رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي أَرَاهُ أَنَا لِنَفْسِي، وَعَيْنَايَ تَنْظُرَانِ وَلَيْسَ آخَرُ، إِلَى ذَلِكَ تَتُوقُ كُلْيَتَايَ فِي جَوْفِي [27]. بروح النبوة شاهد مجيء السيد المسيح، كلمة الله المتجسد، حيث يمكن رؤيته بعيني الجسد. هو هو بعينه من جهة لاهوته لا يُرى بالجسد، بل تتوق إليه أعماق النفس. "الذي أراه أنا لنفسي"، أي أراه فأفرح به، لأنه سرّ سعادة نفسي. أراه كما هو (1 يو 2: 2) وليس آخر. سنرى في اليوم الأخير المسيا هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد. هو الذي تئن نفسي في داخلي في حنين إليه. * كل عقل يرتفع ويتشكل في الصلاة حسب نقاوته. فإن كان مهتمًا بالأمور المادية الأرضية يحمل هذه النظرة أمامه، وتبقى هذه النظرة قدام عينيْ نفسه الداخليتين في رؤيته للرب يسوع، سواء عندما جاء في تواضعه في الجسد، أو عند مجيئه في عظمته. أمثال هؤلاء لا يقدرون أن يروا الرب يسوع آتيًا في ملكوته، إذ هم مُمسكون بنوع من الضعف اليهودي (أي النظرة المادية)، ولا يستطيعون القول مع الرسول: "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفهُ بعدُ" (2 كو 16:5). أما الذين يرتفعون فوق الأعمال والأفكار الأرضية السفلية، ويصعدون على جبل الوحدة (العزلة) المرتفع، متحرّرين من الاضطراب بكل المتاعب والأفكار الأرضية، في أمان من تدخل الخطايا، ممجّدين بإيمانٍ قويٍ، هؤلاء يمكنهم أن يتطلعوا بعيون نقية إلى لاهوته، وفي أعالي الفضيلة يكتشفون مجده وصورة سموه... يُعلن يسوع للموجودين في المدن والقرى والمزارع، أي الذين لهم أعمال يقومون بها، لكن ليس بالبهاء الذي يظهر به لمن يصعدون معه على جبل الفضائل السابق ذكره... ففي الوحدة (العزلة) ظهر الله لموسى وتحدث مع إيليا. الأب اسحق مار إفرام السرياني |
|