«اذكروا امرأة لوط، من طلب أن يخلِّص نفسه يهلكها ومن أهلكها يحييها» (لو17: 32،33).
إن الرب استغل الحادثة التي حدثت لامرأة لوط، لكي يطلق تحذيراً إلى كل المؤمنين، على مرّ العصور، من خطورة التمسك بالمقتنيات والممتلكات الأرضية. فعلى الرغم من أن الملاكين قد دفعوها دفعاً لتخرج خارج سدوم، إلا أن قلبها ظل متعلقاً بممتلكاتها داخل تلك المدينة، فنظرت إلى الخلف. لقد كان قلبها ذاهباً وراء نظرتها، وكانت النتيجة أنها صارت عمود ملح. وكثير من المؤمنين يبدون ظاهرياً تخليهم عن العالم وعدم تمسكهم بما فيه، ولكن في باطنهم يكونون متمسكين بما في العالم. فيجب علينا أن ندرك جيداً ونعيش ما فعله الصليب بالنسبة للعالم وبالنسبة لي «صلب العالم لي وأنا للعالم» (غل6: 14).
فالصليب يعني أن الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، فالعالم بالنسبة لنا مجرد طريق عبور في أرض غريبة، ويجب أن يكون لسان حالنا ما قاله الشعب قديماً لملك أدوم «دعنا نمر في أرضك، لا نمر في حقل ولا في كرم ولا نشرب ماء بئر، في طريق الملك نمشي لا نميل يميناً ولا يساراً حتى نتجاوز تخومك» (عدد20: 17،18).