لا يعتقدون بخلود النفس | يقولون إن خلود النفس كذبة ابتدعها إبليس
معتقدهم:
ففى كتابهم [ليكن الله صادقًا] ص 83، ص 84 يقولون:
إن الله لم يقصد موت المجرم موتًا شكليًا، فينحل جسده، وأما نفسه فلن تموت، بل تظل حية شاعرة إلى الأبد. كلا، إن هذا المعنى السخيف لم يخطر إلا ببال إبليس كما تقرأ في (تكوين 3، 4) "فقالت الحية للمرأة لن تموتا".
فيبدو أن أول أستاذ قال بالخلود، خلود النفس أو عدم موتها، هو إبليس معلم الأكاذيب. نعم إن خلود النفس عقيدة إبتدعها إبليس من البدء وإستعملها لخداع الناس على مر القرون والأجيال.. وهذه العقيدة هى حجر أساسى لجميع أديان العالم.
نعلم من كلمة الوحي أنه لا فرق بين موت الإنسان وموت الحيوان (جا3: 19، 20).
وقالوا أيضًا: وهكذا يفقد الإنسان عند موته كل حس وشعور وإدراك.
وقالوا في نفس الكتاب ص 61:
النفس لا تتميز عن الجسد وتموت معه.
وقالوا: "لن تموتا" هذه هى الكذبة الأولى التي إبتدعها لوسيفر، والتي لأجلها نال لقبه التاريخى الشهير "كذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44).
وقالوا في نفس الكتاب من ص 70:
"أفضت أبحاث العلماء والجراحين إلى القول بأن الإنسان أرقى أنواع الحيوان.. ولم يجدوا أقل دليل على أن الإنسان حائز صفة الخلود، ولا أن فيه نفسًا خالدة. أما رجال الدين فعلى نقيض ذلك يقولون بأن لكل إنسان نفسًا خالدة.
ويقولون في نفس الكتاب ص 78:
"النفس البشرية تقبل الموت والإنحلال"
وفى نفس الكتاب [ليكن الله صادقًا] ص 333:
يقولون".. ثم جاء المعلمون الكذبة بإيعاز من الشياطين بالعقيدة القائلة بأن النفس عنصر خالد لا يقبل الموت. وجعلوا هذه العقيدة جزءًا جوهريًا من عقائد ما أسموه بالدين المسيحى".
وفى ص (334) يقولون: "لم يقم أحد من الرجال الأمناء المخلصين لله من بين الأموات قبل مجيء المسيح إلى هذه الأرض. كما أنهم لم يكونوا يعتقدون بخلود النفس الذاتى. والكتاب المقدس يؤكد لنا أنهم من ساعة موتهم راقدون في قبورهم بلا وعى ولا شعور إلى أن يحين زمان يقظتهم المعين من الله.
ويستدلون بقول بطرس الرسول في (أع 2: 14): بأن "داود رئيس الآباء مات ودُفن. وقبره عندنا إلى هذا اليوم."
ويقولون في نفس كتابهم [ليكن الله صادقًا]:
"يسوع لم تكن له نفس خالدة" (ص 80)!!
"المسيح نال نعمة الخلود بأمانته لأبيه حتى الموت" (ص 82، 83)
وفى كتابهم [المصالحة] ص 94 يقولون:
"إن كان الله لم يمنح الخلود لمخلوقه الأول إبنه العظيم عند أول لحظه خلقه فيها، فلا يكون من المعقول أن يجعل الله الإنسان مخلوقًا خالدًا"(!!).
ويعتمدون على قول الرسول في (1كو 15: 53، 54): "يلبس المائت عدم موت". فيستدلون بذلك على أن الإنسان مائت أي غير خالد. [ليكن الله صادقًا ص 82].
ويقولون: ينال الإنسان الخلود فقط بعد القيامة (ص 82).
ويقولون: "لا توجد آية تقول إن النفس لا تموت". ويعتمدون علىقول الكتاب "النفس التي تخطئ تموت" (حز 18: 4).
الرد علىَ بدعتهم:
مشكلة شهود يهوه أنهم لا يميزون في الإنسان بين النفس والجسد. ولا يذكرون الروح منفصلة عن الجسد.
لذلك ينادون بأن الناس " من ساعة موتهم راقدون في قبورهم بلا وعى ولا شعور إلى أن يحين زمان يقظتهم".
بينما الكتاب المقدس يميز في الإنسان بين النفس والجسد والروح.
وهكذا ورد في (1تس 5: 23) "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح".
حقًا إن الجسد حينما يموت، يكون في القبر بلا وعى ولا شعور. ولكن الإنسان ليس مجرد جسد. فماذا عن الروح؟ يقول الكتاب في سفر الجامعة عن موت الإنسان:
"يرجع التراب إلى الأرض كما كان. وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا12: 7).
إذن هناك روح ترجع إلى الله عند موت الإنسان. بينما الجسد الذي من التراب يرجع إلى الأرض.
أما إستدلالهم بقول الرب لآدم "لأنك تراب، وإلى التراب تعود" (تك3: 19) فهذا عن الجسد فقط الذي يعود إلى التراب.
ولكن الإنسان -كما قلنا- ليس مجرد تراب. فبعد أن خلقه الله من التراب، يقول الكتاب إن الله "نفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسًا حية" (تك 2: 7).
ماذا إذن عن النفخة الإلهية التي كونت روحًا للإنسان، فصار بطبيعة خلقه "نفسًا حية" أي كائنًا حيًا؟!
أما قولهم إن العلماء والجراحين قالوا إن الإنسان أرقى الحيوانات، ولم يجدوا فيه نفسًا حية. فنقول لهم إن الجراحين يتعاملون مع الجسد، وليس الروح.. الكلام عن الروح ليس إختصاصهم. ومع ذلك فماذا يقولون عن سرّ الموت حينما يلفظ الإنسان أنفاسه الأخيرة ويصبح جثة هامدة؟!
أيقولون أنه كحيوان تمامًا حينما يموت؟! كما يحاول شهود يهوه أن يستدلوا مما ورد في (جا3: 19، 20) إن موت الإنسان كموت البهيمة. فهذا من جهة ما يحدث فقط للجسد، إذ "يعود إلى التراب كلاهما" وليس عن الروح الإنسانية. لأن الروح لا تعود إلى التراب مثل الجسد. بل سفر الجامعة نفسه يقول "يرجع التراب إلى الأرض كما كان. وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا 12: 7).
أما عن إقتباسهم قول بطرس الرسول عن موت داود النبي "إنه مات ودفن وقبره موجود عندنا". فهذا عن جسد داود فقط. أما روحه ففي الفردوس، رجعت إلى الله الذي أعطاها.
قولهم إن الإنسان كالبهيمة تمامًا. مجرد حيوان ولكن أرقى في النوع، يتناقض معقول الكتاب خلق الإنسان على صورته وشبهه.
وهكذا ورد في سفر التكوين "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم... فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا وإملأوا الأرض وأخضعوها..."(تك1: 26 -28)
فكيف يُقال إن الإنسان الذي هو صورة الله وشبهه، هو مثل البهيمة تمامًا. فهل البهائم خُلقت على صورة الله وشبهه!؟! حاشا. وهل الله باركها وأعطاها السلطة التي أعطيت للإنسان؟!
إذن في أي شيء يختلف الإنسان عن البهيمة؟ في أشياء كثيرة لعل في مقدمتها الروح العاقلة الناطقة التي على صورة الله، والتي لا تموت بموت الجسد...
أما قولهم إنه لم يقم أحد من الأموات قبل مجيء المسيح!
فطبعًا على الأقل يروى الكتاب ثلاثة أمثلة عن أموات قاموا:
1- منهم إبن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه من الموت إيليا النبي ويقول الكتاب في ذلك "فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش" (1مل 17: 22)،فهنا تمييز بين النفس والجسد. وقام الطفل من الموت.
2- المثل الثاني: إبن المرأة الشونمية الذي بعد موته أقامه أليشع النبي من الموت.
ويقول الكتاب في ذلك "فعطس الطفل سبع مرات ثم فتح الصبى عينيه" (2مل 4: 35) عادت نفسه إليه فعاش.
3- المثل الثالث: الميت الذي "طرحوه في قبر أليشع. فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع، عاش وقام على رجليه" (2مل 13: 21).
وهذه الأمثلة الثلاثة ضد قول شهود يهوه إنه لم يقم أحد من الأموات قبل مجيء المسيح.
كذلك نضيف بأنه قام ثلاثة من الأموات بواسطة السيد المسيح وإثنان بواسطة القديس بطرس والقديس بولس.
والأدلة كثيرة على أن الموت هو مجرد خروج النفس من الجسد وخروج النفس لا يعنى موت النفس. فقد تعود إلى الجسد.
قيل عن موت راحيل "وكان عند خروج نفسها.." (تك 35: 18).
وقيل عن الشاب افتيخوس الذي سقط من الطاقة "وحُمل ميتًا" (أع 20: 9) أن القديس بولس الذي أقامه، قال للناس "لاتضطربوا لأن نفسه فيه" (أع 20: 10). وهذا تمييز للنفس عن الجسد.
وفى إقامة إيليا النبي لإبن أرملة صرفة صيدا (صرخ إلى الرب وقال: "أيها الرب إلهى، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه".. فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش) (1مل 17: 21، 22). إذن لم تكن نفسه قد ماتت بموته. بل إنفصلت عنه وعادت إليه.
وقيل عن إقامة الرب لإبنة يايرس "فرجعت روحها وقامت في الحال" (لو 8: 55)، إذن لم تكن روحها قد ماتت، بل خرجت ورجعت.
وفى إستشهاد القديس إسطفانوس، قال "أيها الرب يسوع، إقبل روحي" (أع 7: 59) فلم يكن موته يعنى موت روحه، بل هو يسلمها إلى الرب يسوع ليقبلها إليه.
ومن الأمثلة القوية التي ترد على أن روح الإنسان لا تموت بموته، ظهور موسى النبي مع الرب يسوع على جبل التجلى.
وكان هو وإيليا يتكلمان معه (مر 9: 4) (مت 17: 3). بينما موسى مات قبل السيد المسيح بحوالى 14 سنة. ولم تكن نفسه قد ماتت، بل هى تتكلم مع الرب يسوع على جبل التجلى.
أما عن كون النفس بعد الموت لا تحس ولا تشعر ولا تدرك، فترد عليها قصة الغنى ولعازر (لو16)
الغنى -بعد موته- رأى لعازر في حضن أبينا إبراهيم، وطلب من أبينا إبراهيم أن يرسل لعازر إليه، وردَ عليه أبونا إبراهيم بأن لعازر الآن يتعزى، بينما هو إستوفى خيراته في حياته (لو 16: 22- 25).
فهل هذا كله يدل على أن النفس قد ماتت وما عادت تشعر؟!
إن شهود يهوه في بدعتهم هذه يشبهون الصدوقيين الذين بكتهم السيد المسيح بقوله "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29).