البعد الروحى

[merona]

البعد الروحى
++++++++++++++++




هذا هو البعد الأول الذى يجب أن يراعيه الخادم فى أحاديثه مع الشباب، فلا قيمة لأى حديث مع الشباب، لا يمس حياتهم الروحية وحاجتهم إلى الرب يسوع، وعضوية الكنيسة، والاهتمام بالخلاص. نعم... أن هناك احتياجات كثيرة للشباب، تبدأ من السطح إلى العمق كما يلى :

1- الاحتياجات البيولوجية : كالحاجة إلى الطعام، والشراب، والمسكن، والملبس، والزواج، والإنجاب، والعمل... وهى مشروعة وهامة.
2- الاحتياجات النفسية : كالحاجة إلى الحب، والتقدير، والأمن، والانتماء، وتحقيق الذات، والتفرد، والمرجعية... وهى أساسية للتوازن الإنسانى والصحة النفسية.
3- الاحتياجات المعنوية : كالتأمل، والتفكير، والتحليل، والرؤيا، وإعمال العقل، والقيم، والتقاليد... وهى أمور
ضابطة للنفس بغرائزها وعواطفها وانفعالاتها... كما أنها تميز الإنسان عن الحيوان، إذ أعطاه الله روحاً عاقلة، بها يتعرف
على الكون والعلم والفن والأدب والفلسفة... وبها يدرك الله
من خلال مصنوعاته وقوانينه، كمهندس لهذا الكون، وكموجد لهذه الحياة...
4- الاحتياجات الروحية : وهى قابعة فى عمق أعماق الإنسان، حيث أن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله، وحيث أودعه الرب الضمير والناموس الأخلاقى الطبيعى الداخلى، كبوصلة هادية، تقوده إلى ما لا يرى، وما لا نهاية... إلى الله، والخلود، والسماء... إلى التدين والخلاص والقداسة...

? فالإنسان فيه جوع إلى المطلق واللانهاية، ولا يشبع هذا الجوع سوى الله غير المحدود...
? وفيه الحاجة إلى الخلاص، من الخطيئة والتلوث الروحى الداخلى.
? وفيه الحاجة إلى الخلود، ككائن
آخروى، يمتد ببصره إلى
السماء والأبدية والملكوت،
ولا يكتفى بحياته الأرضية
إلا كفترة امتحان مؤقتة، تنتهى
إلى خلود مقيم، بعد الموت.
وهذه الحاجات الثلاثة الهامة : الحاجة إلى اللامحدود، والحاجة إلى الخلاص، والحاجة إلى الخلود... لا يستطيع أن يشبعها سوى الرب يسوع...

وحتى الإيمان بالله وحده لا يكفى، فمنذ أيام اخناتون هناك إيمان بالله، وبالخلود، لكن المشكلة هى فى الطريق الذى يوصلنا إلى الله والخلود، وهو طريق الخلاص من الخطية، والاتحاد بالله، وهما عطيتان مستحيلتان بدون المسيح الفادى.

? هناك من يجعل من الله مركزاً للكون، والإنسان مجرد مخلوق، وعبد!!
? وهناك من يجعل من الإنسان مركزاً للكون، والله يجب أن يختفى - بالإلحاد - ليأخذ الإنسان مكانه ومكانته!!

ولكن هناك من يجعل من اتحاد الله بالإنسان مركزاً للكون، فى التجسد، الذى من خلاله أخذ الله الذى لنا، وأعطانا الذى له، كقول
القديس أثناسيوس. وهنا يتحد الله بالإنسان، فيحيا فى شركة مع الله أثناء حياته الأرضية، لينعم بها دواماً فى حياته الأبدية.
من هنا يليق بخادم الشباب، أن يحيا هذه الرؤيا المسيحية الأرثوذكسية الكتابية، رؤيا اتحاد الله بالإنسان، ليقدمها إلى مخدوميه خبرة حياتية، وتعليماً مقدساً، وسلوكاً يومياً... فمن خلال هذا الاتحاد بالله، يجد الشباب حلاً لكافة مشكلاته الخلاصية واليومية، وينتصر على أعدائه الروحيين الثلاثة :

أ- الجسد : "إن كان المسيح فيكم، فالجسد ميت..." (رو 10:8)، أى أن الإنسان بسكنى المسيح فى داخله، قادر أن يضبط جسده ويروضه وينتصر على شهواته ونزواته.
ب- العالم : "من هو الذى يغلب العالم، إلا الذى يؤمن أن يسوع هو ابن الله" (1يو 5:5)، "كل من ولد من الله، يغلب العالم، وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم.. إيماننا" (1يو 4:5)، "ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 33:16).
ج- الشيطان : "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً" (رو 20:16)، "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع 7:4)، "أذهب عنى يا شيطان" (مر 33:8).

وهكذا يهتف شبابنا فى ثقة :

[ "يعظم انتصارنا بالذى أحبنا" (رو 37:8).
[ "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" (فى 13:4).
[ "ليقل الضعيف، بطل أنا (بالمسيح طبعاً)" (يؤ 10:3).
إن محور الخلاص والحياة الروحية هو أهم محور فى تعليمنا للشباب، لأنه "ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله، وخسر نفسه" (مر 36:8).

لهذا يجب أن لا يغيب هذا الهدف الجوهرى من أمام عينى خادم الشباب، طوال فترة خدمته للشباب، وكذلك من خلال كافة أنشطة الخدمة كالاجتماع والافتقاد والرحلة والحفلة والنادى، إن خلاص نفس الإنسان أهم من كل شئ، وبدونه تتحول الخدمة إلى معلومات أو علاقات اجتماعية فقط.

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك