بعدما أعدَّ يُوحنَّا المَعمَدان البشر لملاقاة الرب، احتجب بعد مجيء يسوع كما صرّح يُوحنَّا نفسه لليهود "أَنتُم بِأَنفُسِكم تَشهَدونَ لِي بِأَنِّي قُلتُ إِنِّي لَستُ المَسيح، بل مُرسَلٌ قُدَّامَه" (يُوحنَّا 3: 28). وكما وصف يُوحنَّا البشير " جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور" (يُوحنَّا 1: 7-8). ومن هذا المنطلق، واجب كل نبي أن يصغر لكي يعظم المسيح، كما صرّح يُوحنَّا المَعمَدان "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يُوحنَّا 3: 30)، وذلك لكي تُبنى الكنيسة في الرب، وفي الروح، وترتفع هيكلاً مقدسا يسكن فيه الله كما يُعلمنا بولس الرسول "فيه يُحكَمُ البِناءُ كُلُّه وَيرتَفِعُ لِيَكونَ هَيكلاً مُقدَّسًا في الرَّبّ، وبِه أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح" (أفسس 2: 21-22).