رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم علي هذه العبارة أنه ما كان يليق باليهود أن يتساءلوا هكذا بعد أن رأوا معجزة الخبزات. كما جاء في تعليقه أيضًا: *يلزمنا أن نفهم الأسرار، ما هي، ولماذا أعطيت، وما النفع منها. نصير جسدًا واحدًا، و"أعضاء جسده ومن عظامه" (أف 5: 30). ليت المتناولون يتتبعون ما أقوله. لكي ما نصير هكذا ليس بالحب وحده، بل وبالفعل ذاته، لنتحد بهذا الجسد. هذا يتحقق بالطعام الذي قدمه لنا مجانًا، مشتاقًا أن يظهر حبه لنا. لهذا مزج نفسه بنا، وعجن جسد بأجسادنا، لكي نصير واحدًا، كجسد يتحد بالرأس... يقودنا المسيح إلى صداقة حميمة ليظهر حبه لنا. إنه يهب الذين يرغبونه ليس فقط أن يروه بل يلمسوه ويأكلوه، ويثبتوا أسنانهم في جسده، ويقبلون ويشبعون كل حبهم له. ليتنا نعود من تلك المائدة كأسود تتنفس نارًا ترعب الشيطان، مفكرين في رأسنا وفي حبه الذي أظهره لنا. غالبًا ما يقدم الآباء أبناءهم لآخرين كي يطعموهم؛ أما هو فيقول: "أما أنا فلا أفعل ذلك، أنا أطعمتكم بجسدي، مشتاقًا أن تصيروا جميعكم مولودين ميلادًا جديدًا ولكم رجاء صالح في المستقبل. فإن من يعطيكم ذاته هنا كم بالأكثر يعطيكم فيما بعد. أردت أن أصير أخاكم، ومن أجلكم شاركتكم في اللحم والدم، وأعود فأعطيكم الجسد والدم لكي بذلك أصير قريبكم". هذا الدم يجعل صورة ملكنا متجددة فينا، تبعث جمالًا لا ُينطق به، ولا تدع سمو نفوسنا أن ينزع منا، بل ترويه دائما وتنعشه. الدم الذي يستخرج من طعامنا لا يصير دمًا في الحال بل يصير شيئًا آخر، أما هذا فلا يفعل هكذا، إنما في الحال يروي نفوسنا، ويعمل فيها بقوة قديرة. هذا الدم السري إن تناولنا بحق يطرد الشياطين، ويجعلهم بعيدين عنا، بينما يدعو الملائكة ورب الملائكة إلينا. فحالما يرون دم الرب تهرب الشياطين وتركض الملائكة معا... سفك هذا الدم وجعل السماء سهلة المنال *بالحق مهوبة هي أسرار الكنيسة، مهوب بالحق هو المذبح. ينبوع يصعد من الفردوس، ويفيض بأنهار مادية؛ من هذه المائدة يصدر ينبوع يبعث انهارًا روحية. القديس يوحنا الذهبي الفم *رب الجميع نفسه الذي يريدنا أن نكون هكذا يقول بالنبي إشعياء: "لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي يقول الرب. لأنه كما علت السماوات عن الأرض، هكذا طرقي عن طرقكم، وأفكاري عن أفكاركم" (إش 55: 8-9). لكن ذاك الذي يفوقنا بما لا يُقاس من عظمة في الحكمة والقدرة، كيف لا يفعل شيئًا عجيبًا يفوق فهمنا...؟ إن كنت تصر أيها اليهودي قائلًا: كيف؟ فإني أيضًا أقول لك... كيف خرجت من مصر؟ كيف تحولت عصا موسى إلى حية...؟ لو طبقت كلمة "كيف" لما آمنت أبدًا بالكتاب كله، ولطرحت عنك كل كلمات القديسين. *الذين آمنوا الآن لهم القوة على التعلم أيضًا. لأنه هكذا يقول إشعياء النبي: "إن كنتم لا تؤمنون فلن تفهموا" (إش 7: 9LXX). لهذا كان من الصواب أن يتأصل فيهم الإيمان أولًا ثم يأتي بعد ذلك الفهم للأمور التي يجهلونها. القديس كيرلس الكبير *وكما اضطرب نيقوديموس إذ قال: "كيف يمكن الإنسان أن يُولد وهو شيخ، ألعله يقدرًان يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟" (يو 3: 4)، هكذا اضطرب هؤلاء إذ قالوا: "كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" القديس يوحنا الذهبي الفم *يعرف المؤمنون جسد المسيح إن لم يهملوا في أن يكونوا جسد المسيح. ليصيروا جسد المسيح إن أرادوا أن يعيشوا بروح المسيح . القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
Papa Kyrillos VI | مقدماً جسده ودمه لنا لنأكل |
كيف يمكن لهذا أن يعطينا جسده لنأكل؟ |
يعطينا الرب جسده لنأكل |
المسيح له المجد اشتهى أن يعطينا جسده و دمه |
لنأكل جسده ولنشرب دمه |