في أرشيف السماء
"فى تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة.. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته. فصعد يوسف أيضا من الجليل.. إلى بيت لحم.. ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى. وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود" (لو 2: 1-6).
إلهي.. ليس صدفة أن يتفق موعد ولادتك في الجسد مع سنة الاكتتاب، التي أمر فيها أوغسطس قيصر كل المسكونة أن يدونوا أسماءهم في سجلات خاصة، لقد قصدت أيها الإله الأزلي، أن يدون اسمك في سجلات البشر وتعد كواحد منهم!
أيها الحب الحقيقي.. نزلت إلى الأرض وحسبت بين البشر الضعفاء، لترفع أفكاري إلى السماء وتردني إلى حضن الآب!
أيها الحب الحقيقي.. لقد قبلت ان يكتب اسمك في سجلات العالم الزائل، لتكتب أسماءنا في سفر الحياة الدائم!
إلهي.. كيف أخاف الآن من المتكبرين الذين يحاربونني، ويحرفون كلامي، ويفكرون على بالشر، ويلاحظون خطواتي، ويترصدون لنفسيوأنا أعلم أن دموعي المسكوبة بسبب شرهم معي، محفوظة في زق عندك، وفي سفرك محفورة، وفي الوقت المناسب ستخلصني!
إلهي.. كيف بعد أن كتبت كل أعضاء جسدي في سفرك ورقمت قبل ان أوجد، أعود فأحدرها واستخدمها لحساب العالم!
إلهي.. كيف أفعل الشر أمامك وأنا اعلم أن: الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، سوف تمحو أسماءهم من سفرك!
إلهي.. كيف لا أحتمل أتعاب هذا الزمان الحاضر النفيسة والجسدية مهما عظمت، وأنا اعلم جيدا أن من يغلب ويثبت ويصبر إلى المنتهى، لن تمحو اسمه من سفر الحياة عندك!
إلهي.. كيف أهتم وأفرح بأن اسمي مسجل ضمن أسماء الذين يخدمونك في الكنيسة، ولا أفرح بالأكثر أنه مكتوب في سفر الحياة عندك!
"كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مسر، كل ما صيته حسن، ان كانت فضيلة وان كان مدح، ففى هذه افتكروا" (فى 4: 8، 9).