منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 01 - 2022, 05:04 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا
الثالوث يشترك في خلقة الإنسان، وهذا يتضح من قوله نعمل (صيغة الجمع). ولكن نجد أن القديس يوحنا يقول عن الابن الكلمة أنه هو الذي عمل كل شيء "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3). ويقول القديس بولس الرسول عن المسيح ابن الله "… ٱلْمَسِيحِ قُوَّةِ ٱللهِ وَحِكْمَةِ ٱللهِ" (1كو1: 24). وبهذا نفهم أن ما يريده الآب ينفذه الإبن، فالابن هو القوة الخالقة، وهكذا الروح القدس هو القوة المحيية. والقوة الخالقة والقوة المحيية خارجتان من الآب المصدر أو الينبوع. ونقول عن القوة الخالقة الإبن المولود من الآب. ونقول عن القوة المحيية الروح القدس المنبثق من الآب.

الآب أراد أن يخلق إنسانًا هو آدم، فالابن جبل ترابًا من الأرض وصنع منه آدم، والروح القدس أعطاه نسمة الحياة (تك2: 7). ونرى هنا أن الثالوث يشترك في الخلقة. فكل أقنوم يعمل ليس بمعزل عن الأقنومين الآخرين بل بإتحاد كلي معًا، لكن لكل أقنوم عمله.

وهذا ما حدث أيضًا في الخلقة الثانية، فلما مات الإنسان بسبب الخطية، تجسد الابن ليفدي الإنسان، ويقوم بخلق الإنسان خلقة جديدة ثانية. وكان هذا بإتفاق داخل المشورة الثالوثية. فكما قام الثالوث بالخلقة الأولى قام الثالوث أيضًا بالخلقة الثانية. وهذا ما نراه في قول إشعياء النبي "تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. ٱسْمَعُوا هَذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ ٱلْبَدْءِ فِي ٱلْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ (الإبن الأزلي). وَٱلْآنَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ (الآب) أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ (الروح القدس)" (إش48: 16) أي أن الآب والروح القدس أرسلوا الابن ليتجسد ويقوم بعمل الفداء، فكل أقنوم له دوره بالإتفاق داخل المشورة الثالوثية. لذلك ظهر الثالوث يوم معمودية المسيح، التي بها أسس المسيح سر المعمودية والتي بها تتم الخلقة الثانية. ويشير القديس بولس الرسول للخلقتين في قوله "لِأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ (خلقة آدم أي الخلقة الأولى)، مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ (الخلقة الثانية بالمعمودية) لأعمال …" (أف2: 10). وراجع أيضًا (حز37) لتفاصيل أكثر عن هذه النقطة.

وبعد أن تمم المسيح الفداء وتم الصلح بين الله والإنسان، أرسل الله الروح القدس ليكمل عمل تجديد الخلقة الجديدة (تى3: 5)، وهذا أيضًا بالإتفاق داخل المشورة الثالوثية:-

- فيقول الرب يسوع *"وَمَتَى جَاءَ ٱلْمُعَزِّي ٱلَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ ٱلْآبِ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، ٱلَّذِي مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يو15: 26)، وهنا نرى الابن يُرسل الروح القدس وهذا يعني أنه بعد أن تمم الابن الفداء والمصالحة سيحل الروح القدس على الكنيسة ليكمل عمل المسيح.

- وبنفس المفهوم نجد أن المسيح يقول أن الآب يرسل الروح القدس َأَمَّا ٱلْمُعَزِّي، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يو14: 26) وهنا نرى الآب هو الذي يرسل الروح القدس.

- والمعنى أن الآب والابن يرسلان الروح القدس بناءً على العمل الذي تممه المسيح. وبإستعارة قول إشعياء النبي (إش48: 16) يمكننا أن نقول على فم الروح القدس "السيد الرب (الآب) وإبنه (المسيح) أرسلاني. نرى هنا بوضوح الإتفاق داخل المشورة الثالوثية، فالآب والابن يرسلان الروح القدس. والروح القدس هو الذي يثبتنا في المسيح ويجدد طبيعتنا (2كو1: 21-22 ، تى3: 4-6). فعمل الخلقة الثانية والخلاص يقوم به الأقانيم الثلاثة.

وإذا كان فهم حقيقة الثالوث صعب فلننظر في داخلنا كبشر، فنحن مخلوقين على صورة الله. مع الفارق الرهيب. فالله كائن حي عاقل. كائن بذاته. حي بروحه القدوس. عاقل ناطق بحكمته أي أقنومه الثاني (اللوغوس= الكلمة). والإنسان كائن حي عاقل. والفارق بين الإنسان المحدود والله غير المحدود أن الله بروحه حي ويحيي، وبعقله قادر أن يخلق كل شيء. أما الإنسان فهو حي بروحه ولا يستطيع أن يعطي حياة بل أن حياته انفصلت عنه بسبب الخطية وهو بعقله قادر أن يستوعب فقط ما يجعله قادرًا على أن يعيش ويعرف الله.

ولذلك قيل "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك26:1) [ويُرجى مراجعة تفسير الآية في مكانها في سفر التكوين] فقوله على صورتنا فهذا لأننا ثالوث في واحد (ذات وعقل وروح= كائن عاقل حي)، وهذا يقال عن الله. ونحن على صورة الله في صفاته. فالله حر ونحن لنا حرية. الله له سلطان ونحن لنا سلطان … وهكذا.

وقوله كشبهنا فهذا لأن الله:-

ذات كائن. ولكنه هو كائن بنفسه لا يعتمد على آخر، ولم يخلقه آخر، ووجوده لازم لاستمرارية الكون. أما الإنسان فوجوده معتمد على الله، الله أوجده ويحفظه. وهو موجود اليوم وغير موجود غدًا. وعدم وجوده لن يؤثر في الكون. والله لذلك أزلي أبدي لكنه أشرك الإنسان في أبديته:


نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا (يو1: 3)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | نعمل الآنسان على صورتنا كشبهنا
(تك 1: 26 ) نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا
نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا
نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا
وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا (تكوين 1: 26)


الساعة الآن 08:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024