رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم" إلى الأهمية والتأكيد الذي اعتاد المسيح أن يصرِّح بهما أنَّ ما ظهر لليهود مُحالًا ومُضحكًا هو شرط ضروري للخلاص. أمَّا عبارة "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ" فتشير إلى شرط ضروري للخلاص. وأمَّا عبارة "دَمَه" في الأصل اليوناني πίητε αὐτοῦ τὸ αἷμα فتشير إلى لفظ "مقدس" في الـمفهوم الإنساني للّاهوت الكتاب المقدس، لأنَّه يُمثل الحياة نفسها كون الدَّم ينتمي لله وحده، إذ يبثّ الدم في كل إنسان. يدعو يسوع تلاميذه، ليشربوا من دمه أي مشاركتهم في حياته، دون أي استحقاق منهم. إنَّه تعالى يمنح حياته للجميع بحبّ وبمجانيّة. ولا يمكن أن تكون هناك مصطلح أكثر ملائمة للوليمة، (الأكل والشُّرب)، للتَّعبير عن سر تقدمة يسوع حياته واتحاده بنا. ومن هنا يدل ههنا على الدَّم الذي سفكه من خلال بذلِ حياته في ذبيحة الجلجلة على الصَّليب، وإلى الموت الذي يهب الحَياة. ويدلُّ هذا الإعلان عن قرار يسوع بإعطائه جَسَده ذبيحة من أجل حياة العَالَم. وكلُّ قداس هو نفس الذَّبيحَة. ولذلك فإن سر الإفخارستيا الذي نأكل فيه جَسَد المسيح ونشرب دَمَه هو امتداد لذبيحة الصَّليب. السِّر معناه نوال نعمة غير منظورة تحت أعراض الخُبزِ والخَمر المنظورة، فما نتناوله هو خبز وخمر، وفي الحقيقة يقول لنا إيماننا أنَّ الخبز والخمر أصبحا جَسَد ودَم المسيح. وأشار يسوع المسيحَ مخلِّصَنا إلى هذا الخُبزِ وهذه الخمرةِ إلى ما ورد في سفرِ الأمثال، حيث جاء: "هَلُمُّوا كُلُوا مِن خُبزِي وَاشرَبُوا مِنَ الخَمرِ الَّتِي مَزَجْتُ" (أمثال 9: 5). |
|