لمن يريد إتباع المسيح
رسالة لمن يريد إتباع المسيح:
--------------------------------
"وبعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية، فقال له:
اتبعني فترك كل شيء، وقام وتبعه." (لوقا 5 : 27، 28)
قبل ذلك العشار دعوة الرب يسوع، فترك كل شيء وقام وتبعه.
ونلاحظ دقة الوحي في التعبير، إذ لم يقل أنه قام وتبعه وترك كل شيء، بل
"ترك كل شيء، وقام وتبعه"،
ترك كل شيء أولا، ترك شروره الكثيرة وأمياله الرديئة، ترك رغائبه الفاسدة وعاداته الشريرة، ترك محبة الذات والطمع، ترك الخزانة الحديدية التي كانت بجواره، ترك الأرباح الطائلة التي كانت تأتي له بطريقة غير محللة، ترك كل شيء ولم يتعلل بأية حجة، ولم يقل أمهلني حتى أصفي حساباتي، أو أسلم دفاتري، بل قبل الدعوة حالا وعلم أنه الوقت المقبول.
ترك كل شيء وعزم من القلب أن يتبع الرب يسوع وحده. وعندئذ انحلت كل القيود التي كان مقيدا بها، وكل القيود التي كبلته، وانهارت من على كتفيه كل الأثقال التي أقعدته، وعند ذلك فقط استطاع أن يقوم.
وعندما قام كانت محبة المسيح قد حصرته وأسرته، فكان الرب يسوع يجذبه وراءه وهو يجري، وأصبح تابعا له تماما.
والرب يسوع ينادي عليك اليوم عزيزي القارئ ويقول لك (اتبعني) فهل ستفعل مثل لاوي العشار ام تتعلل بعلل الشر؟؟؟
*****
أمام التزام مثل هذا قد تكون مترددا، ولكن إذا دخلت إلى العمق ستجد الفرح في أن تبذل ذاتك بالكامل. طوبى لمن لا يتركوا أنفسهم فريسة للخوف بل إلى وجود الروح القدس.
من المحتمل أن يكون من الصعب عليك أن تؤمن بأن الله يدعوك دعوة شخصية وينتظر منك أن تبادله الحب، فأعلم أنك عزيز في عينيه.
عندما يدعوك الله فهو لا يملي عليك ما يجب أن تفعله. دعوته هي أولا وقبل كل شيء لقاء شخصي. اترك المسيح يستقبلك وبعدها سوف تكتشف بنفسك الطريق الذي عليك أن تأخذه.
يدعوك الله للحرية، فهو لا يريدك شخصا سلبيا. بروحه القدوس يسكن الله داخلك ولكنه لا يأخذ مكانك، بل على العكس يفجر الله داخلك طاقات لم تكن تعلم بها.
عليك أن تقبل أن بداخلك اشتياق وأيضا أسئلة لم تجد بعد إجابة. ضع ثقتك في شفافية القلب. هناك في الكنيسة من يمكنهم الإصغاء إليك ومرافقتك بشكل مستمر لتتمكن من التمييز لمعرفة كيفية بذل ذاتك بالكامل.
لسنا بمفردنا نتبع المسيح بل إننا نسير من خلال سر الشركة الذي هو الكنيسة. معها تتحول " نعم " التي نقولها إلى تسبيح.
هذا التسبيح يمكن أن يكون به شيء من التردد، بل وأيضا أن ينبع من شقائنا، ولكنه مع الوقت يتحول إلى منبع فرح لحياتنا كلها.