رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما أجمل أيام الصوم المقدس .. تشتاق النفوس الروحانية لهذه الأيام المقدسة .. فلها رائحة خاصة، ومذاقه مميزة .. ففيها يحلو للنفس أن تتوب في هدوء وسكون. ? دعنا نصوم بنقاوة القلب وهذه تحتاج إلى: X التوبة القلبية & "ارجِعوا إلَيَّ بكُل قُلوبِكُمْ، وبالصَّوْمِ والبُكاءِ والنَّوْحِ. ومَزّقواقُلوبَكُمْ لا ثيابَكُمْ". وارجِعوا إلَى الرَّب إلهِكُمْ لأنَّهُ رَؤوفٌ رحيمٌ،بَطيءُ الغَضَبِ وكثيرُ الرّأفَةِ ويَندَمُ علَى الشَّر" (يؤ 2: 12-13). إن أصوام الكنيسة هي مواسم التوبة وتجديد العهود.. مواسم العودة إلى أحضان المسيح نرتمي فيه ونبكي.. نبكي على الزمان الرديء الذي مضى .. & "لأنَّ زَمانَ الحياةِ الذي مَضَى يَكفينا لنَكونَ قد عَمِلنا إرادَةَ الأُمَمِ، سالِكينَ في الدَّعارَةِ والشَّهَواتِ، وإدمانِ الخمرِ، والبَطَرِ، والمُنادَماتِ، وعِبادَةِالأوثانِ المُحَرَّمَةِ" (1بط4: 3). & "إنَّهاالآنَ ساعَةٌ لنَستَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فإنَّ خَلاصَنا الآنَ أقرَبُ مِمّا كانَحينَ آمَنّا. قد تناهَى اللَّيلُ وتقارَبَ النَّهارُ، فلنَخلَعْ أعمالَ الظُّلمَةِونَلبَسْ أسلِحَةَ النّورِ. لنَسلُكْ بلياقَةٍ كما في النَّهارِ" (رو13: 11-13). آه لو تحرك قلب الكنيسةنحو التوبة بحس واحد.. آه لو تحرك قلبي وسط الجماعة المُقدَّسة للعودة إلى المسيح.. إن لمسة الرب يسوع المسيح.. شافية النفس والجسدوالروح.. ومجددة للحواس وباعثةللحياة. rrr ربي يسوع.. سامحني واعْف عني.. أسندني لكي لا أخطئ إليك ثانية. دعني أُقبِّل قدميكوأبللهما بدموعي وحبي. دعني أرتمي في حضنكالإلهي كطفل في حضن أمه. أبكي بفرح العودة.. أبكي برجاء النصرة. أبكي بروح القيامة منسقطاتي الرديئة. سأكون لك بنعمتك، ولنيستعبدني العالم ثانية، ولن يسبيني الشيطان مرةأخرى، ولن يخدعني الجسد بأوهامه. rrr مُخلِّصي القدوس.. لقد ذقت مرارة الخطية،واكتشفت وهمها الرديء. كنت أظنها حرية مُفرحة،فوجدتها عبودية قاسية. الآن أدرك بنعمتك أنك وحدك فيك الحرية والفرح والسعادة، وبدونك حياتي مُرّةوكئيبة. الآن أدرك لماذا يفرح الصائم: "مَتَى صُمتُمْ فلاتكونوا عابِسينَ" (مت6: 16). إنني أفرح الآن بعودتيإليك بعد التيهان، لأستقر في حضنك بعدالضياع. الآن تتوق نفسي إلى القداسة، بعد أن دنسّت نفسيوجسدي بأفعالي الدنيئة. الآن يتغير اتجاه حياتي ليكون المسيح هدفي ومحور اهتمامي، لأنّ "ليَ الحياةَ هيالمَسيحُ" (في1: 21)، بعد أن كان العالم ولقمة العيش والجسد واللذات، قد استولوا عليَّ،فأفقدوني هويتي ومعنى وجودي، وسلبوا مني فرحتي،وتركوني ملقى بين حي وميت.. أنتظر سامريًا صالحًايضمد جراحاتي. تعالَ إذًا يا ربييسوع، واحملني علىمنكبيك، وأودعني كنيستك المُقدَّسة.. لأُشفى من جراحات نفسي العميقة. أُشفى بك وبلمساتك الحانية في كنيستك مستشفى التائبين. rrr ? أيضًا في صوم الميلاد المجيد نحتاج أن نتدرب على: X الهدوء والصمت & "لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيدُ الرَّبُّ قُدّوسُ إسرائيلَ: "بالرُّجوعِ والسُّكونِتخلُصونَ. بالهُدوءِ والطُّمأنينَةِ تكونُ قوَّتُكُمْ (إش30: 15). إن إيقاع الحياةالصاخب، وعنف متطلبات المعيشة، وكثرة الحركة والانشغال والهموم... أفقدوا الإنسان معناه وإنسانيته، وحولوه إلى مجرد ترس في ماكينة ضخمةيتحرك بتحركها، ويقف بوقوفها إن وقفت. إن الإنسان اليوم يعيشفي تشتت مُرعب، يُبدد قوى الجسم والنفس والعقل.. فكم بالحري قوى الروح!!إننا أحوج ما نكون إلى فترات هدوءواعتكاف.. نعود فيها إلى أنفسنا، ونغوص في أعماقنا بدونتأثير المشتتات الخارجية.إنها رحلة إلى أعماق الإنسان .. لاكتشاف الهوية وضبط الاتجاهات. دعونا نختزل منبرنامجنا اليومي كل ما هو غير ضروري: الثرثرة والأحاديث الباطلة، والتليفزيون،والمكالمات التليفونية الطويلة دون داع، والزيارات غير الضرورية، والملاهيوالمآدب. ألاَّ ترى أنه سيتجمع لدينا وقت كاف للتمتع بالهدوء والاعتكاف .. في جلال الصمت وخشوع العبادة والتأملوالتعمق، واكتشاف سطحيتنا وزيف علاقاتنا مع الآخرين!! إن كلامنا الثرثار في طوفان الأحاديث الباطلة قد فقد قوته ومعناه. والصوم بجلاله .. يُعيد إلى الكلمة قُدسيتها ووقارها وسُلطانها."إنْ كانَ أحَدٌ لا يَعثُرُ في الكلامِ فذاكَرَجُلٌ كامِلٌ، قادِرٌ أنْ يُلجِمَ كُلَّ الجَسَدِ أيضًا" (يع3: 2). آه لو نستطيع أن نقتطعمن برنامجنا اليومي الصاخب لحظات للهدوء والاعتكاف والتزام الصمت!!اسمع الصوت الذي كلّم القديس أرسانيوس قديمًا: "يا أرسانيوسإلزم الهدوء والبُعد عن الناس، وأصمت وأنت تخلُص .. لأن هذه هي عروق عدم الخطية".فإن كان القديس أرسانيوس قد لزم الصمت والبُعد عن الناس طول العمر.. فليس بكثير علينا أن نلزمها لحظات يوميًا خاصة في الصوم. العالم اليوم يحتاج إلى شهادة حيَّة .. لا بالوعظ والكلام، بل بقديسين يحملون نورًا وفرحًا وعمقًا،ورزانة ووقارًا، ولهم سر الصمت وقوة الهدوء، كعلامة وبرهان على حضور الله فيهم. |
|