رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أنت يا رب عَرَفْتَ. اذكرني وتعهدني وأنتقم لي من مضطهديَّ. بطول أناتك لا تأخذني. اِعْرِف احتمالي العار لأجلك. وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي. لأني دُعيتُ باسمك يا رب إله الجنود" [15-16]. إذ تألم الأنبياء كثيرًا بسبب توبيخاتهم للشعب، وبكونهم سفراء الكلمة حينما ينطقون بما يأمرهم به الله، من الضروري أن نذكّر السامعين ما هي حياة الأنبياء، وما هي الوعود التي أخذوها، وأيضًا نُذكّرَكُم أن الاختيار متروك لنا، فإن أردنا أن تكون لنا راحة في أحضان هؤلاء الأنبياء، يجب علينا - على قدر استطاعتنا - أن نعمل الأعمال التي عملوها. ما أريد أن أقوله لكم يتلخص في الآتي: كثيرًا ما نقول في صلواتنا: يا الله القوي، اعطنا أن تكون لنا شركة (نصيب) مع الأنبياء، اعطنا أن تكون لنا شركة مع رسلك، لكي نوجد مع ابنك الحبيب يسوع المسيح. لكننا لسنا ندرك ماذا نطلب، لأن هذا الكلام معناه: يا رب اعطنا أن نتألم كما تألم الأنبياء، اعطنا أن نكون مكروهين مثلهم، اعطنا أن نبشر بكلمات يضطهدنا الناس بسببها، اعطنا أن نسقط في مؤامرات كثيرة كما حدث للرسل. فإنه لا يليق بنا أن نقول: "اعطنا يا رب شركة مع الأنبياء"، ونحن لا نتألم مثلهم ولا نريد أن نتألم. لا يليق بنا أن نقول: "أعطنا يا رب شركة مع رسلك"، ونحن غير مستعدين أن نقول بكل صراحة مع بولس الرسول: "في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارًا كثيرة" (2 كو 11: 23). |
|