رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثاني مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم نصيحة في يوم 20 يوليو 1969م هبط الإنسان على القمر للمرة الأولى في تاريخ البشرية، وسألوا العالم الذي اخترع الصاروخ الذي حمل المركبة الفضائية إلى هناك، سألوه: ماذا بعد أن وصلنا إلى القمر لاكتشافه، هل هناك مكان آخر نسعى لاكتشافه والوصول إليه؟ سكت العالم وأجاب: نعم هناك مكان ذلك الموجود داخل رؤوسنا!!! ويقصد عقل الإنسان ونفسه وطموحاته. إن معرفة النفس البشرية بالعلوم المتخصصة العديدة مازالت غير كاملة.. ولذلك تظل النصيحة المكتوبة على جدران أحد المعابد اليونانية القديمة: “اعرف نفسك” وهي العبارة التي شرحها لاحقًا الفيلسوف سقراط، هي أعظم نصيحة إنسانية عرفها البشر جميعًا. إن معرفة النفس هي مجموعة من الأبعاد الروحية والداخلية والوجودية التي يستعين بها المرء بقصد اكتشاف نفسه بشكل كامل أو شبه كامل، والتعرف على المواهب والإمكانيات والمهارات والأفكار الموجودة، والتي تكوّن شخصيته بهدف تطويرها وتنميتها. وبعض علماء علم النفس يضعون 6 مؤشرات أساسية بها تتعرف على نفسك وهي: 1) منظومة القيم: أي القيم التي تحبها مثل مساعدة الآخرين أو الإبداع… 2) منظومة الاهتمامات: هواياتك والأشياء التي تلفت انتباهك.. 3) شكل المزاج: متفتح- منطو- مبتسم- حاد- … إلخ. 4) شكل النشاط: تحب الصباح- تحب السهر- تزداد نشاطًا في أي وقت. 5) حدد أهدافك: في سن مبكرة كلما أمكن وهذا أفضل جدًا. 6) نقاط القوة والضعف: نقاط القوة تعني نجاحك وأكثر منها… وسفر الأمثال يصف باقتدار أن النفس الشبعانة تدوس العسل (27: 7)، الشبعانة حبًا ومعرفة ورضا ونجاحًا وقوة، وللنفس الجائعة كل مرّ حلو. ومن هنا جاءت أهمية أسفار الحكمة مثل الأمثال والجامعة والنشيد وأيوب ورسالة يعقوب حيث تعطي قارئها مزيدًا من الفهم لنفسه ولحياته وزمنه. من التدبير الروحي المفيد قراءة هذه الأسفار باستمرار بجوار القراءات الكتابية الأخرى. ومعروف أنه يوجد 12 قانون في علم النفس تساعد الإنسان على معرفة نفسه، وتطبيقها يغيّر كثيرًا في حياته: 1- قانون الراحة النفسية: الانسحاب من الفوضى لا يقدر بثمن. 2- قانون الذكاء العقلي: التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعي مهما كان. 3- قانون الاستغناء: ليس كل ما تستغني عنه خسارة، بعض الأمور الاستغناء عنها بداية أفضل. 4- قانون تطوير الذات: أوجد لك مكانًا في القمة، لأن القاع به ازدحام شديد. 5- قانون إثبات الذات: قم بين حين وحين بتحديث قوانينك وأسلوبك حتى تصبح واضحًا ومميزًا للجميع. 6- قانون التميز: أن تبدع بأسلوب وأنت في قمة الاسترخاء ويقلدك الجميع. 7- قانون التحدي: أن توجد لك مكانًا بين الكبار ويُعترف به. 8- قانون إدارة الوقت: كن كالسفينة التي تمشي بين الأمواج بالعلم والمعرفة والدراسة الجادة. 9- قانون الأهداف: حياة من غير هدف، مثل جسد من غير روح. الاثنان ليس لهما قيمة. 10- قانون الوعي: إن لم تدرك أخطاءك فلن تتعلم الصواب. 11- قانون التعلم: إن لم تتألم لن تتعلم. 12- قانون التغيير: إن لم تتغير فأنت تخسر حياتك. هذه القوانين الاثنى عشر تحتاج عزيزي القارئ أن تعرفها وتحفظها وتطبقها على مدى سنين الحياة، لتعرف ولو القدر اليسير من نفسك، وتفهم حياتك وتنجح. إن النفس عميقة ومتسعة ومراوغة ولها احتياجات مثل الجسد. إنها تحتاج التقدير والأمان والحنان وأيضًا الحب. وإذا أردنا أن نبين ما المقصود بـ “اعرف نفسك” علينا أن نفهم ما يلي: أ. اعرف واقعك الإنساني: فأنت على صورة الله خُلقت وتمتاز وتنفرد بأمرين: الأول الفكر والعقل والإبداع، والأمر الثاني الحرية زمانًا ومكانًا. ب. اعرف واقعك الشخصي: لأن هناك أنماط للشخصية مثل الشخصية الاجتماعية أو القيادية أو الهادئة أو الباحثة عن الكمال… ويجب أن تعرف نوعية شخصيتك تمامًا. ج. اعرف واقعك الحياتي أو السلوكي: ولذا أنصحك أن تقرأ عن جدعون (قضاة 7) أو شمشون (قضاة 16) أو بولس الرسول (غلاطية 1: 11-17) أو الابن الضال (لوقا 15). وذلك كله في ضوء كلمة الله الحية والفعالة والخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب (عبرانيين 4: 12). وأخيرًا أرشدك إلى تدريبات عملية لتعرف نفسك: 1- القراءة الإنجيلية والثقافية والفنية والأدبية وأيضًا كتب السير والمذكرات. 2- المشورة والصداقة والحوار مع الكبار والتقاط المعرفة من كل أحد. 3- الخلوة والتأمل والهدوء والصلاة وإمعان الفكر وتسجيل الخواطر والكتابة بصفة عامة. 4- الخبرة من خلال السفر والعلاقات الإنسانية وكافة المعاملات الإنسانية في كل الظروف.. ولكن احذر من دوائر الخطر والسقوط أمام النفس. إنها ثلاث دوائر خطيرة: أولاً: الذات والسلطة أو الرئاسة والكرامة والبحث عن الشهرة والشعبية دون اتضاع أو مخافة. ثانيًا: المال والقنية والملكية أو التملك والشهوات الأرضية الترابية دون النظر إلى السماء أو المستقبل. ثالثًا: الجنس وشهوات الجسد العديدة بالإغراء والخيانة وسقطات العاطفة في مذلة ومهانة. والخلاصة: إنك لن تعرف ذاتك أو نفسك إذا عشت في البطالة أو الفردية أو هوس الكمال أو الإباحيات أو الخوف من الفشل أو الانغماس على مواقع التواصل الاجتماعي دون حدود حتى تتشوه نفسك وفكرك وتعيش خارج معرفة حقيقية لنفسك. انتبه. |
|