إتباع يسوع إلى الأبد
لا تتطلب الحياة الرسولية التفرغ للمسيح بتحفظ ودون رجوع إنما أيضا إلى الأبد.
يعلن يسوع هذا المطلب في قوله لمن لرجل ثالث أراد أن يتبعه: "ما مِن أَحَدٍ يَضَعُ يَدَه على المِحراث، ثُمَّ يَلتَفِتُ إلى الوَراء، يَصلُحُ لِمَلَكوتِ الله" (لوقا 9: 62).
الرجل الثالث يده على المحراث، ولكن عينه إلى الوراء.
فهو رجل منقسم. إنّ صورة من يضع يده على المحراث، وبعد ذلك يلتفت إلى الوراء مأخوذة من المجتمع الفلسطيني القديم.
أرضنا الفلسطينية غير مُنفّذة للماء وحجريّة.
إذا التفت الحارث إلى الوراء ولو للحظة واحدة، يعمل ثلم خاطئ. فهذا الرجل يشتاق أن يتتلمذ للرب ويتبعه، لكن مع حنين إلى الماضي.
أراد أولًا أن يودِّع الذين في بيته" ائذَنْ لي أَوَّلاً أَن أُوَدِّعَ أَهلَ بَيتي"، وهذا الشرط شبيه ما طلبه إيليا من تلميذه اليشاع (1 ملوك 19: 19-21).