رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات. "الكَتَبَةِ" فتشير إلى علماء الناموس المُخوّلين على تعليم الشَّريعَةَ للشعب؛ أمَّا عبارة "الفِرِّيسيِّينَ" الكلمة من الآرامية הַסּוֹפְרִים (معناها المنعزل) فتشير إلى إحدى فئات اليهود الرئيسية الثلاث التي كانت تناهض فئتي الصدوقيين والأسينيين، وكانت أضيقها رأياً وتعليماً (أعمال الرسل 26: 5). أمَّا من حيث العقيدة فكانوا يقولون بالقدر ويجمعون بينه وبين إرادة الإنسان الحرّة. وكانوا يؤمنون بخلود النفس وقيامة الجسد ووجود الأرواح (أعمال الرسل 23: 8) ومكافأة الإنسان ومعاقبته في الآخرة بحسب صلاح حياته الأرضية أو فسادها، وحصروا الصلاح في طاعة الشَّريعَةَ فجاءت ديانتهم ظاهرية ليست قلبية داخلية مجَّانية؛ بالتالي فهم متظاهرون بالتقوى. وقالوا بوجود تقليد شفوي عن موسى تناقله الخلف عن السلف. وزعموا أنه معادل لشريعته المكتوبة سلطة أو أهمّ منها. فجاء تصريح المسيح بأن الإنسان ليس ملزماً بهذا التقليد (متى15: 2 و3 و6). واشتهر مُعظمهم بالرِّياء والعجب. فتعرضوا عن استحقاق للانتقاد اللاذع والتوبيخ القاسي. فيوحنا المعمدان دعاهم "أولاد الأفاعي"، ووبَّخهم السَّيد المسيح بشدَّة على ريائهم وادعائهم البِرّ كذباً وتحميلهم الناس أثقال العرضيات دون الاكتراث لجوهر الشَّريعَةَ (متى 16: 6 و11 و12 و23: 1-39). ومع هذا فكان في صفوفهم دوماً أفراد مخلصون، وذوو أخلاقٍ سامية، منهم بولس في حياته الأولى (أعمال الرسل 23: 6) ومعلمه جِمْلائيل، وكانَ مِن مُعَلِّمي الشَّريعَة (أعمال الرسل 5: 34). |
|