رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أولاً غنى النعمة وقيمتها وسر فتور المحبة يلزمنا أن نعي أن نعمة الله ثمينة للغاية، لا تُقدَّر بثمن، فهي ليست رخيصة من جهة القيمة، لأن الإنسان أحياناً كثيرة يستهين بغنى مراحم الله وإحسانه ولطف محبته الفائقة، غير مُدرك قيمة الخلاص الثمين وغنى فيض النعمة الإلهية الفائقة في المسيح يسوع ربنا: + الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته؛ مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين (أفسس 1: 7، 18) + ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع (أفسس 2: 7) + لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء، غير طائعين، ضالين، مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة، عائشين في الخبث والحسد، ممقوتين، مبغضين بعضنا بعضاً. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه. لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا، حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية (تيطس 3: 3 – 7) فكثيراً منا لا يعي ولا يُدرك التنازل المُذهل الذي لمسيح القيامة والحياة، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي 2: 6 – 8)، والإنسان (الذي يقول أنه آمن بشخص المسيح الرب) غافل عن واقعية البذل العجيب، يحيا باستهانة ويتساهل مع نفسه متكاسلاً عن حياته الروحية بحجة الحقيقة المعلنة وهي أن الله محبة، غير مدركاً لغضب التقوى على الخطية والشرّ والفساد نفسه، فتأتيه الخطية ويتعامل مع شهوات قلبه القديمة بتساهل وتفويت واضح بدون أن يغضب على إنسانيته العتيقة ويرفض كل أعمالها القبيحة ويلجأ للطبيب الصالح بإيمان وصلوات لا تنقطع كلها توسل لكي يحقق فيه خلاصه الثمين، فيتمم شفاءه ويخلصه من إنسانيته العتيقة ويبطل كل أعمالها فيه، ويثبت الإنسان الجديد الذي يتغير ويتجدد حسب صورة خالقه. لذلك في تلك الحالة – المتساهلة الذي فيها استهانة واضحة (ولا أتكلم عن الضعف أو السقوط الغير مقصود نهائياً لأن الإنسان طالما في الجسد معرض للضعف والسقوط) – هناك خطر شديد على تلك النفس، لأن بعد فترة يُصاب الإنسان بحالة من البلادة وبرودة القلب التي قد تصل به إلى حد القساوة، لأنه بعد فترة سيعتاد على حالة الخطية ثم يصل للادعاء بأنه يوجد مؤمن جسدي واقع تحت سلطان الخطية، ويطلق تسميات غريبة عن روح الإنجيل: (مؤمن سارق – مؤمن نصاب – مؤمن زاني.. الخ) وكلنا بشر خطائين، ومين يقدر يغلب الخطية أو العالم الذي وضع في الشرير، وبذلك يكون خرج تماماً عن طبيعة الإيمان الحقيقي وطاله الفساد من الداخل الذي شوش عمل الله وأبطل قوة النعمة المُخلِّصة في باطنه. + طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب (مزمور 119: 1) + يذخر معونة للمستقيمين هو مجن للسالكين بالكمال (أمثال 2: 7) + إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد (مش مؤمن جسدي يعني) بل حسب الروح (رومية 8: 1) + لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا (1يوحنا 5: 4) + لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة (1بطرس 4: 3) علينا أن نحذر جداً لأن الإعلان الرسولي حسب الحق، حذرنا من الأيام الأخيرة، التي يظهر فيها معلمون منحرفون عن طريق التقوى يقدمون تعليم مغشوش حسب الهوى الذي يتفق مع راحة الناس وتسكين ضميرهم وإصابتهم بالعطب، وإفساد الحياة المستقيمة حسب مشيئة الله التي أُعلنت لنا في الإنجيل: + لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم مُعلمين مستحكة مسامعهم (2تيموثاوس 4: 3) + عالمين هذا أولاً أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم؛ ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم. مانعين عن الزواج وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق. لأن كل خليقة الله جيدة ولا يُرفض شيء إذا أُخِذَ مع الشكر. لأنه يُقدَّس بكلمة الله والصلاة. (2بطرس 3: 3؛ 1تيموثاوس 4: 1 – 5) + وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقاً رُسل ربنا يسوع المسيح. فأنهم قالوا لكم أنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم نفسانيون لا روح لهم. وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس. واحفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. (يهوذا 17 – 21) فسرّ برودة المحبة التي يُصاب بها القلب ويفقد الإنسان اتزانه الروحي وتعقله، ويفقد كل غيرة التقوى الحسنة التي تضبط الحياة المسيحية الحقيقية، هي في كثرة العبث والتعامل مع الإثم: ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين (متى 24: 12) |
09 - 11 - 2016, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الغضب الإلهي والاستهانة بغنى النعمة
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فسقطوا تحت الغضب الإلهي |
الغضب الإلهي والرجاء الحي |
الغضب الإلهي والاستهانة بغنى النعمة المُخلِّصة |
تابع الغضب الإلهي والاستهانة بغنى النعمة المُخلِّصة |
مليارية الغضب الإلهي |