16* 16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وهنا بيتكلم السيد المسيح عن ركن الصوم فى ممارسة الحياة الروحية , السيد المسيح بيقول متى صمتم؟ يعنى هنا وإن كان ربنا بيعلن للإنسان حريته فى إختيار صومه , لكن كان معروف عند اليهود أن هناك أصوام معينة كده , لكن فى الكتاب المقدس فى العهد القديم لم يكن هناك صوم صريح بأمر من ربنا إلا يوم واحد فقط وهو يوم الكفارة , وهذا هو الصوم اللى أمر بيه ربنا فى الكتاب المقدس فى العهد القديم , وكما نعرف أن يوم الكفارة هذا كان رمزا لصلب السيد المسيح وطالبهم ربنا بأنهم يصوموا ويتذللوا فى هذا اليوم لدرجة أنه قال أن النفس اللى ما تصومش هذا اليوم تقطع من شعبها , وهذا هو الصوم الوحيد الذى ذكر فى العهد القديم , لكن اليهود فى تقاليدهم أضافوا أصوام أخرى , يعنى مثلا بيصوموا يوم الإثنين وبيصوموا يوم الخميس , ومنها أخذ الأخوة المسلمين نفس الفكرة أنهم بيصوموا الإثنين والخميس , وإشمعنى هذين اليومين بالذات ؟ لأن يوم الخميس هو اليوم الذى صعد فيه موسى على الجبل ليستلم الشريعة وهذا فى التقليد اليهودى , يعنى يوم الخميس هو يوم الصعود , ويوم الإثنين هو اليوم الذى نزل فيه موسى من على الجبل , فاليهود قدسوا هذين اليومين 1- يوم صعود موسى على الجبل , 2- يوم نزول موسى من على الجبل , وكانوا بيصوموا هذين اليومين بإنتظام , لكن عملوا عملية مش لطيفة كده بالرغم من أن الصوم فى حد ذاته كما رأينا أشخاص صاموا فى العهد القديم , يعنى مثلا صيام نينوى , وكان صوم عبارة عن توبة جماعية أو تعبير عن التوبة يعنى لما شعب أراد أن يتوب فصام , وأيضا صموئيل النبى لما أراد أن يتوب الشعب صومهم , يعنى كان الصوم فى العهد القديم إما 1- أن هو إشارة لحياة توبة جماعية الكل بيشترك فيها مثلا أيضا فى يوئيل النبى بيتكلم عن الصوم كحياة للتوبة فى يوئيل 2: 12- 13