إني أعتقد تماماً أن هناك كثيرين من المؤمنين لم يتقدموا قط عن موقف الرسل في بيت عنيا، حيث وقفوا شاخصين إلى السماء، بينما اختفى سيدهم عن أعينهم في السحاب وهم يقولون "لقد انطلق عنا بعيداً". فأولئك المؤمنون لم يفهموا ما حَصّله لهم صعود المسيح، ولم يسمعوا بعد صوت الروح القدس في قلوبهم مُخبراً إياهم من كلمة الله أن خلف تلك السُحب قد اجتاز يسوع المسيح ابن الله، السماوات، والآن هو جالس في يمين عرش العظمة في الأعالي.
وما أعظم تأثير هذه المعرفة فيَّ كمؤمن، فأنا أعرف أن ذلك الشخص الممجد في السماء هو مخلصي وأنه هو الشخص الذي مات من أجلى، وأنه هو الشخص الذي ربطني بنفسه بالروح القدس. ومعرفة هذه الأمور لا توازيها كل هذه الدنيا.
هذا أول وأثمن فكر يجب أن يملأ قلب كل عضو في جسد المسيح. وزيادة على ذلك، فالروح القدس يسكن هنا لكي يحفظ قلوب القديسين في شركة عملية بيسوع المسيح الممجد.
هذه حقيقة أيها الأحباء. وعندما أقول "حقيقة" أعنى أنها شيء تم وكمل أيضاً. فحضور الروح القدس على الأرض هو حقيقة، تماماً كما أن موت المسيح على الصليب هو حقيقة، وتمجيده في الأعالي الآن حقيقة أيضاً.
ولكن كم من الناس يصلون إلى الصليب ولكنهم لا يتقدمون أكثر. إنهم لا يدخلون السماء الآن بالإيمان ولا يفرحون بما لهم فيها. هم يرجون أنهم سيذهبون يوماً ما إلى البيت ذي المنازل الكثيرة، أما حقيقة كون المسيح قد دخل هناك فعلاً، فليس لها عمق في أفكارهم، فهم لا يدركون أن الآب قد مجده، وبسبب هذا التمجيد قد جاء الروح القدس "المعزى الآخر" لكل فرد منهم، بينما هو يسكن في الكنيسة إجمالاً كهيكل الله.
قام حقاً مَنْ قضى إذ به الآب ارتضـــى
ليمينــــه ارتقــــــى فوق كـل اسم سمــــا
وهنــاك الآن فـــــي قمـة المجـــد المجيــــد
قد غدا في مجــده رأس جنسـه الجديــــد