إذ كان إرميا النبي في السجن تحدث الله معه بشأن شعبه للمرة الثانية. لقد سبق فقدم لهم تحذيرات مستمرة، وها هو يقدم تأكيدات لمواعيده الإلهية الصادقة. فإنه لا يكف عن تكرار تقديم النصائح والتحذيرات وأيضًا المواعيد لأجل تشجيعهم على التوبة وبث روح الرجاء والفرح خاصة أثناء ضيقٍ.
استطاع الأشرار أن يأسروا جسد إرميا لكنهم لم يستطيعوا أن يعيقوه عن إعلان الرسالة الإلهية، وكما يقول الأسير بولس: "الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنبٍ، لكن كلمة الله لا تقيد" (2 تي 2: 9).
الرسالة الإلهية الموجهة للشعب هنا لبث روح الرجاء، مقدمة أيضًا لإرميا النبي نفسه، فبلا شك كان إرميا يئن في أعماقه وهو يقدم الرسالة الأولى المملؤة تحذيرات للشعب. كانت جدران قلبه تتوجع وأحشاؤه تصرخ من أجل المرارة التي تحل بالشعب. الآن يقدم له الرب رسالة تعزية تفرح أعماقه.