"وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً
كما أحببتكم أنا تحبون بعضكم بعضاً"
(يوحنا ١٣: ٣٤).
يتلخص الإنجيل في كلمة واحدة محبة هذه هي الوصية الأولى والعظمى في الناموس.
وقد حسبها المسيح وصية جديدة،
لأن نموذجها جديد
وهو محبة المسيح لنا كما أحببتكم أنا...
وهذه الوصية،
جعلت العهد الجديد بسيطاً،
فلا يلزمك بألف وصية روحية،
إذ يكفيك أن تثبت في المحبة،
لأن الناموس كله يكمل في كلمة واحدة:
أحب قريبك كنفسك.
قاوم المسيح بشدة التفسير الخاطيء للوصايا العشر.
وبرهن أن هدف الناموس
ليس الوصول بالإنسان إلى البر والقداسة فحسب، بل أن يلبسه المحبة التي هي رباط الكمال،
والتي منها يتولد الفرح والسلام وطول الأناة.
فهي اذاً تاج الفضائل وعلتها جميعاً.
لم يقصد المسيح بهذه المحبة،
الحب الواجب أن يقوم بين الرجل والمرأة،
أو العاطفة بين الأم وابنها،
أو الإحترام بين التلميذ ومعلمه،
أو الولاء بين الصديق وصديقه.
وإنما قصد أن يدخل روح الله،
الذي هو محبة إلى قلوب بني البشر الشريرة الباردة.
لتكون نوراً للمظلمين وخلاصاً للهالكين،
وهدى للضالين.
هذه المحبة ليست في طبيعة الإنسان.
وإنما تعطى لكل من ثبت في الله، والله فيه.
ولتحقيق هذا الهدف،
جاء المسيح إلى العالم ومات عن البشر بدافع حبه العجيب،
ليبرهن أن الله محبة.
ًوالروح القدس،
هو الذي يسكب محبة الله في قلوبنا،
وحيث لا يكون الروح القدس،
تنتفي المحبة،
ويسود الخصام،
والتفرقة.
لا يستطيع الملحدون،
أن يتبينوا إيماننا بالمسيح إلا إذا كانت المحبة تملأ قلوبنا وتسود معاملاتنا.
هذا النوع من البشر،
لا ينيرهم إيمان، ولا تجذبهم صلاة،
ولا يؤثر فيهم قول، أو أعجوبة، أو تضحية.
وإنما تستوقفهم بادرة المحبة،
التي سكبها الله في قلوبنا.
لأن هذه المحبة ليست عاطفة عابرة،
بل عملاً متواضعاً فرحاً.
هل تحب أفراد عائلتك وأعضاء كنيستك وأبناء جمعيتك،
كما يحبك المسيح؟
هل وهبك السيد الرب قوة أن تحب كل الناس،
لا فرق بين عال ودون،
بين صالح وشرير؟
هل تغفر لهم زلاتهم،
كما غفر لك أبوك السماوي زلاتك؟
لنسجد لمحبة الله،
ولنطلب انسكابها في القلوب.