الحكمة الطبيعية، التي يقول عنها سفر ابن سيراخ إنها تنشأ مع المؤمنين في الرحم (1: 12). هذه الحكمة التي يقدرها المؤمنون كعطية إلهية، يُقَدِّمها الله لكل البشرية في غير محاباة لمؤمنٍ وغير مؤمنٍ، يهبها حسبما يناسب كل شخصٍ، يتقبَّلها المؤمن من يدي الله، فيُقَدِّم على الدوام ذبيحة شكر بروح التواضع. ويفتخر بها غير المؤمن كسمة خاصة به دون غيره، فتنتفخ فيه الأنا، ويسقط في التشامخ والكبرياء. يُعَبِّر عنها الكثيرون بالقول إن كل إنسانٍ يُعجَب بعقله، ولا يرضا أو يشبع بما لديه من مقتنيات، وكأنه يتَّسِم بالكبرياء مع الجشع.