند
والتي تتبع نمط كتابة الأيقونات بحسب المدرسة الحلبية،
أنها من أكثر الأيقونات شموليةً وسرداً لكل ما رافق هذا الحدث العظيم والمفصلي للكنيسة.
إليكم كيف نقرأ تفاصيلها:
المسيح:
يقف في مركز الأيقونة بكامل مجده لابساً اللون الذهبي الإلهي الأزلي.
تحيط به هالة من النور على خلفية داكنة اللون، تنبثق منها الأشعة لتملأ الأيقونة برمتها إشراقاً وتوهجاً.
حجمه أكبر من الجميع وذلك للدلالة على أنه سيد الكل. فوقه مكتوب باليونانية IC XC
التي تعني "يسوع المسيح" .
هو يحمل طفلاً صغيراً مكفناً، رمزاً لروح العذراء الطاهرة،
عاكساً مشهد أيقونة ميلاده حيث يكتب في الأيقونة مكفناً بالأبيض،
و ذلك عندما وهبته العذراء الجسد ليولد منها و يعيش حياته الأرضية
، فيما هو الآن يحمل روحها واهباً إياها ولادتها الجديدة والنهائية في السماء.
حوله يتجمهر الملائكة برؤوسهم المنحنية صوبه. يحمل أول ملاكين شمعتين
، وخلفهما يصطف باقي الملائكة بثيابهم المذهبة.
🌿والدة الإله:
تظهر في الأيقونة في ثلاثة مواضع:
١ - ترقد بسلام وهدوء على سرير، فوق شرشف يشبه الشرنقة الحمراء
التي تحيط بها من كل الجهات (تذكرنا بأيقونة الميلاد)
دلالةً على طهرها وعلى أن الخطيئة لم تطلها أبداً. هي تلبس ثوب بني اللون
دلالةً على طبيعتها البشرية وفوقه رداء ذهبي اللون دلالةً على مجد ونعمة الرب التي ظللتها.
٢- في أعلى الأيقونة لجهة يسار السيد، نرى التلاميذ يكفنون العذراء تمهيداً لدفنها في قبر الجسمانية.
٣- في أعلى وسط الأيقونة نرى ملاكين يفتحان لها أبواب الملكوت، فيما هي ترمي زنارها لتوما الرسول.
🌿الرسل والتلاميذ والنسوة:
يتحلقون حول جسد العذراء لوداعها. على وجوههم بادية سماة الحزن العميق.
يقف بطرس إلى جانب رأس السيدة العذراء بيد مبخرة، فينا ينحني الإنجيلي يوحنا فوق قدميها
، أما بولس الرسول فيقف أسفل قدميها، يحمل بيده ملفاً مفتوحاً كتب عليه :
"إفرحي يا أم الحياة يا سبب إنذاري لأنني وإن كنت ما عاينت المسيح بالجسد
إلا أنني إذا أبصرتك أتوهّم أنني أنظره هو"
خلفهم يقف باقي الرسل والتلاميذ.
منهم إيروثاوس الذي يقف فوق يوحنا مرتدياً ثياب الكهنوت حاملاً كتاباً مكتوب فيه:
"أيتها العذراء التي سكن فيها حياة الكل إنني أبصرتك جهراً ممددة اليدين…المنكبين
…وأنذهل يا طاهرة نقية".
وأيضاً ديونيسيوس الأريوباغي الذي يقف فوق رأس السيدة، حاملاً بيديه كتاب مكتوب فيه
: "السلام عليك أيتها المنتقلة من الأرض إلى المنازل السماوية.
إرتحلي السلام عليك يا من جمعت موكب التلاميذ بسحابة خفيفة إلى مجمع واحد،
السلام عليك يا رجاء خلاصنا".
خلف التلاميذ تقف ثلاثة نسوة من كل جهة، يضعن ايديهنّ على وجوهِهنّ
تعبيراً عن الألم والحزن على فراقها لهن.
🌿الملاك وأثوتيوس:
نرى في أسفل الأيقونة مشهداً غريباً مأخوذا من التقليد الشريف: ملاك يشهر سيفه
ويقطع يدي رجل يهودي يدعى أثوتيوس. هذا الرجل أراد تدنيس جسد والدة الإله
بمحاولته رميه أرضاً أثناء مرور الموكب الجنائزي باتجاه الجسمانية، فتدخل الملاك على الفور قاطعاً له يداه.
🌿الهيكل:
فوق النسوة لجهة يمين السيد نرى بناءً ضخماً يرمز إلى الهيكل، حيث قضت والدة الإله جزءاً كبيراً من طفولتها فيه. كما أن الهيكل يرمز إلى العذراء نفسها، فكما أن الهيكل في العهد القديم كان مكان سكن الله، كذلك العذراء في العهد الجديد تحولت هي الى الهيكل الذي احتوى اللاهوت والذي من خلالها تجسد الرب.
🌿الخلفية الذهبية:
ترمز لحضور ملكوت الرب.
🌿حضور التلاميذ العجائبي:
نرى في السماء مشهد حضور التلاميذ العجائبي بواسطة السحب فجميعهم وصلوا في الوقت المحدد
لوداعها ودفنها إلا الرسول توما، الذي تأخر لحكمة إلهية مدة ثلاثة أيام
. في الطريق ظهرت عليه والدة الإله وألقت له زنارها، طالبةً منه أن يريه للتلاميذ
كدليل على أن الرب قد أقامها روحاً وجسداً، و حين وصل اخبرهم بكل ما حدث معه،
فنزلوا إلى الجسمانية ليكتشفوا أن الرب بالفعل قد أقامها بجسدها والقبر أصبح فارغاً.
🌿الآب والملكوت:
في أعلى الأيقونة نصف دائرة ترمز إلى الآب وملكوته كما أننا نرى مشهد الملائكة المنهمكين
باستقبال والدة الإله التي تلبس اللون الذهبي (لون المجد) و فوقه رداء أحمر داكن لأن نعمة الله قد ظللتها.
"في ميلادك حفظت البتولية وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم،
وتركته يا والدة الإله لأنك انتقلت إلى الحياة بما أنك أم الحياة، فبشفاعتك أنقذي من الموت نفوسنا."☦💟