ابني الحبيب الذي به سررت
الهبة التي في المسيح يسوع فاقت كل تصورنا وكل تقديراتنا على الإطلاق. من أجل ذلك قال الآب السماوي عن ابنه الوحيد المتجسد: "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مت3: 17). وقال بلسان أشعياء النبي: "هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ" (اش42: 1-4).
في الحقيقة لو كنا نعرف قيمة العطية التي في المسيح يسوع، فلن نشعر بالخذلان أو بالضعف، لكن نشعر بمنتهى القوة. إن النعمة المعطاة لنا في المسيح فاقت خطية آدم بمراحل كثيرة. لذلك فإن النعمة التي ستعطَى للمفديين أعظم بكثير من حياة الخطية، أي الحياة الأبدية في ملكوت الله الذي يقول عنها: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (مت25: 34).
الملكوت أعظم بكثير جدًا من الفردوس الأول. وكرامة الإنسان بعد مجيء السيد المسيح أعظم بكثير جدًا من كرامته أيام أن خلق الله آدم في الفردوس، يكفى أن السيد المسيح بجسده الممجد المتحد باللاهوت قائم عن يمين العظمة في الأعالي كقول الكتاب: "لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ" (فى2: 10،11).